أعضاء في الكونغرس و”المحاربين القدامى” ينتقدون إخفاء إصابات الأميركيين في عين الأسد

أعضاء في الكونغرس و”المحاربين القدامى” ينتقدون إخفاء إصابات الأميركيين في عين الأسد
Spread the love

“العدد مستمر في الارتفاع. لقد حان الوقت للكونغرس للمطالبة بإجراء تحقيق كامل. إن الجمهور وعائلاتنا العسكرية يستحقون معرفة الحقيقة”.

نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن أكثر من 100 من أفراد الخدمة الأميركية أصيبوا بارتجاجات دماغية نتيجة الغارات الجوية الإيرانية على قاعدة الأسد الجوية في العراق في كانون الثاني / يناير الماضي، وهو رقم يزيد بنسبة 50 بالمائة عن العدد الذي تم الكشف عنه سابقاً.

ومن بين 109 من العسكريين الذين تم تشخيص إصابتهم في الدماغ، عاد 76 منهم إلى الخدمة، بحسب ما قاله مسؤولون الاثنين.

وقالت أليسا فرح ، السكرتيرة الصحفية في البنتاغون: “نحن ممتنون لجهود العاملين الطبيين الذين عملوا بجد لضمان المستوى المناسب من الرعاية لأعضاء خدمتنا، مما مكن ما يقرب من عودة نحو 70 في المائة من الذين تم تشخيص إصابتهم إلى الخدمة”.

وتعارضت آخر حصيلة، والتي نمت باطراد منذ ضربة 8 كانون الثاني / يناير، بشكل كبير مع تأكيد إدارة الرئيس دونالد ترامب في الساعات التي تلت الهجوم بأنه لم يصب أميركيون على الإطلاق. ويشير هذا العدد كذلك على الآثار غير المرئية للارتجاجات الدماغية المؤلمة، والتي لا تظهر أحياناً أعراضاً لأيام أو لأسابيع ولكنها قد تكون لها آثار جسدية أو عقلية طويلة المدى.

وأضافت الصحيفة أنه مع ارتفاع عدد الإصابات، وجهّت مجموعات من المحاربين القدامى وغيرهم انتقادات إلى البيت الأبيض، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الرئيس ترامب قلل في كانون الثاني / يناير من هذه الإصابات ووصفها بأنها “ليست خطيرة للغاية”.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي في 22 كانون الثاني / يناير في دافوس بسويسرا “سمعت أنه كان لديهم صداع واثنين من الأشياء الأخرى. أنا لا أعتبرها إصابات خطيرة للغاية بالنسبة للإصابات الأخرى التي رأيتها”.

وتم إطلاق ما لا يقل عن 12 صاروخاً خلال الهجوم، الذي كان بمثابة انتقام لمقتل جنرال إيراني رفيع المستوى، الفريق قاسم سليماني، في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في بغداد في 3 كانون الثاني / يناير. وقالت إدارة ترامب في البداية إنه لم تقع إصابات، ولكن بعد أسبوع أقر تقييم بإصابة العديد من أعضاء الخدمة بالارتجاجات الدماغية المحتملة.

ثم بعد أيام من تصريحات ترامب في دافوس، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن 34 شخصاً أصيبوا بجروح في الدماغ. وقد زاد العدد في وقت لاحق إلى 50 ثم إلى 64، مع قول المسؤولين العسكريين إن أعراض إصابات الدماغ المؤلمة قد تستغرق أسابيع حتى تظهر.

وقد أثارت التعديلات المتكررة للأرقام غضب بعض “المحاربين القدامى” وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين.

وقال بول ريكوف، مؤسس منظمة “المحاربين القدامى في العراق وأفغانستان”، في تغريدة على تويتر يوم الاثنين: “العدد مستمر في الارتفاع. لقد حان الوقت للكونغرس للمطالبة بإجراء تحقيق كامل. إن الجمهور وعائلاتنا العسكرية يستحقون (معرفة) الحقيقة”.

وقال فرانك لونتز، وهو استراتيجي جمهوري منذ فترة طويلة، على موقع تويتر يوم الاثنين إن إصابة الدماغ المؤلمة “يمكن أن تكون لها آثار تدوم مدى الحياة”. وأضاف أنه يجب ألا نخفي جروح مقاتلينا لمجرد التظاهر وكأننا لا نقهر.

ورأت “نيويورك تايمز” أن إصابات الدماغ يمكن أن تنجم عن التغيرات القوية في الضغط الجوي المصاحب لانفجار مثل انفجار رأس حربي صاروخي. ففي السنوات القليلة الماضية فقط، بذل البنتاغون جهداً كبيراً لفهم هذه الإصابات.

وأضافت الصحيفة أن تصريحات ترامب بدت كأنها تردد المشاعر الشائعة في السنوات الأولى للحربين في العراق وأفغانستان، حيث أصيب عسكريون هزتهم الانفجارات بجروح واضحة وعادوا للقيام بواجباتهم، لتكون لهذه الإصابات (الدماغية) آثار طويلة الأجل ظهرت بعد أسابيع وشهور.

وقال وزير الدفاع مارك إسبير في مؤتمر صحفي في كانون الثاني / يناير الماضي إن البنتاغون أخذ هذه الأنواع من الإصابات “على محمل الجد”. ولم يرد البيت الأبيض على أسئلة مباشرة وجهتها له “نيويورك تايمز” بعد ظهر أمس الاثنين.

ترجمة: الميادين نت