خبير إيراني لـ”شجون عربية”: طهران لن تبرم تسوية مع ترامب

خبير إيراني لـ”شجون عربية”: طهران لن تبرم تسوية مع ترامب
Spread the love

يمكن تفسير مفاوضات تبادل الأسرى كخطوة للحفاظ على مستوى التوتر في الوضع الحالي

إعداد: محمد مظهري* | يرى المراقبون الإيرانيون أن الوقت غير مناسب لاجراء حوار بين طهران وواشنطن، لأن إيران لا تريد أن تلدغ من جحر مرتين. فالإدارة الأميركية الحالية أثبتت أنه لا جدوى من الحوار معها ولا يمكن الاعتماد على نتائج مثل هذا الحوار والرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد فقط التقاط صور تذكارية مع نظيره الإيراني حسن روحاني للحصول على مكاسب انتخابية.
كما أن العالم كله تقريباً توصل الى هذه النتيجة وهي أنه لو أبرم أي اتفاق مع أميركا، فإن الأميركيين سينقضون ذلك الاتفاق متى شاءوا، لذا لا ينبغي أن يراهن أحد على هذه الإدارة.
وقد أعلنت إيران اعلنت موقفها وسياستها على لسان المرشد الأعلى أية الله عي خامنئي حيث قال “لا نريد الحرب ولا الحوار”. وهو يعني أنه لا تصعيد ولا تقديم تنازلات في الوقت الحالي بينما طهران جاهزة للرد على أي مغامرة أميركية بنفس المستوى، على غرار ما شهده العالم عندما قامت إيران بقصف القواعد الأميركية في العراق بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني. كما أن هناك ضغطاً متزايداً على الجانب الأميركي لسحب قواتهم من الأراضي العراقية.
وفي هذا السياق أوضح الخبير في الشؤون الدولية جواد حيران نيا أن قيام إيران بإسقاط الطائرة بدون طيار التجسسية الأميركية وما تلاها من هجوم على السفارة الأميركية في العراق ومن ثم اغتيال الفريق قاسم سليماني من قبل الأميركيين، كل ذلك أدى الى اقتناع الجانبين بضرورة تخفيض مستوى التوتر. وأوضح أن لكل جانب أسبابه الخاصة لهذه السياسة. فعلى سبيل المثال، عندما شجعت السعودية ترامب على مواجهة إيران بذريعة الرد على هجمات أرامكو، كان ترامب مترددًا في ذلك لأن تزايد التوتر مع إيران لم تكن لصالح أميركا علماً بأن إيران كانت جاهزة لتوسيع رقعة الحرب في حال اي مواجهة مباشرة، الأمر الذي كان يمثل تهديدًا للقوات الأميركية في المنطقة من ناحية، ومن ناحية أخرى كان من شأنه أن يقلل من حظوظ ترامب في الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف: أما المفاوضات السرية لتحسين العلاقات فهي لا تجدي نفعاً. هناك مفاوضات محدودة مثلاً لتبادل السجناء أو اطلاق سراحهم إلا أنه من المستبعد ان تمتد هذه المفاوضات الى اتفاق شامل بين الجانبين. ويمكن تفسير مفاوضات تبادل الأسرى كخطوة للحفاظ على مستوى التوتر في الوضع الحالي. كما ان عدم قيام أميركا باعتراض ناقلات النفط الإيرانية المرسلة إلى فنزويلا يدل على هذه النية لدى الطرفين.
وقال حيران نيا، وهو رئيس التحرير القسم الدولي في وكالة مهر الإيرانية: “يبدو أنه بالنظر إلى المعارضة الداخلية، تعتزم إيران الحفاظ على المستوى الحالي من التوتر مع الولايات المتحدة وعدم تصعيد او إثارة الرأيى العام الأميركي قبل اجراء الانتخابات الأميركية”.
وأضاف: لو كانت إيران واثقة من انتصار ترامب لكانت جلست على طاولة الحوار إلا ان طهران لا تبدو واثقة من فوز ترامب ولهذا وضع الطرفان جانباً سياسة عض “الأصابع”.
وتابع: “يبدو أن أحسن خيار بالنسبة لإيران هو انتظار نتائج الانتخابات الأميركية لاسيما في ظل التطورات الأخيرة التي تلوح بزعزعة مكانة ترامب وتعالي الأصوات لإخراجه من البيت الأبيض. أضف الى ذلك رغبة حكومة حسن روحاني للتفاوض مع الديمقراطيين وكسب تنازلات منهم، كما حصل خلال الاتفاق النووي المبرم عام 2015. فالحكومة الإيرانية تعتبر ادارة ترامب مجرد ظاهرة عابرة وتنتظر وصول رئيس جديد الى سدة الحكم”.

*صحافي إيراني مقيم في طهران.