” يوم المرأة العالمي.. هل يكفي لإنصافنا؟ “

” يوم المرأة العالمي.. هل يكفي لإنصافنا؟ “
Spread the love

” شجون عربية”

بقلم : رشا عبد الحليم

يعود تاريخ مناسبة يوم المرأة العالمي إلى 1856 عندما تظاهرت آلاف النساء في نيويورك احتجاجا على ظروف العمل اللاإنسانية، مهدت التظاهرة التي تكررت إلى تخصيص يوم الثامن من آذار كل عام للاحتفال بإنجازاتها واحترامها وتقديرها .
شعار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام
‘ المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام ‘ يهدف إلى تعزيز فكرة العالم القائم على عدم التحيز وكسر الصور النمطية ، وتحقيق المساواة العادلة بين المراة والرجل ،
ولكن هذا الشعار يبدو غريبا في بلادنا العربية ، فبالكاد يعترف بالمرأة على انها كيان ، اذا كيف ينصفها بالمساواة..؟!
كل عام بهذا اليوم يضج عالمنا بعبارات رنانة تحمل تهنئة وتضامنات داعمة للنساء ..مثيرة للمشاعر ، أتساءل أين يختفي رنين هذه العبارات باقي الأيام وعند حاجة النساء لها .؟
اصدق عبارة أسمعها في هذا اليوم ( كل عام وانتن بخير ) وهذا لأن واقع النساء هنا ابدا ليس بخير.

‘ واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ‘
آيات الرفاعي .. مريم محمد .. سلوى الهنيدي ..أحلام. . اسراء غريب ..عيدة الحموي … مجازر ارتكبت بحقهن في مجتمع قتل احلامهن واغتصب حياتهن ، صرخات لازالت عالقة في ذهني كلما تذكرتها اشعر بالرعب والالم والغضب ، هي ندوب نفسية لا يمكن تجاوزها على الإطلاق ولا يمكن مسامحة قاتليها او نسيانها .
آلاف النساء تقتل سنويا والقاتل اما شريك الحياة او العائلة اي ان ملااذ الأمان ذاته مصدر الخوف ، في مجتمعنا الشرف مرتبط باجساد النساء فقط، يفضل موت المرأة على ان تدنس شرف العائلة او تلطخ سمعتها او ان يتعرض رجل للرفض .
كيف يمكن ان نحتفل بيوم المرأة في بلاد نتحدى فيها للحصول على ” حق الحياة ”

‘ وعاء لإشباع الرغبات والإنجاب ‘
قيود إجتماعية واغلال تحاصر جسد المرأة بنظرة دونية تعتبرها ناقصة و مجرد آلة خلقت لارضاء رغبات الرجال وانجاب الاطفال ، فمهما علا شأنها ومكانتها في المجتمع الى ان هدفها الاساسي والوحيد منوط بانجاب الاطفال وتكوين العائلة ، نادرا ما ينظر العالم هنا الى الجزء العلوي من جسدها حيث العقل ، وإنما نظرة تنحصر بجزئها السفلي غير آبهين لاحترامها و تقديرها .

‘ بلادنا المليئة بالمتحرشين ‘
نعيش حالة مأساوية من عدم الامان فلم اذكر يوما بأنني مررت وحيدة في شارع مظلم به مجموعة شبان إلا وكان مشهد كاف لأن يثير الذعر في قلبي ، لأنني أعلم ان عبوري لن يمر بسلام دون متحرش ينهش جسدي بكلامه او نظراته ، ولم ارتد سيارة أجرة الى ويد على مقبض الباب وأخرى على قلبي متخيلة سيناريو الخطف وكيف أنقذ نفسي .
اذا بماذا تحتفل نسائنا بالخوف الذي يسكنهن .؟ من التحرش المخزي من الغرباء او الاقرباء؟ أما من الحرمان والعنف ؟!

بالرغم من وجود العديد من النساء الناجحات والملهمات في مجتمعنا واللاتي يعتبرن نماذج مشرقة وقوية تعطي الأمل بواقع نحو الافضل ، الى ان النساء حتى يومنا هذا في صراع مابين التمرد والإنجاز او الخنوع والصمت.