هآرتس: ترامب ضد نتنياهو

هآرتس: ترامب ضد نتنياهو
Spread the love

بداية المؤشرات على مفاوضات مباشرة بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني، تعزز المنطق الذي وجه إدارة أوباما وقاد إلى توقيع الاتفاق النووي. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي ثارت ثائرته حينها لمنع التوقيع، وحتى ألقى خطاباً أمام الكونغرس الأميركي ضد الاتفاق، سيضطر إلى الاعتراف بأن المسار الدبلوماسي ليس خياراً سيئاً لأوباما اليساري والضعيف فحسب، بل ويبدو حتى أن ترامب – صديقه ومحرر السفارة الأميركية في القدس وفاتح رامات ترامب في الجولان – يدرك أيضاً أن الاتفاق مع إيران هو أفضل من الحرب.
بعد ثلاثة أعوام كان خلالها تأثير نتنياهو في المسألة الإيرانية واضحاً على ترامب ومحيطه، يُلاحظ تراكم مؤشرات تشير إلى تغير التوجه في واشنطن: قبل أسابيع دُعي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى قمة الدول الصناعية السبع في فرنسا، والتي حضرها ترامب أيضاً. وخلال الأسبوع الماضي في لندن، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر: “يبدو أنه بمعان متعددة تقوم إيران بخطوات تتوجه فيها نحو وضع يمكن فيه إجراء محادثات، وآمل أن يجري هذا حقاً.” وفي الأمس، قال ترامب نفسه إن ليس لديه مشكلة إطلاقاً في الاجتماع بالرئيس الإيراني، وإن اجتماعاً من هذا النوع يمكن أن يحدث.
هذه الرسالة اختار ترامب أن يبعث بها بعد ساعات معدودة من المؤتمر الصحافي الخاص الذي عقده نتنياهو- على غرار المؤتمر الذي عقده في حينه كي يدفع ترامب إلى الانسحاب من الاتفاق- وأعلن فيه أن إسرائيل عثرت على منشآت أُخرى استُخدمت في المشروع النووي الإيراني. وهو مؤتمر دعا نتنياهو فيه المجتمع الدولي إلى أن “يستيقظ ويفهم أنهم [الإيرانيون] يكذبون طوال الوقت، وأن عليه الانضمام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.”
يبدو كلام ترامب كرفض لدعوة نتنياهو، كما أن استعداده للاجتماع بروحاني يضعه في صف واحد مع المجتمع الدولي، بزعامة فرنسا، والذي يطالب بالعودة إلى مسار المفاوضات. في الأمس ذهب ترامب بعيداً وأقال مستشاره للأمن القومي جون بولتون – العنصر الأكثر صقرية في الموضوع الإيراني.
لا يمكن الاستخفاف بالتغيير. فمن وجهة نظر نتنياهو، يشبه الاتفاق النووي مع إيران اتفاق ميونيخ سنة 1938، وبالنسبة إليه روحاني هو المقابل لهتلر، وأي محاولة للتفاوض مع النظام الإيراني هي دليل على مسايرة وانهزامية كاللتين أظهرهما رئيس الحكومة البريطانية آنذاك تشامبرلين. لقد وصف نتنياهو روحاني كزعيم لا يمكن التفاوض معه، مثلما كان ينبغي عدم التفاوض مع هتلر. وحقيقة أن يصرح ترامب بأن ليس لديه مشكلة في الاجتماع بروحاني هو رفض لـ “نموذج ميونيخ” بحسب وصف نتنياهو للاتفاق النووي. التغير في مواقف ترامب يسحب البساط من تحت حملة نتنياهو الانتخابية، التي من جهة تقدم إيران كوحش نازي، ومن جهة أُخرى تعطي الثقة لرئيس أميركي يرحب بالتفاوض مع إيران.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية