“فوربس”: لماذا تعارض “إسرائيل” استحواذ الإمارات على مقاتلات F-35 الأميركية؟

“فوربس”: لماذا تعارض “إسرائيل” استحواذ الإمارات على مقاتلات F-35 الأميركية؟
Spread the love

كتب بول إيدون مقالة في موقع “فوربس” قال فيه إنه على الرغم من إضفاء الطابع الرسمي أخيراً على العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، لا تزال “إسرائيل” تعارض رسمياً أي بيع أميركي لطائرات مقاتلة من الجيل الخامس من طراز “أف-35- لايتنينغ2” F-35 Lightning II إلى أبو ظبي.

وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بعد تقرير أن بيع “أف-35” كان شرطًا لدولة الإمارات لإقامة علاقات رسمية مع “إسرائيل”: “بادئ ذي بدء، عارض رئيس الوزراء بيع طائرات F-35 والأسلحة المتطورة إلى أي دولة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الدول العربية التي تصنع السلام مع إسرائيل”.

وقال الكاتب إن “إسرائيلّ هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تستخدم هذه الطائرة المتقدمة وإنه مع تعليق تركيا من برنامج F-35 بسبب شرائها صواريخ روسية S-400، يمكن أن تظل كذلك في المستقبل المنظور. وأضاف أن “معارضة إسرائيل لبيع طائرات F-35 للإمارات لا تعني أنها تعارض جميع مبيعات الأسلحة الأميركية إلى أبو ظبي”.

لقد رأى ديفيد فريدمان، السفير الأميركي الحالي لدى “إسرائيلّ، “أن العلاقات الودية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة من الواضح أنها تغير تقييم التهديد ويمكن أن تعمل لصالح الإماراتيين” فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة في المستقبل.

وقال الكاتب إن “إسرائيل” قد تبيع الطائرات بدون طيار إلى الإمارات في المستقبل القريب. وقد تم بالفعل تصدير طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع إلى دول مختلفة بما في ذلك أذربيجان والهند وتركيا.

وعلى مدى عقود، حافظت الولايات المتحدة على توازن دقيق تبيع فيه الأسلحة إلى الدول العربية مع ضمان عدم فقدان الجيش الإسرائيلي لتفوقه العسكري النوعي عليها. وفي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، خشيت “إسرائيل” من أن إدارة الرئيس رونالد ريغان كانت تتنازل عن ميزتها التفوقية من خلال بيع طائرات “سنتري إي-3” E-3 Sentry المحمولة جواً ونظام التحكم “أواكس” (AWACS) المتقدم للسعودية ومارست الضغط ضدها، ولكن من دون جدوى في نهاية المطاف.

وقال الكاتب إن نظرة “إسرائيل” إلى المنطقة قد تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين. في سنواتها الأولى، كان أعداء “إسرائيل” الأساسيون هم الدول العربية. ونتيجة لذلك، فقد دأبت على إقامة علاقات ودية وتحالفات مع تركيا وإيران الشاه. في السنوات اللاحقة، تحول هذا التحالف من الأطراف إلى شيء يشبه إلى حد كبير تحالفاً فعلياً للمركز، حيث أقامت “إسرائيل” علاقات سرية مع الممالك العربية في الخليج الفارسي والآن علاقات عامة مع الإمارات العربية المتحدة، وذلك لأن إيران وحلفاءها في سوريا والعراق ولبنان أصبحوا أعداء “إسرائيل” اللدودين. ونتيجة لذلك، أظهر الإسرائيليون القليل من القلق في العقود الأخيرة بشأن القوة العسكرية المتنامية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكلاهما لديهما جيشان يغلب عليهما تجهيز الولايات المتحدة. وعلى الأرجح تنظر “إسرائيل” إلى هاتين الدولتين على أنهما حصن بينها وبين طهران.

ومع ذلك، قال الكاتب “إن إسرائيل ترسم الخط الأحمر عندما يتعلق الأمر بهاتين الدولتين عندما تريد تشغيل طائرة متطورة مثل F-35، والتي ستظل على الأرجح الطائرة المقاتلة من الجيل الخامس الأولى في العالم لسنوات قادمة.

وأوضح الكاتب أن رفض الولايات المتحدة بيع مثل هذه الطائرة المقاتلة المتطورة إلى أي دولة عربية يولد أحيانًا مزاعم عن النفاق الأميركي من العرب. فقد تواجه مصر قريباً عقوبات أميركية بموجب القانون الفيدرالي لمكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات (CAATSA) بسبب شرائها أخيراً بقيمة 2.5 مليار دولار لطائرات مقاتلة متطورة “سو-35” Su-35 من روسيا. اشترت القاهرة هذه المقاتلات لمواصلة تحديث قوتها الجوية المجهزة في الغالب من الولايات المتحدة. فطائرات F-16 المصرية أقل تقدماً من نظيراتها الإسرائيلية وليست حتى مسلحة بصواريخ جو – جو طويلة المدى من طراز AIM-120 AMRAAM.

وقال اللواء ناصر سالم، الرئيس السابق لقسم الاستطلاع في الجيش المصري، لـموقع “المونيتور” الأميركي أخيراً إن الجيش المصري يريد معدات حديثة لمواكبة الجيش الإسرائيلي وتساءل: “لماذا لا تزود الولايات المتحدة مصر بمقاتلات F -35 التي زودت إسرائيل بها بينما تعارض صفقة المقاتلات الروسية Su-35؟”.

وأشارت الإمارات بالفعل إلى أنها ستتجه إلى مكان آخر لشراء مقاتلات الجيل الخامس طالما ترفض الولايات المتحدة بيعها مقاتلات من طراز F-35.

ففي عام 2017 ، توصلت روسيا والإمارات إلى اتفاق لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس بشكل مشترك على طراز “ميغ-29” MiG-29. تقدم المشروع، أو عدمه، غير واضح بعد ثلاث سنوات من الاتفاق. وفي الآونة الأخيرة، اقترحت موسكو أن أبو ظبي يمكن أن تساعدها في تطوير الجيل الخامس من مقاتلات “سو-57” Su-57.

وقال الكاتب إن من المرجح أن تعارض الولايات المتحدة مثل هذا الترتيب لأنه يمكن أن يشكل نعمة كبيرة لقطاع الدفاع الروسي وقد يسهل على موسكو بناء مقاتلاتها من الجيل الخامس ونشرها، وهي عملية وجدت أنها صعبة ومكلفة للغاية. لكن هذا لا يعني أن واشنطن ستعيد النظر في رفضها بيع الإمارات لطائرات “أف-35 أس” F-35s.

وأضاف “فوربس” أن الإمارات العربية المتحدة حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومشتر مهم للمعدات العسكرية الأميركية، وقد اكتسبت لقب “أسبارطة الصغيرة” من مسؤولي الدفاع الأميركيين. كما أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لا تتجسس حتى على هذه الدولة العربية الصغيرة، مما يؤكد ثقة واشنطن بأبو ظبي. وعلى الرغم من كل هذا، لا تزال الولايات المتحدة تعارض امتلاك أحد حلفائها العرب الرئيسيين لنظام أسلحة يمكن أن يتحدى التفوق العسكري والتكنولوجي للجيش الإسرائيلي على تلك المنطقة المضطربة.

ترجمة بتصرف: الميادين نت