عن السرديات الصغرى

عن السرديات الصغرى
Spread the love

شجون عربية – بقلم: رايفين فرجاني |
في الجزء الثاني من سلسلة السرديات الكبرى نتناول المزيد من السرديات مع المحافظة على تنوعها,ففي الجزء الأول ذكرنا السرديات الفنية (الأدب – السينما – التصوير – المسرح – الألعاب) وأخريتين مرتبطين بالفن؛ الخيال والتاريخ. الأخيرة تعد ضمن السرديات الكبرى بحسب المفهوم التقليدي لدى الفلاسفة والباحثين. وهاهنا نتفرع في السرديات الفنية الأصغر والمهمشة عن المذكورة سابقا (الشعر – الترجمة – الإذاعة) وثلاث سرديات مرتبطة بالفن بشكل أو بآخر (الإنترنت – الواقع – التفكير) الأخيرة أقرب إلى المفهوم التقليدي للسرديات الكبرى,وهو أصلا تعريف غير تقليدي بالنسبة لمفهوم السرد,المعروف أنه حكي القصص. فالمقصود بالسرديات الكبرى الخطابات المولدة للمعنى. ولكننا نتعامل بالمطلق مع السردية بصفتها مصفوفة من الأحداث.

[1] الشعر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد سيطر الشعر لفترة طويلة على تاريخ الأدب حتى هيمنت الرواية في العصر الحديث مع بدايات القرن الثامن عشر(1),وكلاهما يمثلان نصفي الأدب من ناحية الشكل في نظم الكلام حيث الرواية -ثم المسرح- تنوب عن كل الأدبيات النثرية,والشعر يقابل هذا النثر. لهذا عمليا لا يحتسب ضمن السرديات الكبرى فهو منشق من إحداها أي الأدب. إلا أنه يتميز بخصائص فريدة جعلته يحتل نصف مساحة الأدب مما لزم أن نلقي الضوء عليه أكثر بعرض بعض هذه الخصائص.

[1] الغنائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمكن لأي مطلع على علم العروض (وهو العلم الذي يعني بتنظيم ودراسة أوزان الشعر العربي) ملاحظة أن أهم مصطلحاته (الوزن – البحر – القافية) -والتي تعد أيضا مكونات للشعر- تعني بتنظيم كلمات الشعر المقولبة في (أوزان / تفعيلات) من أجل الحفاظ على إيقعات (الارتفاعات والمنخفضات والثنيات) تتولد منها ألحان مختلفة وتدعيمها بالبلاغيات الصوتية وأبرزها السجع. وكانت هذه أصلا غاية مؤسس علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو استخراج الموسيقى الشعرية وتوزيعها على بحور الشعر للحفاظ على اللحن السليم منها وفصل التالف أو المعطوب. وبهذا تفسرت علاقة ارتباط الموسيقى بالشعر لإنتاج الغناء.

[2] الشاعرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعر هو الكلام المنظوم الذي يراد به بث مشاعر معينة لدى المتلقي,ولا يتخلى الشعر في تعريفه عن أي من الشقين؛أي الشعر والشعرية. الأولى هو النظم الذي يبنى عليه الشعر والثانية هي المشاعر التي يفتعلها. تلك الأخيرة تطورت وصارت مفهوم كبير لوحده يمتد بحباله ليشمل النثر مع الشعر والأنواع المنبثقة منهما وعلى رأسهم الرواية. وذلك أنها لم تعد حكرا على الشعر بل صارت مفهوما ينتمي إلى البلاغة التي تعني بالأدب واللغة معا,لتحمل معنى مبتعدا عن نسبتها للشعر يتمثل في كونه علم بلاغي (الشعرية / الشاعرية Poetics / Poétique) يعني بدراسة العلاقة بين عناصر النص وكيفية إنتاجها لتأثيرات معينة مع إعتبار أن النص هنا يتجاوز معناه التقليدي المقتصر على النص اللغوي.(2)

[3] الثبات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي عدم مقدرة القارئ / المترجم -حتى ولو نسبيا- على تحويل الشعر إلى أو تذوقه في غير اللغة التي كتب بها. (3) وهي سمة من ناحية تعطي للعمل خصوصية عصية على الاختراق, ومن ناحية أخرى تعذله عن تذوقه من قبل متلقين ينتمون إلى لغات وثقافات أخرى.

[4] اللحن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللحن هو البنية التي يبنى عليها التقسيم المذكور في الخاصية الأولى (الغنائية) في الشعر العربي,ويفترض أنها نفس البنية التي بواسطتها يتم تكوين وتعريف الشعر في اللغات الأخرى. لولا أننا ذكرنا اللحن مرة أخرى هنا للتمييز بين الشعر العربي وغيره من شعر اللغات الأخرى. ويقول أحمد خالد توفيق “ليس في الشعر الإنجليزي والفرنسي مثل إيقاعات شعرنا العربي القوية”.(4)

ويقول المستشرق إغناطيوس كراتشكوفسكي أن “اللغة العربية هي اللغة السامية الوحيدة التي أنجبت عروضا مستقلا.”(5)

[5] التكثيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكثيف هو تعميق العمل الأدبي من خلال ضغط واختزال سردياته في قطع نصية موجزة.
وثلاث فنون أدبية تميزت فيها خاصية التكثيف؛القصة القصيرة والمسرح والشعر.

في المسرح (6)يعمل على تكثيف النص ما يسمى بقانون الوحدات الثلاثة,وفي الشعر يعمل على تكثيف النص علم العروض. قانون الوحدات الثلاث الذي‮ ‬وضعه أرسطو في‮ ‬كتابه فن الشعر،‮ ‬ونعني‮ ‬به وحدة الموضوع ووحدة الزمان ووحدة المكان،‮ ‬وفي‮ ‬الحقيقة‮ ‬يعتبر هذا القانون من أهم قوانين الدراما المسرحية،‮ ‬بل ربما‮ ‬يعتبر القانون الأعلي‮ ‬الذي‮ ‬يميز الشكل المسرحي‮ ‬عن‮ ‬غيره من فنون الدراما،‮ ‬فليس هناك شريك‮ ‬يستطيع أن‮ ‬ينازع شكل المسرح علي‮ ‬هذا القانون الصارم،‮ ‬فالدراما الإذاعية والسينمائية والتليفزيونية كسرت هذا القانون فضلا عن الدراما في‮ ‬شكلها الحديث الذي‮ ‬بدأ واضحا مع شكسبير حتي‮ ‬وقتنا هذا‮. ‬عندما قرأت عن هذا القانون كنت أراه بمثابة التحدي‮ ‬الأكبر الذي‮ ‬يواجه الكاتب المسرحي،‮ ‬وإذا استطاع كاتب المسرح أن‮ ‬يستجيب لهذا التحدي‮ ‬فقد حقق نصرا دراميا‮ ‬يستحق عليه التقدير،‮ ‬بل إنني‮ ‬كنت أعتبر أن الالتزام بالوحدات الثلاث في‮ ‬كتابة النص المسرحي‮ ‬يعتبر المثل الأعلي‮ ‬للدراما المسرحية الذي‮ ‬يبرز قدرات الكاتب وتمكنه من أن‮ ‬يصنع عملا مسرحيا داخل هذا الإطار الحديدي‮ ‬الذي‮ ‬يكثف فيه موضوعه الدرامي‮ ‬داخل فترة زمنية محددة لا تزيد علي‮ ‬اليوم الواحد وفي‮ ‬مكان أو ديكور واحد،‮ ‬وهذا الالتزام الصارم كان‮ ‬يمثل لي‮ ‬متعة فنية عالية أثناء معالجة العمل المسرحي،‮ ‬تماما كما كان‮ ‬يفعل الشاعر القديم حينما‮ ‬يبني‮ ‬قصائده داخل أطر بحور الشعر العربي‮ ‬وتفعيلاته الدقيقة‮.

أما في الشعر,فنجد أن القوافي والسجع ترغم الشاعر على الاقتصاد في الكلام وقول ما يفيد فقط,فحتى لو كان الشعر هزليا أو مبتذلا,قل الهزل أو الإبتذال عن ما في الرواية أو القصة أو أيا كان الشكل النثري له. ففي النثر يمكن للقائل أن يقول,أحبك أكثر من السماء وأكثر من البحر وأكثر من الهواء وأكثر من الأرض,إلى آخره ويرغي ويزيد. بينما في الشعر يرغم على قول أحبك أكثر من البحر والسماء وأكثر من الأرض والهواء مكتفيا بذلك ليحافظ على السجع.

[6] الوصف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربما يكون هذا تكرارا عن سمة الشاعرية المذكورة بالأعلى,إلا أن الوصف يتميز بسمة أخرى تجعلنا نضعه هنا. وهي المساحة الكبيرة التي يتيحها للقارئ للاقتصاص / الإقتباس من النص الشعري. لا شك بحكم السمات الثلاث (الغنائية والشاعرية والتكثيف) أن النص الشعري أكثر قدرة على تصدير المقولات المأثورة عن النص الروائي (النثري بشكل عام).

[7] الشفاهية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك سمات لم نتطرق إليها بعد,مثل طريقة التقسيم المتصلة بالوزن وبالتكثيف,والسريالية الحاضرة في الشعر كأنه المنبع الوحيد لها. ولكننا نتحدث هنا عن خاصية أكثر بساطة,وهي الشفاهية. أي إلقاء الشعر شفاهة على ألسن الشعراء وتناقله شفاهة بين الحفاظ. إنها سمة تتيح بعد مسرحي بين الملقي والمتلقي حيث يكون هناك تقارب / تقابل بينهما دون وساطة النص المكتوب. متيحا للتأثيرات الممتزجة بفن الإلقاء أن تلمس قلب المستمع وعقله.

[2] القرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتمتع القرآن بخصوصيات كثيرة تجعله يوصف كنوع سردي مستقل حتى عن الكتب المقدسة الأخرى مثل الإنجيل والتوراة وأحاديث الرسول دون نفي علاقته معها وتمثيله لها. وتتشارك الكتب الثلاثة في كونها منزلة بحسب الأديان الإبراهيمية من ذات عليا واحدة هي التي أنزلت نصوص الكتب الثلاثة على رسلها.

[1] الإعجاز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واللذي يحمل عدد من المحاور,يمكن اشتمالها في فصلين رئيسيين(7) كما خصص لهما المفكر نصر حامد أبو زيد في كتابه مفهوم النص؛الإعجاز في النص,والإعجاز خارج النص. وكذا تصدق عليها الباحثة منى محمد الشاهد لما تقسم الإعجاز القرآني إلى إعجاز بلاغي وإعجاز كوني. (8) في الحالة الأولى يقول الباقلاني: “فهل تقولون بأن غير القرآن من كلام الله عز وجل معجز كالتوراة والإنجيل والصحف؟ قيل: ليس شيء من ذلك بمعجز في النظم والتأليف وإن كان معجزا كالقرآن فيما يتضمن من الإخبار بالغيوب.”(9)

وفي الحالة الثانية وهي فرضية الإنزل -وهي صحيحة غالبا بالنسبة لكاتب المقال على الأقل- أي أن القرآن منزل من السماء -ونحن هنا نقصد الإعجاز خارج النص- ولكن ذلك لا يعني بأنه غير قابل للدراسة أو استكشاف مظاهر الإعجاز للتثبت منها بشكل علمي منهجي. فيقول حامد أبو زيد في مطلع دراسته (مفهوم النص): “إن القرآن يصف نفسه رسالة, والرسالة تمثل علاقة اتصال بين مرسل ومستقبل من خلال شفرة,أو نظام لغوي. ولما كان المرسل في حالة القرآن لا يمكن أن يكون موضعا للدرس العلمي –هذه النقطة تحتمل الجدل- فمن الطبيعي أن يكون المدخل العلمي لدرس النص القرآني مدخل الواقع والثقافة.”(10)

[2] التأويلية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشكل علم التفسير (تفسير القرآن) واحد من العلوم الأساسية في الشريعة الإسلامية كونه يعد مدخلا إلى فهم مرجع فقهي وتشريعي وتاريخي. ومن خواص القرآن أنه أكثر النصوص احتواءا على التنوع الدلالي والتفسيري,وهو ما يؤخذ خطأ في تأويلات مزاجية ومتعصبة تريد أن تذهب بالقرآن إلى حيث ذهبت عقولهم لإضفاء شرعية على ما يفعلون. هذا غير إلصاق بعض الإعجازات العلمية الكاذبة بشكل غبي بالنصوص التي يتم تطويعها لأغراض دعائية مثلما تفعل منظومة الإرهاب ويستخدمها لأغراض أيديولوجية خارجة عن مراد النص. ولكن هذا ليس موضع الكلام في هذه المسألة ويعنينا هنا أن نوضح أن تفسير القرآن له علم ذو أصول وقوانين لا يحق لأي أحد أن يهبد (يفتي) بما يشاء ذات اليمين وذات اليسار. من ملامح هذا العلم مثلا أن كل آية لها ظاهرها وباطنها وحدها ومطلعها. أي تؤخذ على أكثر من جانب لكن هناك مراجع لتحديد المقاصد من هذه الجوانب منها

1-صحيح الكلام
2-المأثور عن الرسول
3-الاستدلال من القرآن

[3] الإتباع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجود القرآن وتأثيره الملموس على أتباعه حول العالم يطرح دوما الإشكالية المعروفة حول العقل والنص. وبعيدا عن هذه الجدلية نشير إلى خصوصية القرآن بكونه المرجع الأول للدين الذي يعتنقه حوالي إثني مليار حول العالم.

ومع خاصية الإتباع التي تعني التصديق,تتواجد سمة أخرى,وهي المصداقية,ومما لا شك فيه أنه مهما بلغ أي صاحب خطاب فكري من صدق,لن يكون مثل خطاب صاحبه هو ذات عليا إلهية.

[4] التفرد السردي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس بقول كاهن ولا ساحر ولا شاعر,الأخيرة بالذات أكد القرآن على نفيها (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون) (11)حتى لا يحدث خلط بين تشابه الخصائص في النص الشعري والقرآني. وقد أتى النفي أيضا بشهادة واحد من أكبر خصوم الرسول وهو الوليد بن المغيرة لما دخل على جماعته فقال لهم “تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يحنق قط؟” قالوا “اللهم لا”،قال: “تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط؟” قالوا “اللهم لا” ، قال: “تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟” قالوا لا.(12)

وقد أجمع الدارسون -ومنهم الباقلاني صاحب إعجاز القرآن- على أن القرآن “ليس شعرا وليس نثرا وإنما هو قرآن”.(13) وكذا أكدت الباحثة منى محمد الشاهد. (14)ولكن ذلك لا ينفي أن القرآن يستفيد من الخصائص الشعرية في تكوين نصه,ولذلك أسباب لا يسعنا الحديث فيها هنا. وأوضح مثال هو المقارنة بين البيت الشعري والآية القرآنية(15). وهناك مظاهر عديدة نتعرض لها لاحقا في مقال آخر للتعدد السردي -وهو يختلف عن التفرد السردي- في القرآن,من استخدام الشعر والنثر بأشكال عديدة. (نحن نقص عليك أحسن القصص).(16)

[5] البلاغة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوضح مظاهر الإعجاز في القرآن هو بلاغته,وذلك لأنه تفوق على أبلغ الشعراء في التاريخ بشهادة -وربما بإجماع- أغلب النقاد والباحثين والمؤرخين في الشعر العربي. تساعدهم -أي الشعراء- على ذلك -وتصعب عليهم للإرتقاء- اللغة العربية التي تصنف ضمن أكثر لغات العالم تعقيدا وصعوبة(17). ويقول المستشرق إغناطيوس كراتشكوفسكي عن الشعر العربي “إن بعض علماء اللغة يرون فيه -ولرأيهم هذا أسباب وجيهة- قمة الإبداع اللغوي السامي,أول ما نلحظه,من أول نظرة نلقيها على هذه اللغة,الغنى العظيم في الكلمات,والإتقان في الشكل,والليونة في التركيب.”(18) ونختم بشهادة أحد الكفار وهو الوليد بن المغيرة ببلاغة القرآن لما يقول: “والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه”(19)

[6] الخط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن مكانة القرآن لدى المسلمين,وارتباط الفن التصويري بالخط بدلا من الصور أخرجت لنا صورا بديعة من اللوحات الخطية من كتابة الآيات القرآنية.

[7] الشفاهية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك اللحن وهناك الاقتباس (الاقتصاص) لكننا آثرنا هنا ذكر سمة الشفاهية التي تجمع بين هذا وذاك. ومثل الاستماع إلى الشعر والأغاني,تفوق القرآن في لذة الاستماع إليه.

[3] الترجمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الترجمة نوع أدبي مظلوم كثيرا ولا يحظى بالعناية اللازمة له مع كل ما يملك من خصوصيات. وترى عادة الأدباء معروفين ولا يعرف من ترجم لهم,كأن المترجم لم يضيف شيئا بترجمته للنص!.

[1] الوسطية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد تكون الترجمة هي السردية الأكثر غرابة بين السرديات الكبرى بل ربما لهذا ارتقت بمكانتها من سردية صغرى إلى كبرى. وذلك لأنها تتمتع بمرونة كبيرة تجعلها تتراوح ما بين كونها نص أدبي مستقل,أو لا تعدوا فقط كونها انعكاس لنص أدبي آخر وصورة من صور النقل المختلفة (نقل – اقتباس – سرقة – ترجمة – تحويل). والحقيقة أنها تقف في موقع وسط يعطي لها فرادة غير موجودة في أي من السرديات الأخرى. هذه هي الخاصية الوحيدة التي ربما تتشابه مع ما لدى سردية أخرى لكنها لا تتكرر في جميع السرديات المذكورة من قبلنا حتى الآن. إلا إذا أتى العقل البشري بنوع سردي مختلف لا أعرفه أنا أو جديد لم يمر على البشرية بعد. حيث يكون النص نصا آخر,وفي نفس الوقت يعبر عن نص سابق.

[2] التحويل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهناك خاصية أخرى هي التحويل وبينها وبين الوسطية تمازج أو ترادف,حيث “تنشأ قواعد جديدة للتكوين,فتبقي على عناصر وتقصي عناصر أخرى,ويبقى بعضها متماثلا فيما يتغير البعض الآخر,وقد تأتي بعنصر هامشي داخل تشكيلة خطابية يصبح في صدارة تشكيلة خطابية أخرى”. (20)وهي طريقة تحويل تنطبق على صور النقل الأخرى.

[2] النقل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يخفى على أي أحد أن الفائدة الأولى للترجمة هي نقل المعارف من لغة إلى لغة أخرى. أما عن فائدة نقل المعارف فمنها مثلا ما يعبر عنها المثل القائل: “من عرف لغة قوم آمن شرهم”. ومنها “أن الأمم والشعوب قد رأت منذ القدم حاجتها الملحة في اتصال بعضها ببعض,وفي تبادل الثقافة كما السلع” (21)مولدين العشرة والمعرفة.

[3] التناص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تساهم الترجمة في تواجد خاصية رائعة بالأدب هي التناص,بل ربما لا يمكن أن يتواجد التناص باتساعه هذا بدون الترجمة,وكان سيكون محدودا على لغة معينة لا أكثر.

والتناص هو تشابه نص مع آخر,أو ارتباط نص بآخر,أو عدة نصوص.

[4] المرونة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحظة ما كنت أجمع مادة هذا المقال,كنت أتذكر ما الذي أقصده بالمرونة,ولكني صرت الآن لا أذكر. ولكن لربما قصدت بها أن الترجمة تشكل لوحدها أدبا خاصا بها,وتتصف بمرونة عالية في الجمع بين تقديم نص جديد,ونقل نص قديم إلى المتلقي,خالقة نوع جديد من السرد بعيدا عن الوظيفة العملية في نقل المعرفة من لغة إلى لغة أخرى. وهي خاصية تتشابه كثير أو ربما تتطابق مع ما ذكرته في الخاصية الأولى؛الوسطية. وربما كنت أقصد المرونة -حسب احترافية المترجم- في نقل دلالات النصوص من لغة إلى ما يعادلها في لغة أخرى, وهي مشكلة تناولها إبراهيم أنيس في كتابه عن دلالة الألفاظ,وأيضا يحب المترجم هشام فهمي أن يعرض بعض ألاعيب الدلالات بين اللغات على مدونته؛المترجم.

[5] الشفاهية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الترجمة من أكثر الأنواع الأدبية / السردية تداولا على الألسن,ونجدها حاضرة بشكل شفهي في أمثلة عديدة منها

-في ترجمة الوسيط السينمائي / التلفزيوني تسمى الترجمة السمعية دبلجة,بينما الترجمة المرئية (في صورة شريط مكتوب أسفل الشاشة) سترجة.

-يحرص متعلمي اللغات الآن على إتقان اللكنة الصوتية على الطريقة البريطانية أو الأمريكية أو غير ذلك.

-يحرص الآباء المغتربين في بلاد غير بلادهم تعليم أبنائهم التحدث بلغتهم الأم.

-تجد الكثير من السخرية على لكنات تكون سليمة لكنها لم تنطق بالطريقة التي يراها البعض صحيحة أو مناسبة.

[6] التفسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن مفردة قاموس تعني نقل الكلام من مبنى إلى مبنى مع ثبات المعنى,سواء كان ذاك النقل هو ترجمة من لغة إلى أخرى,أو هو مرادفات من مجموعة لفظية إلى أخرى. لذا يتشابه معنى قاموس,في إذا كان يقصد به معجما للمعاني أو قاموسا للترجمات. وذلك يشير إلى دور الترجمة في التفسير والتوضيح وتفتح المتلقي لكثير من المعاني التي ربما تكون غائبة عنه عند قراءة النص الأصلي. وقد أشار إبراهيم أنيس أيضا إلى ذلك في كتابه المعنون (الألفاظ ودلالاتها).

[7] التعامل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفتح الترجمة قنوات اتصال بين عدد كبير للغاية من شعوب العالم,والإنسان في حاجة للتواصل مع الآخر,وتوسيع هذا التواصل إلى أبعد مدى قد يبلغه. والشاهد على ذلك ثلاث ظواهر.

الأولى هي الإنترنت والانتشار الساحق لشبكات التواصل الإجتماعي وتأثيرها الإعلامي الإدماني. وأكبر تجلي لعبارة العالم أصبح قرية صغيرة.

والإنترنت قناة اتصال مراوغة,أتت بجديد في تنقيات الاتصال,ولكنها لم تخلق قنوات اتصال فنية جديدة,إلا أنها طورت القنوات القديمة وعلى رأسهم الأدب والسينما,ولازال حتى الآن هناك مناطق لم تكتشف وآفاق لم تبلغ وأدوات لم تستخدم يتيحها الإنترنت للأدباء والفنانين.

الثانية برج بابل وهي ظاهرة لخصها ألبرتو مانغويل في كتابه مدينة الكلمات بفصل أحجار بابل,واصفا تعدد اللغات لعنة حلت على شعب بابل ذو اللغة الواحدة فتفرقت ألسنتهم على الأرض.

الثالثة استكشاف الفضاء,ووكالة ناسا وأبحاثها لغزو الفضاء وإرسال رسائل إلى السماء هي خير شاهد على حاجة الإنسان للتواصل مع الآخرين وفهمهم.

[4] الإذاعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدا الأدب قامت السينما بالتغطية في شهرتها وانتشارها على العديد من الفنون التي كانت مهيمنة قبلها؛المسرح,الإذاعة,التصوير (الناس تذهب إلى دور السينما أكثر من المتاحف). إلا أن كل تلك الفنون لازالت باقية حتى الآن.

[1] السماع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاصية السماعية أو التجربة السمعية التي تتيح لنا تلقي العمل من خلال الإستماع إليه دون مشاهدته وإقصاء جميع العناصر البصرية واستبدالها بالعناصر الإذاعية في وسائط غير مرئية من أفلام ومسلسلات وبرامج. هذه الخاصية تتيح العديد من الخواص الفرعية منها مثلا أنه يمكن الاستماع إلى فيلم إذاعي قبل النوم. أو الاستماع إلى كتاب صوتي أثناء قيادة السيارة. أو الاستماع إلى مسرحية غنائية أثناء الانهماك في تنظيف المنزل. إن الانشغال بشيء آخر لا يعني بالضرورة عدم مقدرة المستمع على تلقي العمل السردي.

هذا غير فتنة الأغاني والموسيقى وهناك فتنة أخرى يحكي عنها أحمد خالد توفيق على لسان شخصيته علاء عبد العظيم قائلا أنه قابل المولعين بـ (السماع) وليس الموسيقى “فقد قابلت كثيرين من هؤلاء الذين لا تشعر بحبهم للموسيقا قدر افتتانهم بدرجة نقاء الصوت ووضوحه. إنهم منبهرون بتكنولوجيا الصوت حقا,لكنهم لا يهتمون بما يقوله هذا الصوت.”.(22)

كما تعطي المؤثرات الصوتية تجربة فريدة في تلقي الرعب,مستفيدة في ذلك من خاصية التخيل التي نتحدث عنها في فقرة لاحقة.

[2] التفاعل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتيح الإذاعة للمتلقي التفاعل من خلال التحدث مع الصانع (الكاتب أو المؤدي أو المقدم) أو حتى مع الشخصيات التي تؤدي / تمثل أدوارا في القصة في تجربة فريدة من نوعها لم تطبق بعد في الواقع على حد علمي. وهي التي قدمها أحمد خالد توفيق في سلسلة رواياته الأشهر ما وراء الطبيعة,داخل سلسلة فرعية بعنوان حلقات الرعب. والتي تفرعت منها إحدى الحلقات في مجموعة منفصلة هي برنامج بعد منتصف الليل. تلك التجربة تميزت بسمة أخرى,وهي واقعية الأحداث (داخل القصة وليس حقيقة) التي تؤدي فيها الشخصيات أدوارا قد تنتهي بمصير الموت. ولكن حتى بعيدا عن تلك التجربة بارعة الوصف وإستثنائية التنفيذ,يمكن التفرد بواسطة صنع محادثة بين المستمع وأحد ممثلين / شخصيات مسلسل إذاعي مثلا.

[3] التسلسل الحلقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التسلسل الحلقي خاصية متاحة في الأدب والسينما والتلفزيون والمسرح,ولكننا طالما لم نذكرها عند تطرقنا إلى كل تلك السرديات الفانية,نذكرها هاهنا.

والتسلسل الحلقي يعني تقسيم العمل إلى فصول / حلقات تربطها قصة واحدة قد تكون متفرعة من القصة الكبرى التي تسير داخلها أحداث المسلسل. وهو يتيح عدة أشياء,منه

1-التكثيف والتمديد
2-النهايات التشويقية
3-توزيع الفصول

[4] التخيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتحدث أحمد خالد توفيق عن خداع الصوت ويضرب مثلا للتجربة هو الاستماع لصوت فتاة. فقد يوحي صوتها الجميل للمستمع بصورة خادعة أن فتاة فاتنة ذات محاسن كثيرة ربما يتضح لاحقا أن حسنها فقط في صوتها.

[5] التوثيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوثيق ربما تكون هي أكثر خاصية لا تحتاج إلى إثبات حضور,فالشاهد عليها أن التسجيلات الصوتية معتمدة من قبل المحاكم الجنائية كدليل إدانة على متهم قد يصل بعنقه إلى حبل المشنقة.

[6] العمى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاصية مهمشة للغاية,لكن يتم مراعاتها في بعض الوسائط,من خلال عدد من التقنيات مثل كتابة برايل في الأدب,والتعليق الصوتي في السينما,وأخيرا في الإذاعة يتساوى المبصرين مع العميان. وبل وربما -ليس دوما للأسف- بفضل ملكة التخيل يتاح للفريق الآخر إمكانيات لا يمكن بالطبع أن يصل إليها المبصرين.

[7] الحلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاصية ممتعة للغاية,وقد جربتها بنفسي مرارا,خاصة عند الاستماع إلى الحلقات والأفلام الإذاعية المرعبة. تتداخل الأصوات مع عالم الأحلام أثناء النوم لتعطيك تجربة مجانية وآمنة عن تعاطي المخدرات. تخوضها في الشتاء دائفا تحت الفراش مرتعدا من لسعة البرد.
[5] الإنترنت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبر تاريخ البشرية مرت عدة ثورات صناعية وقد قدر الباحثين والمؤرخين أن أهمها في العصر الحديث,وربما في كل العصور,ثلاثة. هي تباعا الثورة البخارية والثورة التقنية والثورة الرقمية. أو ما عرف بـ الثورات الصناعية الأولى والثانية والثالثة.(23)

[1] الإنترنت والأدب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لطالما كانت للتطورات التقنية تأثيرات على المسارات الفنية للفنون السبعة,إلا أن الأدب كان بمنأى عن ذلك عدا محطتين بارزتين في تاريخ الأدب والتقنية. الأولى هي الطباعة,حيث يرى الناقد السينمائي جيمس موناكو “أن الرواية لم تكن لتوجد لولا ابتكار طباعة النشر. إلا أن التطور الأخير والسريع والمتزايد في تكنولوجيا الطباعة كان له أثر ضئيل يكاد لا يكون ملحوظا على جماليات الرواية عبر ثلاثمائة عام من تاريخها”.(24)
هذه الطفرة في تطور الاتصال (الإنترنت والأدب يعدا قناتى اتصال) يؤكد عليها الباحث ميلفن ديفلير حيث يرى “أن الإنسان ما قبل التاريخ احتاج إلى نحو ثلاثة ملايين سنة لكي ينتقل من الاتصال غير اللفظي إلى الاتصال اللفظي باستخدام اللغة،وانتظر العالم نحو 40 ألف سنة لاختراع الكتابة،وأربعة آلاف سنة أخرى للتوصل إلى الطباعة،وفي مقابل ذلك فقد احتاج الإنسان الحديث إلى أربعمائة سنة فقط لينتقل من الطباعة إلى التلغراف،ونحو مائة سنة أخرى لينتقل من التلغراف إلى التلفزيون،وتسارعت بعد ذلك التطورات التكنولوجية في عالم الاتصال.”(25)

المحطة الثانية المؤثرة على الأدب بعد الطباعة هي الإنترنت الذي جعل للأدب وسيط جديدا يتيح له العديد من الأدوات والتقنيات التي لا يمكن أن تكون متاحة له على الورق. ومن ذلك على سبيل الذكر لا الحصر تقنيات مثل

1-الرابط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يصف الباحث إبراهيم الفاضل الرابط أو الصلة (لينك Link) بأنها “علامة تنقيط جديدة أدخلها الإنترنت على الكتابة,و لا أرى النص الراهن على الإنترنت يستعملها في نسيج السرد الأدبي,مع أنها الوسيلة التي تجعل لكل نص باطنا صريحا يفوق بمرات أي باطن مخمن أو محدوس يتحدث عنه نقاد ما بعد الحداثة”.(26)

2-التمرير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتحدث نير إيال Nir Eyal واصفا التمرير (السحب إلى التحديث Pull-To-Refresh) (27) كواحدة من الأدوات الهامة في جعل القارئ مدمنا على قراءة النص وتحويله إلى القارئ المتصل. فالأمر ببساطة أن المتلقي يجد دوما هناك المزيد من الأشياء الخفية بالأسفل. ويدفعه فضوله للنظر إليها.

3-الإشعارات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونظام الإشعارات Notification في أبرز أمثلته بالفيس بوك واليوتيوب وصارت المواقع تستعمله مؤخرا في ترويج إعلاناتها,وهو يعتمد بشكل رئيسي على ومضات الزر الأحمر (الأيقونة الحمراء Red Icon) من أجل لفت إنتباه المتلقي إلى الإشعار الجديد للإبلاغ عن رسالة أو تحديثات على الحالة أو منتجات دعائية استهلاكية جديدة. حيث تستخدم الأيقونة الحمراء لجذب الإنتباه بدلا من المساحة البيضاء.

وعن تأثير العلامات على عين وذهن القارئ يقول الكاتب روي بيتر كلارك: “تعمل الفاصلة,في أية جملة, كعلامة توقف. ذلك التوقف لجزء من اللحظة في أثناء قراءة يلقي بضوء التأكيد على الكلمة الأخيرة,وهو تأثير يكثف نهاية الفقرة,حيث الكلمات الأخيرة تتاخم عادة المساحة البيضاء (للصفحة). وفي الكتابة العمودية,عينا القارئ,كذلك,تجذبهما الكلمات المتاخمة للمساحة البيضاء. تلك الكلمات تصرخ: ((انظر إليّ!)).(28)

ضف على كل هذا النزعة الاستهلاكية للمتلقي؛القارئ والمشاهد,وظاهرة الخوف من فوات الشيء (فومو Fomo),وهي حالة نفسية إجتماعية صارت تصيب الكثيرين في المجتمع الحديث وتنطبق على أغلب العلاقات المذكورة في الآتي.

[2] الإنترنت والسينما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يرى جيمس موناكو أن في كل الفنون السبعة يمكن للدارس دوما دراسة الفن بمعزل عن التقنيات الخاصة بها,ومن ذلك أنه يمكن دراسة تاريخ فن الرسم دون اكتساب أي معرفة كيف أن الزيوت اللونية تختلف عن خامة الأكريليك,ودارسو الأدب يمكن لهم أن يتضلعوا من التاريخ الأساسي للأدب من غير أن يدرسوا عمليات الطباعة اللينوتيب أو الأوفيست. (29) إلا أن السينما لا يمكن دراستها دون أن تقترن بها تقنيات التصوير وما يتعلق بها. ونحن اليوم نشهد ثورة في خدمات البث من خلال وسيط جديد هو الإنترنت. إضافة إلى دور السينما وشرائط الفيديو في تاريخ الفن السابع.

[3] الإنترنت والفن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأقصد هنا تأثيره على الفنون جميعا,مرفق به الشمولية والاحتواء والشبكية والقروية.

فأما الأولى وهي الشمولية يقصد بها اشتماله على كل شيء في مختلف مناحي الحياة,ما يذهب بنا إلى الخطوة التالية وهي احتواء الإنترنت لحياتنا,وخلق لنا واقع بديل هو الواقع الافتراضي حتى صار لا يُميز بين الحقيقي وغير الحقيقي. وصار هناك العديد من الفنون التي تقدم رقميا أبرزهم السينما التي تحولت من أفلام إلى حلقات تعرض على شبكات النص,والفن التشكيلي اللذي جعل الإنترنت معرضا عالميا لأهم اللوحات في العالم وأنت جالس في بيتك,والأدب الذي أتاح للجميع الكتابة وكل صار له أدواته على رأي أحمد سعدواي. أما الشبكية فأقصد بها نظام الإنترنت العملاق المنبني على شبكة لامتناهية متعددة الأطراف تصل إلى أي شخص في أي مكان بغض النظر عن مستواه المادي أو الثقافي. والقروية والاتصال حيث أن الجميع صار متصلا بالإنترنت في أكبر تجلي لعبارة العالم أصبح قرية صغيرة.

[4] اللامركزية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعد الإنترنت فضاءا رقميا واسعا يمثل ساحة ثقافية وإنسانية لا متناهية,ونظرا لمجانيتها وتوافرها لدى الجميع حول العالم فهي ليست حكرا على أحد,ولازالت تحافظ على لامركزيتها بالرغم من تمركز معظم محتوى الإنترنت حول كيانات تجارية / تقنية عملاقة مثل فيس بوك وجوجل وغيرها. فلازلت تلك الشركات بكل ما تملك من نفوذ وأذرع طائلة تتعرض للمنافسة من قبل مؤسسات أخرى صغيرة أو كبيرة,جديدة أو قديمة,جماعية أو حتى فردية,فالجميع متاح له الدخول إلى الإنترنت ووضع بصمته التي قد تكون مؤثرة. والكيانات الأكثر أهمية في مقالنا هي الكيانات الثقافية التي يخلق لها الإنترنت مسارا يؤدي بها إلى واحد من نتيجتين.

1-التلاشي (بالانغماس أو بالاندثار)
2-الظهور(30)

[5] التفاعل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يطرح إبراهيم الفاضل في مقدمته الشيقة ملاحظة أخرى حول خصائص الإنترنت,وهي ما أسماه (القراءة الإبداعية) التي تتيح للقارئ أن يكون مشاركا في العملية الإبداعية,حيث يصير “شريكا كاملا للمرسل في تكوين رسالته” وليس مجرد متلقي عاكس أو مردد لما يقرأه. و”الإنترنت هو ذلك الوسيط التعبيري الجديد الذي يسمح للقارئ أن يتكلم مع النص ليستنطق باطنه الصريح”.(31)

[6] السردية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عرضه للملاحظات الأربعة الذكية ينظر إبراهيم الفاضل إلى الإنترنت بصفته “ليس كوسط نصي,بل كوسط تشكيلي يسمح بالحضور المتزامن لأكثر من سرد واحد على الصفحة الواحدة.” والسمة المعنية هنا هي التعدد السردي. وأضيف أن النص بمفهومه الأكثر اتساعا يتجاوز كونه مجرد وعاء للكلمات فقط,ليصير هناك نص كلامي ونص بصري. وأصلا الكتاب نفسه يتعامل مع الإنترنت بصفته نصا,كما هو واضح من العنوان. ويؤكد على ذلك أيضا الباحث إبراهيم أنيس في كتابه دلالات الألفاظ.

[7] اللانهائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرغم من أنه لا شك في أن كل المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت هي رصيد / خزين محدود,إلا أن هناك ثلاثة عوامل تجعله يوصف باللانهائية.

الأول أن الإنترنت يتيح للمستخدم خيارات لا حصر لها في التعامل مع هذا النظام العالمي.

الثاني أن المعلومات على الشبكة أكبر من أن يحصرها أو يحتويها قارئة أي مستخدم.

الثالث أن المعلومات على الشبكة في تزايد وتضخم لا متناهي بتحديثات لحظية.

ومن أبلغ ما قيل في وصف لا نهائية الإنترنت,ما أتى في كتاب لا نهائية القوائم:-
“ونأتي أخيرا إلى أم القوائم جميعها. وهي لا نهائية بالتعريف,ذلك أنها في تطور دائب. ونقصد بذلك الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) التي هي شبكة ومتاهة في آن,وليست شجرة منظمة. وتعدنا,من بين اللانهائيات جميعها,بأكثر الأشياء غموضا وافتراضية. وفضلا عن ذلك,فإنها تقدم لنا,كتالوجا من المعلومات,التي تجعلنا نشعر بالثراء والقدرة غير المحدودة. غير أن العقبة الوحيدة ماثلة في أننا لا نعرف أي عناصر الشبكة يحيل إلى معطيات من العالم الحقيقي وأيها يحيل إلى غير ذلك,فلم يعد التمييز بين الحقيقة والخطأ قائما.”(32)

[6] التفكير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفكير والواقع هما سرديتان ذات مكانة خاصة بين كل السرديات الأخرى,لاختلاف العلماء والفلاسفة حول أيهما تابع للآخر,ومن ذو التأثير الأكبر في تكوين السرديات الأخرى مثل السرديات الإجتماعية (التاريخ والدين والفلسفة والعلم) والسرديات الفنية (الأدب والسينما والمسرح والتصوير).

[1] الإحساس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإحساس هو نافذتنا للتعرف على الفضاء الخارجي. أولى محطة في نقل الواقع إلى عقل المتلقي,فمن خلال الحواس الخمسة الأساسية؛يرى الصورة بواسطة الإبصار,ويسمع الصوت بواسطة السمع,ويتنشق الروائح بواسطة الشم, ويستطعم النكهات بواسطة الذوق,ويتحسس الملمس بواسطة اللمس. والتفريعات تكاد تكون لانهائية لهذه الحواس الخمسة. هذا غير الحواس الداخلية التي تساعدنا على الإحساس بالشبع والإرتواء والحركة والتوازن,وغيره. والإحساس تعطينا خاصية غير عادية لا وجود لها في السرديات الأخرى,وهي التفاعل مع الواقع. إن رؤية جريمة أو حادث في الحقيقة يختلف عن رؤيتها على الشاشة أو الورق. وكما يقول ماركيز: “إن الحقيقة هي أفضل شكل أدبي”.(33)

[2] المخيلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المخيلة هي المنطقة العقلية التي تنشط فيها عملية التصور,والتصور هو استحضار صورة في العقل دون مرئاه للعين.(34)

تعد المخيلة مسؤولة عن تنظيم علاقتنا بالوقع حيث يتسائل بيير بيار عن طبيعة “علاقتنــا بالواقــع،هــل هــي مباشــرة أم هـي علاقـة غير مباشـرة تتوسـطها وقائع وأخبار وحكايات وأوهـام وأسـاطير شـخصية،وهـي -فـي الغالـب- علاقة كثيــرة التــردد والتأرجــح بيــن الشــك واليقيــن؟ ومــا دور الخيـال أو التخييـل،لا فـي الآداب،فحسـب،بل في علوم التاريـخ،بـل حتـى فـي النظريـات العلميـة؟(35)

المخيلة غير الخيال,الخيال غير محدود,ولكن مخيلاتنا محدودة. لذا يتمثل الإبداع في آفاق جديدة تُستكشف متجاوزة للحدود. إن هم سمة تميز المخيلة هي القدرة على خلق فضاء كامل داخل عقل الإنسان.

[3] الذاكرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التذكر والتوقع هما أدواتنا للإحساس بالزمن وشقيه الماضي والمستقبل الذان يشكلا جانبي الحاضر. (36)

الذاكرة هي استعادة صور -انظر مفهوم التصور- من الماضي تحفظ في شكل ذكريات, معلومات,خبرات. وهي تعطينا خاصية سردية غير تقليدية في اختراق الزمن -وليس التحكم به- حيث الاحتفاظ واسترجاع مشاهد من الماضي. رغم أن هذه المشاهد تكون دوما خافتة أو مشوشة عن رؤية الواقع حاضرا. هذا غير بالطبع كونها تخلق فضاءا داخل عقل الإنسان, لهذا فهي تتشابه كثيرا مع المخيلة والأغلب أنهما ينبعان من منطقة واحدة. هذه الإشكالية تحديدا حيرت عددا من العلماء والفلاسفة.

[4] التوقع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بفضل التوقع الحاضر تكون الأشياء المستقبلية موجودة لدينا بوصفها أشياء ستأتي. ولدينا إدراك سابق Praesensio لما يمكننا من أن نتنبأ بها ونستبقها Praesensio,وهكذا فالتوقع هو نظير الذاكرة. إذ يكمن في صورة توجد سلفا,بمعنى أنها تسبق الحدث الذي لم يوجد بعد Nondun. لكن هذه الصورة ليست انطباعا تركته الأشياء الماضية,بل هي (علامة) أو (إمارة) على أشياء مستقبلية,يتم على هذا النحو استباقها,أو التنبؤ بها,أو تصورها,أو توقعها, أو تخيلها سلفا (لاحظ ثراء معجم الحياة اليومية عن التوقع).(37) لذا فهي تخلق فضاءا للمرة الثالثة,ولكن عن المستقبل.

[5] الحلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول الخواص المشهورة عن الحلم هي تدمير الشكل الخطي للزمن,إن الحلم يقوم بما يقوم به الفيلم “السينما وحدها القادرة في ثوان وعلى نحو كامل- أكثر من أي شكل فني آخر- على أن تمدد وتعكس وتتخطى وتكثف وتوقف الزمن أو تجعله يتداخل”.(38) ولكن يزيد الأمر بثلاث خصائص أخرى تميز الأحلام.

1-السريالية حيث لا يكون الزمن مضبوطا أو مفهوما أو منظما كما يحدث عادة في الشريط السينمائي أو التلفزيوني.

2-التفاعل حيث يكون الحالم هو بطل الحلم أو على أقل تقدير مشاركا في الأحداث.

3-الخلق حيث تتيح الأحلام إمكانيات (أحداث وأشخاص وأشياء) ربما لا تتواجد في الخلق الإبداعي الأدبي أو السينمائي. إنه الفضاء الذي يخلقه الإنسان داخل عقله في صورته الأكثر جموحا من المخيلة والذاكرة والتوقع.

[6] الهذيان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهذيان هو الوجه الآخر من الحلم,الأخير يحدث في النوم,بينما الهذيان يحدث في اليقظة أو ما يشبه اليقظة.

[7] التفكير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يصهر العقل عدد من العمليات العقلية في بوتقة واحدة (مثل اللغة والمخيلة والقراءة والتصور) ليخلق لنا ذلك السلوك الإنساني الأرقى والمذهل؛التفكير. والتفكير هو ممثل العقل ويجمع كل النشاطات المذكورة أعلاه.

[7] الواقع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السردية الوحيدة التي لا يتاح فيها للمتلقي خيار متابعتها أو قراءتها أم لا,فهو غصبا عنه شخصية داخل فضاءها,لا يحيل بينه وبينها ولا ينزعه منها إلا أن يغيبه الموت عنها. تلك الدنيا أو ذلك الواقع.
[1] المعايشة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الواقعية يقصد بها فضاء زمكاني شاسع موجود به الإنسان,هذا الفضاء هو الواقع. ومن هنا تتجلى أول سمات الواقع وهي المعايشة,حيث نقصد بالواقعي كل ما يمر بمرشحات البشر المكونة من الألفة والاعتياد والتفسير. لذا طالما يربط الوضعيين والملحدين الروحانية بالخيالية ويضعوها نقيضا للواقعية لاختفاء سمة المعايشة منها. نحن لا نعيش في عالم روحاني لذا هذا هو الواقع,هذا هو واقعنا.

[2] الحتمية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول قوانين الواقع الصارمة هي الحتمية,الموت مصير كل حي,والموتى لا يعودون,والزمن لا يرجع للوراء,ولكل شيء سبب. حتمية الموت,وأبديته حيث لا رجوع منه,وتحرك الزمن دوما في خط مستقيم للأمام,وسببية الأحداث. تلك هي أبرز مظاهر قانون الحتمية.

[3] اللانهائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الواقع هو فضاء ممتد بلا حدود,له أطراف في كل شيء,الثقافة,الفكر,النفس,الوجود,الكون. وصفة النهائية تحتم على العلاقة بين الإنسان والواقع ثلاث خصائص.

1-الشمولية
2-اللامركزية
3-العبثية

[4] التفاعل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الخاصية مرادفة للمعايشة,حيث يتيح لنا هذا الفضاء المسمى الواقع التفاعل مع شخصياته,لأننا جزء من تلك الشخصيات. كل البشر هم شخصيات في تلك القصص. وهي خاصية لا يمكن تواجدها في سرديات أخرى مثل الأدب أو السينما. فنحن عاجزين مثلا عن مخاطبة الشخصيات التي تجري معها الأحداث. وحتى لو حدث ووجدت وبصورة واضحة كما في المسرح,لا يكون ذلك إلا بتفعيل خاصية التماهي,حيث لا يكون التفاعل بتلك الفاعلية.

[5] التنوع السردي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن خاصية الشمولية تتيح تواجد كل السرديات المعروفة في محيط الواقع,بل وأغلب السرديات الفنية من وجهة نظر عدد من النقاد هي محاولة هروب من الواقع.
[6] القراءة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة وتحليل ما حولنا,فمن حسن حظنا أن الواقع خاضع لمجموعة من القوانين الفيزيائية والإجتماعية والمنطقية التي تجعلنا قادرين على التعامل معه والتنبؤ به. هناك جانب آخر من القراءة غير الدراسة,وهي الصياغة,حيث نعيد تشكيل الواقع في الأدب والفن.

ومن الجوانب الأخرى للقراءة,وهي طريقة تلقينا لعناصر عديدة في الواقع,ونخص منها بالذكر هنا مثلا عنصر الزمن,إن قراءة / تلقي العقل للزمن,ومقدرته على جمع الحالات المتفرقة لهذا الأخير هي ما تجعلنا قادرين على قياس الزمن واستخراج الفوائد العملية من تنظيمه. “إذ لا يمكن في واقع الأمر,أن يكون هناك مستقبل يتقلص,ولا ماض يتسع,دون وجود (العقل الذي ينظم هذه العملية). هناك ثلاث وقائع فعلية Actions تصحب ظل السلبية,وتعبر عنها الآن ثلاثة أفعال لغوية Verbs. فالعقل (يؤدي ثلاث وظائف,هي وظائف التوقع Expectat,والانتباه Adtendit,وهذا الفعل يذكرنا بالقصد الحاضر Intention Pracsens,والذاكرة Meminit. والنتيجة هي أن (المستقبل الذي يتوقع,يمر من خلال الحاضر Transeat,الذي ينتبه له,نحو الماضي,الذي يتذكره).”(39)

من خلال الزمن يربط بول ريكور أيضا بين الذاكرة والمخيلة,مخصصا وظيفة التوقع للأخيرة “الفكرة الرئيسية هنا هي وجود اختلاف نستطيع أن نقول عنه أنه جوهري بين استهدافين,بين قصديتين أحداهما هي قصدية الخيال المتجهة نحو الوهمي,القصصي,غير الحقيقي وغير الواقعي,والممكن,واليوتوبي,والأخرى هي قصدية الذاكرة المتجهة نحو الحقيقة السابقة,الواقع السابق,وتشكل السبقية السمة الزمنية بامتياز للشيء المتذكر بوصفه كذلك”.(40)

ولربما يتفق معي الباحث علي محمد اليوسف في ذلك -بغض النظر عن مسألة انفصالهما واتصالهما أو مسألة وجودهما خارج العقل أو داخله- حين يقول: “بضوء عبارتي أرسطو ومن بعده سبينوزا بأن الذاكرة خاصية زمنية تحتويها القصدية التاريخية للماضي,والخيال قصدية زمنية يحتويها المستقبل,فكلا التعبيرين كما وسبق ذكرناه هو توصيف لفعالية زمنية وليست تعبير عن حقيقة موضوعية منفصلة عن توليد العقل لها. فكما ترتبط الذاكرة بتفكير الدماغ كذلك ترتبط المخيلة بتفكير الدماغ أيضا,ولا وجود تعبيري لادراكهما كتجريد خارج منظومة العقل الادراكية. كل حلقة تجريد إدراكي للعقل لا قيمة لها بانفصالها ولا تمتلك وجودا انطولوجيا مدركا اكثر من حقيقتها أنها تجريد إدراكي مصدره العقل.”(41)

[7] اللاواقعية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الجانب من الواقع المبتعد عن أذهان الكثيرين من الوضعيين والملحدين حول العالم,في عناد واضح تجاه كل الظواهر الغير مفسرة بعد من قبل العلم. بينما العقل السليم يفرض علينا أن نضع اعتبارات ذهنية تفسر تلك الأشياء بما ارتضاه العقل مما بلغنا عنها حتى يأتي تفسير أفضل إذا وجد. ولكن أحيانا يظل التشبث بالنظرة الوفقية الآحدية من باب العند لا أكثر في مواجهة أمور تحتم نفسها علينا.

وفي الأخير

نذكر أننا تناولنا سابقا سبعة سرديات هي
1-الأدب
2-السينما
3-التصوير
4-المسرح
5-الألعاب
6-التاريخ
7-الخيال

وننوه أننا سنتناول لاحقا سبعة سرديات هي
1-الدين
2-الفلسفة
3-العلم
4-الأيديولوجيا
5-المجتمع
6-الأسطورة
7-التراث

المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-لمحة عن ظهور الرواية العربية وتطورها / رحيم خاكبور / دراسات الأدب المعاصر: السنة الرابعة،شتاء 1391,ع 16،ص 102.

2-مفاهيم شعرية لـ حسن ناظم. ص14.

3-لمحة عن ظهور الرواية العربية وتطورها / رحيم خاكبور / دراسات الأدب المعاصر: السنة الرابعة،شتاء 1391,ع 16،ص 102. (نفسه)

4-سافاري – الحريق / أحمد خالد توفيق على لسان شخصة علاء عبد العظيم / المؤسسة العربية الحديثة,ص 61.

5-مقالات في الأدب العربي / إغناطيوس كراتشكوفسكي / كتاب الدوحة 84,ص 20.

6-انظر المقال عن الوحدات الثلاث في المسرح على موقع مسرحنا.

http://www.masrahona.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B7%D8%A8%D8%A9/item/3237-%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%83%D9%84-%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB

7-مفهوم النص / نصر حامد أبو زيد,فصل الإعجاز 137:157.

8-في بحث عن كتاب (التصوير الفني في القرآن) لـ سيد قطب تحت إشراف الدكتورة هيفاء فدا.

9-إعجاز القرآن / الباقلاني,الجزء الأول,ص 43.

10-مفهوم النص / نصر حامد أبو زيد / المركز الثقافي العربي – مؤمنون بلا حدود,ص 24.

11-سورة الحاقة,الآية 41.

12-تفسير البغوي – المجلد 8,سورة المدثر,باب تفسير (إنه فكر وقدر) ص 268. وفي روايات أخرى مثل تفسير بن كثير والسيرة لابن هشام وغيرها.

13-الرواية العربية / فاروق خورشيد,ص 45.

14-في بحث عن كتاب (التصوير الفني في القرآن) لـ سيد قطب تحت إشراف الدكتورة هيفاء فدا.

15-مفهوم النص / نصر حامد أبو زيد – القرآن والشعر,139.

16-سورة يوسف / الآية 3.

17-مدونة المترجم لهشام فهمي.

18-مقالات في الأدب العربي / إغناطيوس كراتشكوفسكي / كتاب الدوحة 84,ص 18.

19-تفسير البغوي – المجلد 8,سورة المدثر,باب تفسير (إنه فكر وقدر) ص 268. وذكرت في روايات أخرى وبصيغ مختلفة لسنا في صدد التعرض لها.

20-حفريات المعرفة / ميشيل فوكو / المركز الثقافي العربي المغرب 2005,ت سالم يفوت,ط 1,ص 158.

21-دلالة الألفاظ / إبراهيم أنيس – دور الدلالة في الترجمة, ص 168.

22-سافاري – الحريق / أحمد خالد توفيق / المؤسسة العربية الحديثة,ص 74.

23-شبكة الحضارة المعرفية,المقدمة.

24-حصاد القرن, الجزء الثاني,ص323.

25-كتاب “الإعلام الإلكتروني”، الدكتور عبدالكريم الدبيسي، الأستاذ المشارك في جامعة التبرا – كلية الإعلام، ص6.

26-الإنترنت بوصفها نصا / خالد الرويعي,المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2006. تقديم إبراهيم الفاضل,ص11.

27-انظر مقال:-
Our minds can be hijacked: the tech insiders who fear a smartphone dystopia

28-أدوات الكتابة / روي بيتر كلارك / الدار العربية للعلوم ومنصة تكوين,فصل رتب الكلمات للتأكيد ,ت رؤوف علوان,ص 28.

29-حصاد القرن, الجزء الثاني,ص324.

30-الإنترنت بوصفها نصا / خالد الرويعي,المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2006. تقديم إبراهيم الفاضل,ص10,11.

31-الإنترنت بوصفها نصا / خالد الرويعي,المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2006. تقديم إبراهيم الفاضل,ص11.

32-لا نهائية القوائم / أمبرتو إيكو / هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة / قوائم الإعلام,ص 422.

33-الحقيقة والكتابة / بثينة العيسى / تكوين,ص 11.

34-انظر مقالة في تعريف التصور الذهني.
http://educapsy.com/etudes/conception-mental-205

35-كيف نتحدث عن وقائق لم يسبق لها أن وقعت (كتاب) / بيير بيار / ص 167. انظر ترجمة حسن المودن في تعريفه للكتاب,مجلة الدوحة,ع 159,ص 72.

36-الزمان والسرد / بول ريكور / التباس وجود الزمن ولا وجوده,ص 32. والأفضل قراءة الفصل كاملا.

37-الزمان والسرد / بول ريكور / التباس وجود الزمن ولا وجوده,ص 32. والأفضل قراءة الفصل كاملا.

38-السينما التدميرية لـ أ. سكوت فوغل، فصل هدم الزمان والمكان، ص63. ط دار الكنوز الأدبية.

39-الزمان والسرد / بول ريكور,المجلد الأول,ص 45.

40-الذاكرة,التاريخ,النسيان. / بول ريكور,ت جورج زيناتي, ص 38.

41-الذاكرة والخيال بين الفلسفة والعلم / علي محمد اليوسف / مقال على موقع كوة الفلسفي.

الذاكرة والخيال بين الفلسفة والعلم