لماذا لا تُدعم كرة اليد في سوريا؟

لماذا لا تُدعم كرة اليد في سوريا؟
Spread the love

دمشق – خاص “شجون عربية” – تحقيق: علا حسن |

تعتبر كرة اليد من أهم الألعاب الأولمبية وتحظى بجماهيرية كبيرة جداً في مختلف أنحاء العالم، و قد أدخل عليها الكثير من التعديلات في القانون وطرق اللعب مما ساهم في ازدياد جماهيرتها وتطور مستواها الفني.
يتم تنظيمها بواسطة الاتحاد الدولي لكرة اليد، سواء كانت هذه البطولات للنساء أو الرجال، وتلعب مباريات الدور النهائي في ملاعب إحدى الدول الأعضاء، بالإضافة للمباريات الدولية التي تقام بين الأندية.
إحدى نوادي الجمهورية العربية السورية لكرة اليد “نادي النصر” بإشراف الكابتن المدرب علي محمد غازي، وهو لاعب كرة يد سابق وعضو في اتحاد الجمهورية العربية السورية لكرة اليد.

ومن أهم لاعبات نادي النصر للسيدات رشا العبد الله، وهي لاعبة سورية متميزة، من مواليد مدينة طرطوس خريجة كلية التربية الرياضية جامعة اللاذقية، قامت بالتدريس في المعهد الرياضي في دمشق، وهي كذلك مدربة لياقة.
وقالت رشا العبد الله في مقابلة مع مجلة “شجون عربية” “إن كرة اليد كحال جميع الرياضات والفرق الرياضية الموجودة. هناك بعض الصعوبات التي تمنع تقديم الأفضل وخاصة أن رياضة كرة اليد لا تلقى الإهتمام والرعاية من المعنيين، وهي لعبة غير معروفة بشكل واسع كباقي الألعاب الاحترافية حيث لا توجد جاهزية في مكان التدريب، سواء من الأدوات التدريبية أو من صلاحية المكان للتدريب، بالإضافة إلى الأمور المادية التي تعتبر الأساس لاستمرارية أي فريق. فهناك نقص بالتمويل مما يمنع الفريق من السفر والقيام بمباريات ودية سواء ضمن المنطقة أو خارجها، وعدم إمكانية تجهيز الفريق بلباس موحد له، عدم صرف رواتب كافية والتأخر فيها.
وأضافت العبد الله: أنا ألوم الاتحاد وأيضاً الرياضة في سوريا بشكل عام، فنحن كمدربين ولاعبين لدينا حس إدمان الموهبة، نطالب بوزارة الرياضة والشباب، فالشباب عندهم أفكار واقتراحات جديدة مواكبة “صح عنا اتحاد بس ما بيكفي”.
كذلك هو الأمر لأي نوع من الرياضة، فالشخص القوي هو الذي يصلك للنجاح والتميز، ونحن بحاجة لسليط اللسان، لصاحب حق يصل بصوتنا.

لاعبات نادي النصر للسيدات في كرة اليد

فتوجهنا إلى المدرب غازي بشكاوى وملاحظات الفريق.
وسألناه عن سبب عدم كون اتحاد كرة اليد في أوج نشاطه مثل أغلب الرياضات الأخرى ببلادنا، فأجاب قائلاً إن “الموضوع ليس متعلقاً بموضوع كثرة النشاط أو قلته بل يتعلق بنوعية النشاط والهدف منه أي الخطة واستراتجية العمل”.
وعن عدم تقديم الاتحاد الدعم لللاعبين، وعدم تقديم الرواتب للمدربين، قال إن الاتحاد لا يملك المال ليدعم أحداً. فالأندية هي التي تقدم الرواتب للاعبين والمدربين ولكن يجب على الاتحاد إتخاذ خطوات باتجاه القوانين المالية للعبة لتصبح قادرة على منح الكوادر حقوقاً مالية تتناسب مع عملها.
ورأى أنه يجب تغيير القوانين الناظمة للعمل الرياضي بشكل عام لأنها لم تعد تتوافق مع التطور الحاصل في الرياضةـ وهي مهمة القيادة الرياضية في إجراء التعديلات والتغييرات اللازمة.
وعن حقوق اللاعبين والمدربين، قال إن الحقوق واضحة وهي: أولاً تأمين الدخل المادي المناسب لحياة كريمة لكي يستطيع اللاعب والمدرب الالتزام والعطاء وتأمين دراسات التطوير للمدربين والإداريين.

لاعبات نادي النصر للسيدات في كرة اليد

وعن المطالب والاقتراحات التي يوجهها للاتحاد العام قال غازي: “في الحقيقة لدي مقترح واحد وهو اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب لأن هذا الموضوع هو حجر الأساس الرئيسي والأول فإذا صلح صلح البناء كله وإذا فسد فسد البناء كله”.
وبالنسبة لنشاطات الفريق الجديدة، صرح بأن نادي النصر لديه مرحلة الإياب من الدوري وهي مرحلة مهمة جداً لأنه سوف يلعب مع الفرق المنافسة على بطولة الدوري ونتمنى من الله التوفيق للحصول على مركز متقدم للدخول في مرحلة البلاي أوف، وخصوصاً أن الفريق بذل مجهوداً كبيراً في المراحل السابقة ويجب أن نحصد نتيجة هذا التعب.
وشكر غازي كل اللاعبات على الجهد المبذول وشكر إدارة النادي، وقال إنه بالرغم من شح الإمكانيات المادية، إلا أن الإدارة متعاونة جداً ومؤمنة بإمكانيات الفريق وبالهدف المنشود.
أما اللاعبة رشا فقد تمنت النجاح للفريق والحصول على البطولة باستمرار برغم كل هذه الصعوبات التي يواجهها الفريق ككل. وقالت إنه يوجد هناك روح الفريق الواحد والعائلة الواحدة والوقوف الى جانب بعضهم بعض، الأمر الذي جعلهن يقفن في وجه كل الصعوبات التي تواجههم في تحقيق حلمهن.

لاعبات نادي النصر للسيدات في كرة اليد