مقتل 5 جنود أتراك في هجوم بشمال غرب سوريا

مقتل 5 جنود أتراك في هجوم بشمال غرب سوريا
Spread the love

قالت وزارة الدفاع التركية إن قوات الحكومة السورية قتلت خمسة جنود أتراك في شمال غرب سوريا يوم الاثنين، وذلك بعد أن نشرت تركيا آلاف الجنود هناك لوقف هجوم لقوات الحكومة.

واستهدف الهجوم قاعدة عسكرية تركية جديدة في منطقة تفتناز بمحافظة إدلب بعد أسبوع من مقتل ثمانية عسكريين أتراك في قصف للجيش السوري.

وتعد هاتان الواقعتان من أخطر المواجهات بين القوات التركية والسورية خلال الصراع الممتد منذ ما يقرب من تسع سنوات في سوريا. وتقول تركيا إنها ستتصدى للقوات السورية إذا لم تنسحب بحلول نهاية الشهر الجاري.

وقال عمر جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية للصحفيين في أنقرة ”هجماتهم على مواقعنا جعلت قيامنا بعملية أمرا ضروريا“.

وتسبب تقدم قوات الحكومة السورية السريع في إدلب، آخر معقل كبير للمعارضة السورية، في نزوح ما يقرب من 700 ألف شخص باتجاه حدود البلاد المغلقة مع تركيا.

وتؤكد أنقرة، التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ سوري، عدم قدرتها على استيعاب المزيد من اللاجئين وتقول إنها مستعدة لعمل عسكري يوقف تقدم قوات الحكومة السورية.

وأرسلت تركيا نحو خمسة آلاف جندي وأرتالا من المركبات العسكرية عبر الحدود تحمل دبابات وعربات مدرعة لنقل الأفراد وأجهزة رادار لدعم مواقعها العسكرية القائمة.

وقالت وزارة الدفاع التركية إنها ردت يوم الاثنين على الهجوم في تفتناز، وهو ما أسفر كذلك عن إصابة خمسة جنود جرى إعادتهم إلى تركيا بطائرة هليكوبتر.

وأضافت الوزارة ”استُهدفت على الفور وبكثافة أهداف محددة في المنطقة … وتحقق الرد اللازم. جرى تدمير الأهداف ولم نترك دماء شهدائنا تذهب سدى“.

وقال قائد في المعارضة السورية المدعومة من تركيا إن مقاتليها بدأوا عملية عسكرية يوم الاثنين ضد الجيش السوري بالقرب من مدينة سراقب الواقعة جنوبي تفتناز بمساعدة المدفعية التركية.

’حرب استنزاف‘

تزامنا مع تصاعد حدة الصراع في إدلب، التقى مسؤولون أتراك وروس في أنقرة لإجراء محادثات. وتدعم كل من الدولتين طرفا من الطرفين المتحاربين في سوريا حيث ساعد تدخل موسكو العسكري في عام 2015 في ترجيح كفة الحرب لصالح الأسد.

وقال جليك إن اجتماع يوم الاثنين، وهو الثاني خلال ثلاثة أيام، لم يسفر عن نتائج ملموسة وإن المحادثات سيتم استئنافها.

وتقول روسيا والحكومة السورية إنهما تقاتلان الإرهابيين في إدلب التي يسيطر عليها إلى حد كبير مسلحون متشددون.

وقال غالب دالاي الباحث الزائر بجامعة أوكسفورد ”إنها حرب استنزاف بين موسكو وأنقرة يختبر فيها كل بلد مدى قدرة الآخر“.

وأضاف أنه رغم المخاطر من تفاقم هذه الأزمة فإن من الممكن إدارتها من خلال اتفاق يتم إبرامه بين أنقرة وموسكو بشأن منطقة عازلة على الجانب السوري من الحدود مع تركيا يمكن أن يتخذها اللاجئون ملاذا لهم.

لكن صعوبة الوفاء باحتياجات النازحين يزداد يوما بعد يوم.

وقال ديفيد سوانسون المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ”منذ الأول من ديسمبر ترك نحو 689 ألف رجل وامرأة وطفل منازلهم في شمال غرب سوريا… بما في ذلك قرابة 100 ألف خلال الأسبوع المنصرم فقط“.

وأضاف أن الوضع المأساوي ازداد سوءا في إدلب التي كان قد رحل عنها ما يزيد على 400 ألف شخص في الفترة بين شهري أبريل نيسان وأغسطس آب العام الماضي بسبب معارك سابقة.

Optimized by Optimole