كيف يتعلّم أبناؤنا العربيّة في المهاجر؟

كيف يتعلّم أبناؤنا العربيّة في المهاجر؟
Spread the love

كيف يتعلّم أبناؤنا العربيّة في المهاجر؟

شؤون أسيوية_

في ظلّ العولمة وزمن الحداثة الفائقة وتيّارات الهجرة المتزايدة، باتت حمايةُ اللّغة الأمّ مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بموضوع صون الهويّة الوطنيّة والثقافيّة للناطقين بها. ولمّا كانت العربيّة لغة القرآن الكريم، ووسيلة العرب للاتّصال والتواصل، وحصن هويّتهم المرتبطة بجذورهم وانتمائهم الحضاريّ والثقافيّ أينما وُجِدوا وفي أيّ بقاعٍ حلّوا، وجدَ المهاجرون العرب أنفسهم حاملين همّ هويّتهم وثقافتهم، وباتت لغتهم العربيّة جسرهم الذي يربطهم بأوطانهم الأصليّة، وصلة الوصل بين ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم. وفي غربة الأماكن والثقافات المختلفة، برز الحفاظ على اللغة العربيّة كتحدٍّ أساسيّ لهم في ظلّ وجود معوّقات عدّة تصعّب تعلّمية العربيّة في المهجر، بما يحتاج بلا ريبٍ إلى رؤىً وحلول جادّة لتخطّيها ومعالجتها.

ولهذه الغاية، سعت مؤسّسة الفكر العربيّ، عبر كتاب “أفق” السنويّ السابع، الذي أصدرته حديثاً بعنوان “كيف يتعلّم أبناؤنا العربيّة في المهاجر؟ تجارب وتطلّعات ” إلى استعراض وتوثيق تجارب وممارساتٍ فعليّة ومعيوشة لتعليم وتعلّم اللغة العربيّة في الخارج، راصدةً الصعوبات التي يعاني منها القائمون بها، محدّدةً الإشكاليّات والتحدّيات التي يواجهونها، مُبرزةً النتائج التي يحقّقونها، وعارضةً عدداً من التوصيات والاقتراحات.
ولأنّ الكتاب يجمعُ بين البعدَيْن النظريّ التشخيصيّ والتطبيقيّ العمليّ، تستندُ دراساتُه ومباحثُه إلى حقولٍ معرفيّة متعدّدة ترتبط باللّسانيّات، وبعلم الاجتماع، والانتربولوجيا، والعلوم الإدراكيّة، وعلوم التربية، وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها، فتُقاربُ مسألة تعلميّة اللّغة العربيّة في المهاجِر بمختلف أبعادها، مسلّطةً الضوء
على وظائف اللغة المتنوّعة، وعلى تداخلها بالهويّة والدين.

أُطلق الكتاب خلال ندوة أُقيمت في مكتب اليونسكو في بيروت، وذلك يوم الأربعاء 21 شباط/فبراير 2024، لمناسبة اليوم العالميّ للغة الأمّ.