12 سنة فقط للحفاظ على كوكبنا

12 سنة فقط للحفاظ على كوكبنا
Spread the love

بقلم اوليفيا البرستين – ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو —

شدوا الأحزمة يا أعزائي في سيارتكم التي تعب الوقود عباً وتهيئوا لأسوأ رحلة في تاريخنا.
أصدرت لجنة الأمم المتحدة للتغيّر المناخي تقريراً حاسماً في هذا الخريف يحذر من بقاء 12 سنة لا غير أمام البشر –حتى عام 2030- قبل أن يصل الاحترار العالمي إلى مستوى كارثي.
استنتج التقرير أن العالم يجب أن لا يسمح لدرجات الحرارة العالمية أن ترتفع أكثر من 1.5 درجة مئوية وإلا حدث المصاب الأفدح. وإن لم نتخذ إجراءات جذرية فنحن في طريقنا إلى هناك بلا ريب.
تخيّل أن هذه هي منصتك التي تسيطر عليها والأبواق تصدح بالنذير، محفزة إيانا على العمل بشكل شمولي لمعالجة التغيّر المناخي الآن أو نفقد سلامنا إلى الأبد.
توقع التقرير زيادة ملحوظة في خطر الكوارث المرتبطة بالمناخ مما يؤثر على الصحة والمعيشة والغذاء والمياه والأمن والنمو الاقتصادي.
ومع إرتفاع مستويات البحار ودرجات الحرارة العالمية سوف تختفي المجتمعات التي تعيش في المناطق المنخفضة وترتفع الوفيات المرتبطة بإرتفاع الحرارة إضافة إلى أمراض مثل حمى الضنك والملاريا. وسوف تضيف المناطق غير الصالحة لسكنى البشر آئنذاك مزيداً من الوقود لأزمة اللجوء. كما تتدنى الموارد مثل الزراعة والمحاصيل في مناطق أساسية متأثرة بالتغيّر المناخي.
وما تلك إلا نظرة خاطفة على العقوبات العشرة المماثلة للطاعون التي سنحصل عليها جراء تهديدنا لكوكبنا الرائع.
نواجه مستقبلاً مظلماً وإن إستطعنا ايقاف الإرتفاع عند 1.5 درجة مئوية وهو الأمر الذي لا يبدو قيد الإنجاز.
وبالنسبة للأفراد في مقتبل العمر من أمثالي تبدو سنواتنا الذهبية على وشك الإفول.
هناك رسالة مهمة يجب أن تصل للجميع قبل أن تندلق في مخبئك المهيأ للكارثة العظمى أو تدعو ربك أن يخترع أحد من البشر سفراً فضائياً يجوب الكواكب: لم يتبقَ لدينا كثير من الوقت لإنقاذ الكوكب الوحيد الذي نستطيع العيش فيه ويجب أن نعمل جميعاً لإنقاذه مهما كلّف الثمن.
تضمن التقرير بعض التوصيات المهمة للتخفيف من تلك الكارثة الآزفة.
تستطيع الحكومات والشركات والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والأفراد على إختلاف مشاربهم لعب دور أساسي لحل هذه الأزمة. يجب أن نعمل وهذا بمقدورنا الآن وبسرعة وبكل تعاون على المستوى المحلي والعالمي قبل أن يفوت الأوان.
ويؤكد التقرير أن العمل الفردي أو الفشل في التعاون لن يصل بنا إلى بر الأمان.
لن تكفي إتفاقية باريس للمناخ وحدها. نحتاج إلى جهود على غرار تلك التالية للحرب العالمية الثانية وسيكون الإنتصار فوزنا بكوكب معافى ينبض بالحياة.
يشير التقرير أيضاً إلى الحاجة لمنح العدالة والمساواة حصة أثناء إنتقائنا للحلول.
فبعض الدول مثل الولايات المتحدة مساهمة ريادية في إنبعاثات غاز الدفيئة وغيرها من مسرعات التغيّر المناخي. وبعضها الآخر يساهم بشكل أقل في الإنبعاثات ولكنها أكثر عرضة للضرر الكارثي. وبعض الدول في المناطق المنخفضة (والتي تعتمد إتفاقية باريس على موافقتها) ستصبح حرفياً تحت الماء إذا إرتفعت درجات الحرارة أكثر من الحد الذي حدده التقرير.
وخلاصة القول يجب أن تساهم الدول المسببة لأكبر قدر من التغيّر المناخي بأكبر حصة لجهود إصلاحه ومساعدة الأكثر تضرراً على التكيّف مع عواقبه.
ماذا تستطيع فعله بالإضافة إلى التخلّي عن اللحوم والسيارة والأكياس والماصات البلاستيكية؟
يجب أن تشجع حكومتك المحلية والقومية على تبنّي الطاقة المتجددة بشكل تام خلال العقد القادم وأن تمنع التصديع وغيره من طريق إنتاج الوقود الأحفوري والتي ستقودنا إلى الهاوية أسرع مما نظن، ناهيك عن الأخطار الماحقة الأخرى على صحة البشر. ويجب أن تطلب من الحكومة الإتحادية تطبيق توصيات التقرير والإلتزام بالعمل مع بقية دول العالم للعمل بحزم. وإذا كنت ستصوت في الإنتخابات تذكر الكوكب البائس وأنت تفعل ذلك.

المصدر:
https://otherwords.org/we-have-12-years-to-save-or-lose-our-only-home/?fbclid=IwAR0zObdmbIgF3P8YYjuWA3vDOTo4c26otwvSwW-Yvf7Xtzzu7T_dGk_fR8o

Optimized by Optimole