يسرائيل هيوم: تقديم مساعدة إلى الجيش اللبناني؟ ليس من مصلحتنا

يسرائيل هيوم: تقديم مساعدة إلى الجيش اللبناني؟ ليس من مصلحتنا
Spread the love

شجون عربية – يتسحاق لفانون – سفير سابق إسرائيلي/

اعترفت إسرائيل للمرة الأولى قبل قرابة أسبوع على لسان وزير الدفاع أنها اقترحت 4 مرات تقديم مساعدة مباشرة إلى الجيش اللبناني، في ضوء أزمته الصعبة. هذه الاقتراحات يمكن أن تكون مثيرة لو كان لبنان هو الدولة التي عرفناها. ليس واضحاً لماذا رأت إسرائيل ضرورة تكرار الاقتراح 3 مرات بعد رفض لبنان الاقتراح الأول. الاقتراحات الإضافية لن تغيّر الواقع، ولا الرد اللبناني.
سأبدأ من النهاية. الجيش اللبناني لا يستطيع قبول مساعدة مالية مباشرة منا، ببساطة، لأن ذلك ممنوع. يحرص الأميركيون على تسليح الجيش اللبناني من أجل تعزيز قوته. هم لا يقترحون عليه مساعدة مالية مباشرة، لأن الحكومة في بيروت هي التي تقرر ذلك. لم يعد الجيش اللبناني مجموعات طائفية تستطيع أن تطلب مساعدة المانحين كما يفعل حزب الله مثلاً، كطائفة وتنظيم إزاء إيران.
عندما توجهت وزارة الخارجية اللبنانية إلى السفراء في العالم وطلبت منهم المساعدة في استمرار وجود سفاراتها في الخارج واستمرار عملها، رفضت أميركا ذلك لعلمها بأن هذا ممنوع.
في قرارة نفسها، تعتقد واشنطن أن جيشاً لبنانياً قوياً هو الوحيد القادر على الوقوف في مواجهة حزب الله عندما تحين الساعة. لكنها على خطأ. على رأس هذا الجيش هناك الجنرال جوزف عون المعروف بعدم تعاطفه مع إسرائيل. كما أن الجيش اللبناني غير مؤهل لتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، الذي يدعو إلى تواجده وحده فقط جنوبي نهر الليطاني في مواجهة إسرائيل. كلنا نعرف أن الواقع مختلف، وأن الجيش يتجاهل انتهاكات حزب الله الممنوع من التواجد في المنطقة. هناك تقارير تتحدث عن مساعدة عون لحزب الله بصورة غير مباشرة. ومع ذلك، تقترح إسرائيل مساعدة هذا الجيش.
في الأشهر المقبلة، ستجري انتخابات عامة للبرلمان اللبناني وانتخابات رئاسية أيضاً، هل في استطاعة الجيش اللبناني تعريض نفسه لانتقادات عنيفة لقبوله مساعدة من “الكيان الصهيوني”؟ إن مهمته الأساسية هي المحافظة على النظام ومنع الاشتباكات بين الطوائف المختلفة. كيف ستوافق الحكومة اللبنانية الحالية على مساعدة إسرائيلية وتكشف ضعفاً من الصعب التحرر منه؟ لماذا يجب أن نكرر هذا العرض الذي جعلنا موضوعاً للسخرية 4 مرات؟ يُقال إن الشعب اللبناني ليس عدواً لنا. لكن لبنان هو فسيفساء من الطوائف المختلفة، ولكلٍّ منها موقف مختلف من إسرائيل. ويجب ألّا ننسى أن هذا الجيش اللبناني تفكك في الحرب الأهلية سنة 1975، وكل جنرال فيه انضم إلى الطائفة التي ينتمي إليها.
ويُطرح السؤال: ما هو الهدف من تعزيز قوة الجيش اللبناني؟ هل من أجل تحسين ظروفه الحياتية، أو لإعداده في حال وقعت مواجهة مع حزب الله؟ في الحالتين، لا مكان لنا هناك. إذا أرادت إسرائيل أن تساعد بصورة فعالة، فتستطيع أن تطرح في رأس جدول أولوياتها إزاء الولايات المتحدة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. هذا سيسمح لبيروت باستخراج الغاز من البحر وزيادة مداخيل الدولة. وبهذه الطريقة تستطيع تحسين ظروف الجيش اللبناني.

المصدر: صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole