500 برلماني أوروبي لترامب: لا تلغي الاتفاق النووي مع إيران

500 برلماني أوروبي لترامب: لا تلغي الاتفاق النووي مع إيران
Spread the love

كتب المحرر الدبلوماسي في صحيفة الغارديان البريطانية باتريك وينتور مقالة تناول فيها رسالة كتبها أكثر من 500 برلماني من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى نظرائهم الأميركيين في الكونغرس التي حضوهم فيها على إقناع الرئيس دونالد ترامب بعدم التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران.

وفي بيان مشترك نُشر في كل من صحيفة الغارديان البريطانية، ودير شبيغل الألمانية، ونيويورك تايمز الأميركية ولوموند الفرنسية، دعا البرلمانيون الأوروبيون البيت الأبيض إلى إعادة النظر في موقفه من الاتفاق النووي الإيراني، وذلك قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في 12 مايو / أيار المقبل للانسحاب من الصفقة، المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، ما لم تتمكن أوروبا من وضع سياسة جديدة تجاه إيران تلبّي مخاوفه.

وجاء في الرسالة: “حكومة الولايات المتحدة تهدد بالتخلي عن خطة العمل المشتركة، رغم أن إيران تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق”. وحذر البرلمانيون من أن “خروج الولايات المتحدة من الاتفاق ستكون له عواقب وخيمة”.

وكانت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة قد تفاوضت مع طهران على الاتفاقية التاريخية في عام 2015 التي رفعت العقوبات على إيران في مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي، وهي تستخدم اليوم كل ما لديها من تأثير في محاولة إقناع ترامب بأن الصفقة قابلة للإنقاذ.

وقال البرلمانيون في رسالتهم إن التأثير قصير المدى لخطوة ترامب لإلغاء الاتفاق النووي سيضع حداً لضبط البرنامج النووي الإيراني مما قد يوفر مصدراً جديداً للصراع المدمر في الشرق الأوسط وإلى مدى أبعد منه. لكنهم أضافوا أن المخاطر الأطول أجلاً تتمثل في: الضرر الذي يلحق بمصداقية الموقعين كشركاء في المفاوضات الدولية وبشكل أعم على الدبلوماسية كأداة لضمان السلام والأمن الدائمين.

وقال البرلمانيون: “إن التخلي عن الاتفاق سيقلل من قيمة كل الوعود والتهديدات التي تضعها دولنا”. وأضافوا أنه في حالة انهيار الاتفاق، سيكون من المستحيل حشد ائتلاف كبير آخر حول العقوبات ضد إيران.

وتم تنظيم الحملة من قبل النائب عن حزب الخضر الألماني أوميد نوريبور، والنائب الفرنسية دلفين أو من حركة “إلى الأمام” التي يتزعمها الرئيس إيمانويل ماكرون، والنائب البريطاني المحافظ ريتشارد باكون.

وأبرز البرلمانيين الموقعين على الرسالة من ألمانيا، هم: زعيمة حزب الخضر، أنالينا بيربوك، والسياسي اليساري غريغور جيسي، ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الحر، ألكسندر غراف لامبسدورف، ونواب رئيس البوندستاغ (البرلمان) توماس أوبرمان (الحزب الديمقراطي الاجتماعي) وكلوديا روث (حزب الخضر). ولم يكن هناك أي توقيع من “الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا”.

وفي محاولة لتهدئة البيت الأبيض، كانت الحكومات في برلين وباريس ولندن تضغط من أجل فرض عقوبات على إيران بدلاً من إلغاء الاتفاق. وقد انتقد الموقِّعون على الرسالة ما وصفوه بـ”السياسات العدوانية” لطهران في الداخل والخارج.

وقال البرلمانيون: “بقدر ما نشارك في المخاوف التي عبّر عنها الكثيرون بشأن سلوك إيران، فإننا مقتنعون بشدة بوجوب التعامل مع هذه القضايا بشكل منفصل … وليس ضمن سياق خطة العمل المشتركة الشاملة” المعنية بالاتفاق النووي مع إيران.

وتجري اتصالات مكثفة يومياً تقريباً بين الدبلوماسيين البريطانيين والفرنسيين الذين يسعون للتوصل إلى صيغة تسبق اجتماع الأسبوع المقبل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وترامب في البيت الأبيض. ويتطلع الدبلوماسيون إلى معرفة ما إذا كان نظام التفتيش الحالي المتفق عليه بموجب الاتفاق النووي يمكن تمديده كي يشمل المواقع العسكرية والمختبرات والجامعات في إيران.

وتحاول فرنسا خفض التوقعات الخاصة باجتماع ماكرون – ترامب، قائلة إنه كان هناك عنصر احتفالي كبير لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إلى واشنطن، لكن الفرنسيين كانوا يتطلعون إلى بيان مشترك مشترك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإعادة تفسير جوانب من الاتفاق النووي من دون تمزيقه.

ولم يتمكن الدبلوماسيون الأوروبيون من الاتفاق على جولة جديدة من العقوبات ضد إيران في اجتماعهم يوم الاثنين الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى الاعتراضات الإيطالية على أن العقوبات قد تلحق الضرر بروسيا.

ونقلت الغارديان عن النائب الفرنسية دلفين أو، وهي خبيرة في شؤون إيران: “نأمل أن يستمع إلينا الكونغرس الأميركي كزملاء برلمانيين. نحن نشدد على أن القضايا خارج خطة العمل المشتركة، مثل برنامج إيران الصاروخي أو سلوكها في اليمن يجب التعامل معها بشكل منفصل. هناك وحدة كاملة في هذا الشأن في أوروبا”. وأضافت أنه من الممكن أن يسافر وفد من البرلمانيين الأوروبيين إلى واشنطن لتعزيز تأثير هذه الرسالة. وأشارت إلى أنه في حالة عدم تجديد ترامب لرفع العقوبات عن إيران، فإنه سيكون على الكونغرس أن يقرر ما هي العقوبات التي يجب فرضها.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب قلق من برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية، ومن السرعة التي تستطيع إيران من خلالها الحصول على قدرات نووية في نهاية الاتفاق الذي يمتد لعشر سنوات، وهو قلق بشكل أوسع من موقف إيران التدخلي في الشرق الأوسط ولا سيما في اليمن ولبنان وسوريا.

المصدر : الغارديان – ترجمة: الميادين نت