البرنامج الانتخابي لتحالف أزرق أبيض صيغة مخفّفة من برنامج حزب “يوجد مستقبل”

Spread the love

بقلم: حاييم ليفنسون – محلل سياسي إسرائيلي —

عن قصد أو غير قصد، البرنامج الانتخابي لحزب أزرق أبيض الذي نُشر اليوم (الأربعاء) يعطي الطابع النهائي للحزب كمجموعة مختارة من الأشخاص الجيدين من دون طريق حقيقي. والبرنامج هو عملياً صيغة محررة ومختصرة من 46 صفحة من برنامج حزب يوجد مستقبل، المنشور قبل شهر في كتيب سميك يتألف من 206 صفحات.
يمكننا التعرف على آراء الحزب [المتشكَّل من تحالف حزبي “مناعة لإسرائيل” و”يوجد مستقبل”] من خلال الفجوات بين البرنامجين. في برنامج يوجد مستقبل كتب عضو الكنيست عوفر شيلح فصلاً مهماً عن مبادى الأمن في دولة إسرائيل لم يظهر في برنامج أزرق أبيض. وبدلاً من خطة تنظم العلاقات بين الحكومة والمؤسسة الأمنية، علينا فقط الاعتماد على حكمة رئيس الأركان السابق بني غانتس.
لكن هناك اقتراحات أُخرى حُذفت: اختفى قانون العار الذي يمنع كلّ من أُدين بجناية مشينة من العودة إلى السياسة، والذي حاول رئيس الحزب يائير لبيد الدفع به قدماً أكثر من مرة. هذا القانون موجّه بصورة خاصة ضد رئيس حزب شاس، آرييه درعي، ولهذا السبب يبدو أنه وُضع على الرف. اختفت أيضاً اقتراحات يوجد مستقبل بشأن إلغاء مناصب وزير من دون حقيبة وتقليص عدد الحكومة إلى 19 وزيراً. في الجزء المتعلق بالدين والدولة، فإن اقتراح يوجد مستقبل إعادة تنظيم منطقة الحائط الغربي وتخصيص مساحة صلاة متساوية للنساء والرجال، وُضع أيضاً على الرف.
الجزء السياسي من البرنامج مُعتم. صحيح أن أزرق أبيض يعلن نيته القيام بخطوات سياسية، لكن ماهيتها الدقيقة مكتومة وسرّية. يقول إنه سيتعاون مع الدول العربية المعتدلة (إذا كانت السعودية التي تذيب بالأسيد معارضيها السياسيين هي دولة معتدلة)، وهو ضد الإسلام المتطرف؛ وسيسمح بحياة طبيعية في كل المستوطنات، لكنه لا يفصّل ماهية الحياة الطبيعية. الحزب لن ينفّذ انفصالاً [عن المناطق المحتلة]، وسيبادر إلى عقد مؤتمر إقليمي، وسيحافظ على القدس الشرقية، وفي الواقع هو سيفعل كل ما يفعله بنيامين نتنياهو، فقط باللونين الأزرق والأبيض.
الجزء الاجتماعي ممتلئ باقتراحات جيدة ورائعة. ليس هناك حقاً من يعارض تحسين الخدمات المقدمة إلى أصحاب الحاجات الخاصة، أو إدخال عاملين اجتماعيين إلى جهاز التعليم. في الموضوع المركزي الإسكان، يقترح أزرق أبيض: “سنزيد العروض على الشقق. وسيزيل أزرق أبيض الحواجز البيروقراطية التي تعرقل إنجاز مشاريع قائمة”. يبدو هذا رائعاً على الورق، لكن تدل التجربة على أن نظام التخطيط في إسرائيل مؤلف من عدد كبير من الأطراف، وواجه صعوبة في إدخال تغييرات عليه حتى سياسيين من ذوي الخبرة وعداونيين من أمثال موشيه كحلون. أيضاً لبيد عندما كان وزيراً للمال، قدّم قانوناً للتخطيط والبناء لم ينجم عنه شيء على الرغم من الآمال.
من الصعب معرفة على آراء الحزب المشترك من خلال البرنامج. هو مجموعة أقوال تبدو جيدة لكن من دون خيط رابط أيديولوجي أو خطط ملموسة وهدف واضح. ربما هذا ما تريده أغلبية ناخبي الوسط: أشخاص جيدون وشخصيات لها قيمة معنوية، وليس أيديولوجيات نارية تصطدم بالواقع.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية