الانتخابات في سياق الحراك ورهان الدمقرطة: حالتا المغرب وتونس

الانتخابات في سياق الحراك ورهان الدمقرطة: حالتا المغرب وتونس
Spread the love

إعداد: البرنوسي الحسان —

مقدمة:
عرفت دول شمال افريقيا في السنوات الأخيرة تطورات عدة متسارعة همت مختلف جوانب علاقة الدولة بالمجتمع، وقد كان المشترك بين هذه الدول في جوانب تلك العلاقة، من وجود أنظمة سياسية تسلطية، غياب الديمقراطية وتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية… دافعا وعاملا مهما وحاسما نحو اتساع رقعة تلك التطورات لتشمل أغلب هذه الدول.
إذ أدى انطلاق شرارة الحركات الاحتجاجية المطالبة بالتغيير في تونس نهاية سنة 2010 وبداية 2011، وما تلا ذلك من سقوط نظام زيم العابدين بن علي ودخول البلاد في مرحلة انتقالية، إلى خروج حركات أخرى مماثلة في الدول المجاورة.
إلا أن اختلاف تعاطي الأنظمة السياسية في المنطقة مع هذه الحركات الاحتجاجية أدى إلى اختلاف طبيعة الإجراءات والتدابير المتخذة لإدارة مرحلة الأزمة.
وتعد الانتخابات من أهم الأليات التي اتخذتها هذه الدول (ضمن حزمة من الاجراءات من مثل إقرار دساتير جديدة أو تعديل أخرى قائمة…) لكونها تسمح بتدبير الاختلاف وتحقيق التداول السلمي على السلطة، خاصة في سياق حراك سياسي واجتماعي حادين.
وتكتسي الانتخابات في زمن الحراك أهمية قصوى كونها آلية لإدارة مرحلة الأزمة بين مختلف الفاعلين بشكل يسمح بتموقع كل فاعل حسب حضوره وتأثيره في الرأي العام المعني بشكل مباشر بصناديق الاقتراع. هذه الأهمية تجد تفسيرها في كون الحراك مرحلة حساسة تتميز بالتجاذب والصراع واللاستقرار، وذلك نتيجة اختلال في ميزان القوة بين الفاعلين السياسيين أو بدخول فاعل جديد يفرض ضرورة تغيير قواعد اللعب.
ذلك الصراع في علاقته بهذا الاختلال يقود نحو إعادة تشكيل نظام للقوة عبر اعادة توزيع الأدوار بين الفاعلين الأصليين المؤثرين وبين باقي الفاعلين التابعين غير المؤثرين، بمعنى بين من يمارس السلطة ومن يمارس الوظيفة.
الانتخابات حسب تعريف الفقيه لافوريير Laferriere هي السلطة الممنوحة بالقانون إلى عدد من أعضاء الأمة يؤلفون الهيئة الانتخابية من أجل الاشتراك في الحياة العامة إما بصورة مباشرة، أو عن طريق التمثيل، من أجل التعبير عن آرائهم حيال شؤون الحكم، وهي شرط من الشروط الشكلية للديمقراطية، بمعنى أنها وسيلة وليست غاية في ذاتها، ومعاييرها: النزاهة، الحرية والفعالية السياسية.
معيار الفعالية هو الضمانة التي تربط الانتخابات كشرط شكلي بالديمقراطية كقيمة جوهرية، وعلى هذا الاساس يأتي مطلب الدمقرطة كرهان للفعل الانتخابي.

لقراءة الدراسة كاملة إضغط على الرابط:
الانتخابات في سباق الحراك