هآرتس: حان الآن دور غانتس

هآرتس: حان الآن دور غانتس
Spread the love

قرار القائمة المشتركة التوصية بزعيم “أرزق أبيض” بني غانتس كمرشح لرئاسة الحكومة لدى الرئيس رؤوفين ريفلين، هو قرار يستحق الثناء. يجب عدم الاستخفاف بقرار ممثلي الجمهور العربي في إسرائيل التوصية برئيس أركان سابق كمرشح من قبلهم لرئاسة الحكومة. ويجب عدم التقليل من شهامة الروح السياسية التي أظهرتها القائمة المشتركة بزعامة أيمن عودة، التي اختارت ضبط النفس إزاء الأفلام التي بدأ بها غانتس حملته الانتخابية، والتي تباهى فيها بقتل 1364 من أبناء شعبهم في عملية “الجرف الصامد”، وتفاخر بصور دمار أحياء سكنية كاملة في غزة.
هذه هي أول توصية من جانب الأحزاب العربية لمرشح لرئاسة الحكومة منذ سنة 1992، حين أوصى أعضاء الكنيست من حداش وراعم بتكليف يتسحاق رابين تأليف الحكومة.
حينها، كما اليوم، أيدوا مرشحاً أقل ما يقال عنه إنه ليس المرشح المثالي بالنسبة إليهم. عودة وزملاؤه أوصوا بغانتس الذي يعتبرونه أهون الشرين. لقد أدركوا أن عدم التوصية به هو كمَنْ يوصي ببنيامين نتنياهو- رئيس الحكومة الذي حرض عليهم بلا هوادة ومن دون توقف طوال سنوات ولايته، وبكثافة خلال كل دورة انتخابية. لم يحظ غانتس بتأييد يستحقه من جانبهم، بل جاء ذلك “بفضل” حكم نتنياهو الفاسد والمفسد، والذي وسم العرب في إسرائيل بالعدو داخلي، والطابور الخامس، والمتواطئين الخطرين مع الإرهاب.
عضو الكنيست أحمد الطيبي غرّد بالأمس بعد القرار قائلاً: “اليوم هو يوم تاريخي: سنفعل ما ينبغي فعله لإسقاط نتنياهو.” قرار أعضاء الكنيست العرب هو فعلاً تاريخي، ويبقى فقط أن نأمل الآن أن يكون زعماء “أزرق أبيض”، وعلى رأسهم غانتس، في مستوى اللحظة التي أوجدها عودة ورفاقه. من أجل هذا ينبغي لغانتس ورفاقه تغيير توجههم بصورة جوهرية. مطالب القائمة المشتركة تتضمن، من جهة، وقف الهدم في القرى العربية، وتشكيل طاقم يدرس قضايا القرى غير المعترف بها، وإلغاء قانون كامينيتس الذي شدد العقوبات على تجاوزات البناء، والدفع قدماً بقرارات الحكومة لمحاربة العنف في المجتمع العربي. في موازاة ذلك، هم يطالبون بإلغاء قانون القومية والبدء بعملية سياسية. خطوة عودة ورفاقه ستفرض على غانتس القيام بتغيير جوهري في علاقة المجتمع الإسرائيلي بمواطني الدولة من العرب وشرعية تمثيلهم السياسي. وصمة قانون القومية التي ترسخ التفوق اليهودي والدونية العربية يجب إزالتها من كتاب القوانين في إسرائيل.
لقد ذكرنا عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان في الأمس أي حكومة وأي خطاب على حكومة برئاسة غانتس وضع حد لهما، وذلك عندما وصف أعضاء القائمة المشتركة بالأعداء. يتعين على الرئيس ريفلين أن يعطي غانتس فرصة تأليف حكومة تساهم في اندماج المجتمع العربي بدلاً من التحريض عليه.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية