اليمن والشرق الأوسط الجديد: الفتح الموعود والجهاد المقدس

اليمن والشرق الأوسط الجديد:  الفتح الموعود والجهاد المقدس
Spread the love

بقلم: د. فرح موسى/

يسأل السادة الأفاضل عن رؤيتنا حول أحداث البحر الأحمر،وما يمكن أن تؤول إليه من مؤديات في التكتيك والاستراتيجيا؟وما هي آفاق التحول العالمي الجديد بعد طوفان الأقصى؟
تعلمون أن التاريخ لا ينزوي عن صنّاعه،ولا يموت عن أمجاده،وتبقى للجغرافيا ميزتها في رسم التحولات العالمية.وها هي الأمور قد تقاربت،والأحداث تفاعلت؛فعادت النصرة لفلسطين،وعاد الفتح للفاتحين في الحضارة والدين من اليمن إلى حيث تطال أيادي المجاهدين.فأهل اليمن تسمّوا بالأنصار قديمًا،واختاروا أن يكونوا كذلك حديثًا؛فأخذوا من الدين نبراسًا،ومن تاريخهم صبرًا،ومن تجاربهم الحضارية فكرًا وحرية وديموقراطية إلى أن جاء الإسلام وتوهجوا به،فكانت لهم مفاخر العز،وريادة الموقف،وقيادة القوافل والمواكب في زمن لما يزل الأعراب فيه على سبل الضلال والهوان!؟قوم حبهم للإسلام قديم،ونصرتهم له لم تخذله لا في فتح ولا في ردة،ويا ليتكم تعودون معنا إلى مآثر”أبو الهيثم بن التيهان”.الأنصاري في بيعة العقبة مع رسول الله ص،فهو القائل:”يا رسول الله لقد قطعنا الحبال وقاطعوها،فهل عسيت،إن أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟،فأجابه رسول الله ص :”لا والله الدم الدم والهدم الهدم،أنتم مني وأنا منكم”.وإذا أردتم المزيد من البيان،فارجعوا إلى دموع الإمام علي ع على بن التهيان،يوم تأوه لفراق الأحبة!؟فهل هذا كان من جاهلية اليمن،أم كان من ملكوت السماء؟وليس ينقضي عجبنا على أبواب فلسطين،وخوف الجبابرة من عبور البحار لظهور روائع الدين والدنيا في اليمن الحبيب،حيث تراه يعيد صياغة العبارات والشعارات،ويفتح نوافذ مجده التي تبدأ عند حدود بلقيس في ماضي العوالم ولا تنتهي عند طلائع يثرب(المدينة)،التي معها عاد الزمان كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض،فخرج الإنسان الجديد،والمجد الفريد،ليكون رسول الله امرءً من الأنصار يعود بهم إلى مهد صناعة تاريخ يكتبه الأحرار الذين آووا ونصروا واستحقوا أن يقال فيهم:”إنكم سترون بعدي آثرة…”.فاليمن العظيم يبقى نائيًا إذا لم يعد وصله بتاريخه وبكل ما كان له من امتداد في عالم العروبة والإسلام.فإذا أراد الباحث السياسي،أو الديني، قراءة الأحداث وفق مساراتها الحضارية القائمة،فلا أقل من أن تستوقفه انهيارات منظومات الغرب على أبواب غرب آسيا،وآسيا الوسطى،وبحر الصين الجنوبي،وأوكرانيا،والبحرين الأحمر والعربي،وآخرها طوفان الأقصى،فهذا كله ربما يجعل الباحث أكثر قدرة على مقاربة الأمور في ما تنكشف عنه من تحولات استراتيجية من شأن الاعتبار بها،عربيًا وإسلاميًا،إعادة صياغة الموقف الملائم لطبيعة الصراع العالمي الذي تدفع به الأحداث ليكون أكثر عدوانية في سياق تنافس المصالح وحماية النفوذ،!وهذا ما نرى أن اليمن قد فتح المجال فيه واسعًا لتصويب مسارات التحول لنصرة الأمة وفلسطين،حتى لا تبقى المنافسة على الأمة الإسلامية؛وإنما تصبح معها على النحو الذي يحفظ المصالح ويمنع الأعداء من أن يستثمروا في الأموال والأديان معًا.وكما قلنا في تأسيس رؤيتنا أن اليمن اليوم عاد ليقطع حبال الغرب والشرق لأجل فلسطين وكل مقدسات الأمة،وهو الذي خصّه الله تعالى ببعدية الإيمان الحقيقي وجوهر العبودية في ما دلت عليه الآيات البينات من البأس الشديد والنصر الأكيد بعد استوائه على حق اليقين في كل ما يعني الأمة في وجودها وحضورها…إن ما نراه من مؤديات الصراع،هو أن اليمن يصبو إلى تظهير تفاعلية الأمة في صراعها مع الغرب المستعمر،ويعضده في ذلك كل الأحرار في العالم،وما مضيق هرمز عنه ببعيد،فالكل عازم على أن تتواصل التحولات لترسو على حقيقة أن الدين كله لله تعالى،ولا بد من ظهور هذا الدين على النحو الذي يؤهله لأن يكون حجة وحاجة للعالمين،وقد قال تعالى:”لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون…”.وهنا نسأل،ماذا ينتظر الأعراب لكي يلتحقوا باليمن في نصرة فلسطين وتحرير إرادة المسلمين من عبثية الطغاة والمستعمرين،بحيث تكون لهم وقفتهم مع الشعب الفلسطيني؟ولماذا هم دائمًا مسبوقون بالوصول إلى ربهم،سواء في جاهلية،أو إسلام؟فقديمًا تحدثتم عن فتوح الأمبراطوريات بعزة الانتماء،وقهر الأعداء،وفتح نوافذ الحضارات،؟فما بالكم تعودون سيرتكم الأولى تفرون جلدكم،وتهشمون عظامكم طمعًا بالموت الرحيم!؟ولا ندري ماذا أنتم فاعلون غدًا،غير أن يتخطفكم الطير،أو أن تهوي بكم الريح في مكان سحيق!؟أوتظنون أن مَن يسكت على قتل أطفال غزة وفلسطين،ويستعجل على فتح البحار لتقوية المجرمين،سيكون مبطانًا غدًا ومرتويًا بالماء المعين؟أنى لكم أن تفلحوا وقد امتد بكم الزمان على أنقاض كل الخائبين ،فلم يبق إلا أن تنتظروا عبق الجواهر الحسان من تراب فلسطين على امتداد قداستها من يوم اليمن إلى كل أيام رب العالمين .”فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.وسلام على المرسلين…