دولة جزء من مواطنيها

دولة جزء من مواطنيها
Spread the love

افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية —

الكلام الذي كتبه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على صفحته على الفايسبوك، رداً على الكلام الذي نشرته الممثلة والمذيعة في التلفزيون روتام سيلع على حسابها على إنستغرام، هو اعتراف علني بأنه عن طريق قانون أساس “قانون القومية” لم تعد دولة إسرائيل دولة ديمقراطية.
في يوم السبت نشرت سيلع تعليقاً شجاعاً احتجّت فيه على عملية نزع الشرعية عن التمثيل السياسي للعرب. جاء في التعليق: “تجلس ميري ريغيف وتشرح لرينه ماتسليح [ مقدمة تلفزيونية] أن على الجمهور أن يكون حذراً، لأنه إذا انتُخبَ بني غانتس إلى حد معيّن، سيكون مضطراً إلى تشكيل حكومة مع العرب. رينه ماتلسيح تصمت. أسأل نفسي لماذا لم تسألها ماتسليح باستغراب – ما هي المشكلة مع العرب؟ يا ربّ السماوات، يوجد مواطنون عرب في هذه الدولة. متى سيأتي شخص في هذه الحكومة ليقول للجمهور إن إسرائيل هي دولة لجميع مواطنيها…”
رداً على كلامها، نشر نتنياهو تعليقاً صحح ما كتبته: “إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها، بحسب قانون أساس القومية الذي وافقنا عليه، إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي – وله وحده. ليس هناك أي مشكلة مع مواطني إسرائيل من العرب – هم متساوون في الحقوق مثلنا كلنا”، اتفق معها [يشأن العرب]، وتطرق إلى الميزانيات التي حولتها حكومته إلى القطاع العربي، لكنه سعى لأن يوضح أنه هنا ينتهي الإحسان المستعدة إسرائيل لتقديمه إلى العرب. في السلطة التشريعية هم أقل مساواة. والدليل: “ليس لدى لبيد وغانتس أي وسيلة لتشكيل الحكومة [من دون تأييد الأحزاب العربية] ومثل هذه الحكومة ستزعزع أمن الدولة ومواطنيها”.
هنا يتضح ما كان خافياً: هدف قانون القومية أن يوضح للمواطنين العرب أنهم في نظر الدولة مواطنون من الدرجة الثانية. صحيح أنهم “متساوون في الحقوق مثلنا”، لكن يجب أن يعرفوا أن الدولة ليست لجميع مواطنيها، ونظراً إلى أن إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها، أية ظروف سياسية تتألف في إطارها حكومة تشمل أحزاباً عربية “ستزعزع أمن الدولة ومواطنيها”. وعلى الرغم من عدم وجود اعتراض على أن إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي، يعترف نتنياهو بأن قانون القومية رسّخ تفوّق اليهود في القانون، وأقرّ بأن إسرائيل هي دولة يهودي أو أميركي أو بلجيكي، أكثر منها دولة مواطن عربي من مواليد البلد. وهو يكشف في كلامه السبب الحقيقي للإغفال المقصود لقيمة المساواة كقيمة تأسيسية في دولة إسرائيل، كما جاء في وثيقة الاستقلال، ويقوّض الأرض التي تقوم عليها أسس النظام الديمقراطي في إسرائيل.
في ضوء كلام نتنياهو ليس لدى مؤيدي قانون القومية من سبيل آخر للاستمرار في الدفاع عنه والادعاء أنه لا يمس بالديمقراطية. من المؤسف أن ليس لدى جنرالات قائمة أزرق أبيض الشجاعة المدنية التي تملكها سيلع، وهم يواصلون التعاون مع نزع الشرعية التي يقوم بها نتنياهو عن العرب في الكنيست.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية