أكبر سجن في العالم: تاريخ الأراضي المحتلة

أكبر سجن في العالم: تاريخ الأراضي المحتلة
Spread the love

شؤون آسيوية-

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو-

الكتاب: “أكبر سجن في العالم: تاريخ الأراضي المحتلة”

المؤلف: إيلان بابيه

الناشر: ون وورلد، لندن

تاريخ النشر: 10 أغسطس 2017

اللغة: الإنجليزية

عدد الصفحات: 304 صفحة

نتابع تاريخ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين مع كتاب إيلان بابيه “أكبر سجن في العالم”. ولقراء مؤلفات بابيه السابقة يتضح أن أوائل الصهاينة اعترفوا بوجود السكان الفلسطينيين والمقاومة التي ستصدر عنهم. كما اعترفوا بالأفعال التي اقترفوها طوال الاحتلال والاستيطان وأن الهدف من وجود المستوطنين اليهود تهميش وتشريد والقضاء على أكبر عدد من السكان الفلسطينيين.

تتميز هذه الإضاءة المستمرة للتاريخ بدرجة تخطيط السياسات الرسمية وجاهزيتها للتنفيذ قبل أربعة أيام من حرب الأيام الستة عام1967 ضد الدول العربية. جُهزت تفاصيل السيطرة والقوانين والمؤسسات اللازمة لاحتواء السكان الفلسطينيين ومحاولة إجبارهم على النزوح قبل أن تبدأ الحرب ونُفذت بعدها مباشرة. وحولت تلك الترتيبات والقوانين المناطق المحتلة لتصبح سجون كبيرة في الهواء الطلق.

يجادل بابيه بأن تعبير “احتلال” لا يصح لسببين رئيسيين: أولاً، لأنه حالة دائمة وليست مؤقتة وينكر 80% من فلسطين تحت الانتداب البريطاني. وأفهم أن الشق الثاني يعترف بأن المستوطنين اليهود اغتصبوا كافة المناطق التي كانت تحت السيطرة البريطانية. فإسرائيل بكليتها مجرد مجتمع استيطاني استعماري وليست قوة احتلال: فهي دائمة وتمارس التطهير العرقي.

تلعب الديموغرافيا دوراً رئيسياً في فلسطين. أدرك الإسرائيليون قبيل بداية حرب 1967 أنهم سيعانون من عوز ديموغرافي كبير مع الاستيلاء على مناطق جديدة. تطلب السيطرة على الوضع وسائل عديدة محلياً وبمساعدة الدول الأجنبية والأهم من كل ذلك دعم الولايات المتحدة سياسياً وعسكرياً ومادياً. وكان الهدف بعيداً عن القضاء التام على الفلسطينيين هو الاحتفاظ بالأرض بدون ضمها ومنع أي سيطرة فلسطينية معدية. يبحر هذا الكتاب عباب النقاشات السياسية قبل وبعد الحرب ومن ثم عبر الفترات المتعاقبة التي أفضت إلى اتفاقيات أوسلو.

تتوافق اتفاقيات أوسلو بشكل تام مع الخطط الإسرائيلية التي تهدف لمنع قيام دولة فلسطينية في يوم من الأيام. أقصيت منظمة التحرير الفلسطينية وفتح مع تأسيس السلطة الفلسطينية ومناطق السيطرة الثلاثة في الضفة الغربية وأصبحت شريكة في الجريمة. وعلى المستوى الدولي أفرط الساسة في الحديث والهراء بينما ارتفع عدد المستوطنات في المناطق المحتلة حديثاً وانطلت الخديعة على المجتمع الدولي.

يسير بابيه بالقارئ عبر الانتفاضة الأولى والثانية والعديد من الهجمات والعقاب على غزة. وبالمختصر أصبحت غزة سجن مشدد الحراسة بدون موارد واعتراف دولي ما خلا الأيام القليلة التي تشهد قتل أعداداً كبيرة من النساء والأطفال. وأصبحت في كثير من الأحيان مضماراً لاختبار عتاد وذخائر الجيش الإسرائيلي وساحة تدريب لقواته وأظهرت بجلاء افتقار إسرائيل للأخلاق وضعف مقدراتها الهجومية الأرضية.

لم تعتزم إسرائيل قط ومنذ البداية القيام بشيء سوى هز رأسها ومتابعة خططها في السيطرة العسكرية. يعتبر هذا الكتاب قراءة أساسية من أجل استكمال الصورة الكلية للتعنت والصلف الإسرائيلي إزاء القانون الدولي ومعايير حقوق الانسان وقهر الشعب الفلسطيني.

المؤلف:

د. إيلان بابيه: مؤرخ إسرائيلي بريطاني. أستاذ التاريخ في كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستر البريطانية ويدير المركز الأوربي للدراسات الفلسطينية في نفس الجامعة. ومن مؤلفاته:

– عشر أساطير إسرائيلية.

– التطهير العرقي في فلسطين.

– تاريخ فلسطين الحديثة.

– الشرق الأوسط الجديد

– المسألة الإسرائيلية الفلسطينية.

– الفلسطينيون المنسيون: تاريخ الفلسطينيين في إسرائيل.

– فكرة إسرائيل: تاريخ القوة والمعرفة بالمشاركة مع نعوم تشومسكي.

– غزة في محنة: انطباعات عن حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين.

كما يشارك بالكتابة في صحيفة الجارديان ومجلة مراجعة لندن للكتب.

المصدر:

Palestine chronicle