آن الأوان لنوقف تنكّرنا ليهود الشتات

آن الأوان لنوقف تنكّرنا ليهود الشتات
Spread the love

بقلم: رون برشاور ويانيف كوهين —

بيّن قرار المستشار القانوني للحكومة والدعاية الانتخابية، غاب عن الأنظار حدث دراماتيكي ومهم بالنسبة إلى دولة إسرائيل. في يوم الثلاثاء الماضي وافق البرلمان البريطاني على إعلان حزب الله كله كتنظيم إرهابي في بريطانيا. صحيح أن قرار بريطانيا هو فوز مهم محدود وأولّي، لكنه مهم جداً. إن تصنيف حزب الله كتنظيم إرهابي في العالم كله هو مصلحة إسرائيلية ودولية واضحة. والدلالات هي تنظيم أقل قوة، وأقل تسليحاً، واضعاف قوته السياسية في لبنان. لكن المهم في هذا القرار هو من وقف وراءه، وما لا يقل أهمية من لم يقف.
قبل كل شيء، من المهم التشديد على أن القرار ليس شأناً إسرائيلياً أو يهودياً، واتُّخذ قبل كل شيء لاعتبارات سياسية بريطانية داخلية، لها في هذا المجال تأثير إيجابي على المستوى الدولي.
وهذا أمر مشروع، وهو أيضاً الطريقة التي يجب أن تجري فيها الأمور. من الصعب أن نجد دولة في العالم تقف في مواجهة تنظيم مثل حزب الله، فقط لأنه يهدد إسرائيل. يجب عليها أن تدرك أن هذا يصب في مصلحتها، سواء لاعتبارات سياسية ضيقة، أو من أجل مصلحة أمنية وطنية واسعة. لكن أيضاً عندما يكون المقصود مصلحة داخلية لهذه الدولة أو تلك، أحياناً يجب على طرف ما أن يساعد الدولة على رؤية هذه المصلحة. في حالة بريطانيا دخل لاعبون مهمّون إلى الصورة.
اللاعب الأول، والمركزي في إعلان البرلمان البريطاني، هو الجالية اليهودية في المملكة المتحدة- أفراد قادوا أفكاراً وأفعالاً في الموضوع وجمعوا مخزوناً من المصالح الداخلية. إلى جانبهم عملت منظمات المجتمع المدني من الجالية، ونشطاء موهوبون، يعملون في هذا الموضوع منذ عدة سنوات. هم الذين دفعوا قدماً بالموضوع، وأمدّوا الحوار بالمعلومات وأثاروا اهتمام الجمهور حياله.
اللاعب الثاني الذي لعب دوراً في هذه المعركة هو منظمات المجتمع المدني الإسرائيلية. هذا ما نفعله نحن وآخرون منذ عدة سنوات- نحقق، ونكتب، ونتحدث، ونخطب ونسافر إلى شتى أنحاء أوروبا وسائر العالم لإقناع كل من هو مستعد لأن يسمع وسط الجمهور ومتخذي القرارت، بـأن حزب الله تنظيم إرهابي دولي- شبكة جريمة، مخدرات ونشر لأفكار راديكالية عالمية قاعدتها أوروبا.
هنا نعود إلى السؤال من الغائب الأكبر – إنه دولة إسرائيل. سيكون هناك من يحاول أن يركب الموجة وأن يتباهى بإنجاز ليس له، لكن دولة إسرائيل الرسمية – وخصوصاً خدماتها الخارجية – لم يكن لها دخل فعلاً في الإعلان البريطاني. وليست هذه حادثة معزولة – لا تخوض دولة إسرائيل معركة سياسية ضد حزب الله، وضد “حماس”. وهناك أسباب كثيرة لذلك – ضعف الآليات، وتفكُّك الأجهزة، وتركيز الموارد في الصراع ضد نزع الشرعية، وعدم وجود ميزانيات وغيرها.
النجاح البريطاني هو حلقة فقط في سلسلة تأييد يهود الشتات لدولة إسرائيل. تأييد يشارك فيه المحافظون والليبراليون، وهو موجود هناك منذ أكثر من 70 عاماً.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية