معاريف: بيع الدولة بالتصفية: على الطريق إلى حكومة جديدة، يفككون كل شيء

معاريف: بيع الدولة بالتصفية: على الطريق إلى حكومة جديدة، يفككون كل شيء
Spread the love

شؤون آسيوية_بقلم: موشيه (كينلي) تور باز – عضو الكنيست من حزب يوجد مستقبل

تسير إسرائيل نحو حكومة جديدة وعلى الطريق يجري تجريد وزارات من صلاحياتها، واقتلاع أجنحة من وحداتها، ويبدو كل شيء شرعياً ويسير نحو قيام أكثر الحكومات تطرفاً واستقطاباً نشهده حتى اليوم في الدولة.

نسأل أنفسنا: صحيح أن الشعب قال كلمته، وهناك 64 عضواً في الكنيست فقط يشكلون جزءاً من حكومة نتنياهو، ولا يوجد خيار آخر. إذاً، لماذا استغرقت المفاوضات وقتاً طويلاً؟ ولماذا، من أجل الوصول إلى هناك، يقوم نتنياهو بتمزيق القطاع العام ويلحق ضرراً مباشراً بالخدمات التي سيحصل عليها المواطنون الإسرائيليون؟
الجواب بسيط. نتنياهو ضعيف، يتعرض للضغط وللابتزاز، وشركاؤه يدركون ذلك. هم يدركون أن نتنياهو يريد الانتهاء من محاكمته وتفادي السجن. ومن أجل هذه الغاية هو بحاجة إلى حكومة. لذا، ولعدم وجود خيار غير حكومة يمين بالكامل، فإنهم يمارسون الابتزاز. وكلنا خاسرون.

من القرارات المثيرة للخلافات تعيين عضو الكنيست آفي ماعوز نائب وزير ومسؤولاً عن وحدة البرامج الخارجية في وزارة التعليم. ومعوز صاحب المواقف المعادية للمثليين، والساعي لإضعاف دور المرأة، سيحصل على مفاتيح التعليم الرسمي في إسرائيل. ويليه، بتسلئيل سموتريتش وزير المال المكلف الذي لا يكتفي بصلاحياته الإدارية المدنية فهو مسؤول أيضاَ عن التعليم الرسمي – الديني.

تداعيات ذلك على الجمهور الديني في إسرائيل كبيرة. إذ إن شخصاً يمثل ربع الصهيونية الدينية سيصبح مسؤولاً عن سائر أجزائها الليبرالية والإدارية، أي هو من سيحدد من يدرس، وماذا يدرس، والميزانيات المطلوبة.

كذلك حصل حزب شاس على مطلبه بالإشراف على المراكز الاجتماعية، الأمر الذي يمنحه المسؤولية عن التعليم غير الرسمي في وسط البلد وفي مدن الأطراف. وبذلك ستكون التعيينات والبرامج التعليمية وغيرها تابعة حصراً لحزب شاس الحريدي.

أمّا التداعيات البعيدة الأجل والأكثر جوهرية فهي: التعليم الحريدي. هناك إجماع وسط الأغلبية الدينية والعلمانية على أهمية التعليم الأساسي والحاجة إلى اندماج جيد وسريع للقطاع الحريدي في سوق العمل. وهذا الاندماج لن ينجح من دون أساس معرفي يُدرّس خلال سنوات التعليم الابتدائي والمتوسط.

في الائتلاف المنتهية ولايته كان لي شرف الدفع قدماً ببرنامج تعليم أساسي بادر إليه ودفع به قدماً المركز الحسيدي، بلزا. حالياً علمنا من خلال المفاوضات الائتلافية أن الأحزاب الحريدية مهتمة أيضاَ بتولي المسؤولية عن تعليمها، وتطالب بأن يصبح التعليم الحريدي تابعاً لأحد الوزراء من الأحزاب الحريدية. وماذا سيفعلون بذلك؟ سيزيدون الميزانية ويقلصون التعليم.

كنت أقول دائماً إن كل شيء يبدأ بالتعليم. إن تفكيك وزارة التعليم هو بيع بالتصفية العلنية لقيم الدولة. كيف سينتهي هذا؟ الأيام ستخبرنا بذلك.