تخوّف في الليكود: نتنياهو وترامب سيعيّنان حدوداً نهائية في الضفة

تخوّف في الليكود: نتنياهو وترامب سيعيّنان حدوداً نهائية في الضفة
Spread the love

بقلم: زئيف كام – محلل سياسي إسرائيلي —

•في الأسابيع الأخيرة ترسخ انطباع في مؤسستنا السياسية بأن الحياة قبل اجتماع نتنياهو – ترامب والحياة بعد هذا الاجتماع هما حقبتان مختلفتان. وادّعى كثيرون أن ما كان سائداً في الماضي لن يستمر بعد الآن. وجرى الحديث في اليمين وفي اليسار بقلق أو أمل بانتظار هذا اليوم. لكن بعد وقت قصير من الاجتماع المشار إليه، وفي أعقاب المؤتمر الصحافي المشترك، اتضح أن أيّاً في اليمين أو اليسار لم يكن على حق، فعلامات الاستفهام ما زالت على حالها، والغموض بشأن الوضع المستقبلي للبناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لم يتبدد في أعقاب الاجتماع، وكذلك في ما يتعلق بالخطة المستقبلية المتعلقة بالشرق الأوسط.
•لكن في الليكود وفي حزب البيت اليهودي هناك أشخاص مروا بمسار مختلف عن الذي مر به العديد من أنصار اليمين بعد اجتماع ترامب مع نتنياهو. ووفقاً لكبار المسؤولين هؤلاء في الحزبين، وبعكس صيحات الابتهاج التي صدرت عن بعض أعضاء الكنيست، فإن النية الأساسية لكل من نتنياهو وترامب – خطتهما الكبيرة إذا شئتم – تتعلق باتفاق مستقبلي على تعيين حدود إسرائيل الدائمة في مواجهة الفلسطينيين.
•وبالاستناد إلى هؤلاء المسؤولين الكبار، فمن المفترض أن يتضمن الاتفاق المناطق التي تقوم عليها الكتل الاستيطانية بالإضافة إلى أراضٍ إضافية. لكن كيف سيتم تحديد هذه “الزيادة”؟ هذا حالياً هو المجهول الكبير بالنسبة إليهم. وتتخوف هذه المصادر من أن يعتبر هذا الاتفاق بمثابة إنجاز كبير للزعيمين، مما سيؤدي بحسب وجهة نظرهم إلى تركيز جهدهما الأساسي على هذا الموضوع. ووفقاً لكبار المسؤولين هؤلاء من الحزبين وبعضهم وزراء حاليون، فإن المقصود عملية مترابطة تسعى إلى تعيين الحدود، وتطبيق السيادة الإسرائيلية على هذه الأجزاء، الأمر الذي يمكن أن يلاقي استحساناً من قبل كثيرين من الجمهور الإسرائيلي.
•ما هو الفارق بين ترامب وأوباما في هذا السياق؟ “أوباما أراد أن يفرض اتفاقاً على إسرائيل، بينما ترامب يريد التوصل إلى اتفاق مع نتنياهو يُفرض على الفلسطينيين”، هذا ما أوضحه وزير رفيع. لقد انقلبت الأمور رأساً على عقب. وبكلام آخر، في وضع كهذا سيكون الفلسطينيون أمام احتمالين- إما أن يقبلوا بما بقي من الأرض بعد أن يقرر نتنياهو وترامب ما هي الأرض التي ستعتبر إسرائيلية، وسيكون هذا بمثابة تحقيق حل الدولتين؛ أو أن يقول الفلسطينيون “كلا” وحينئذ سيكون هناك دولة واحدة فقط هي دولة إسرائيل التي ستفرض سيطرتها على المناطق التي قرر الزعيمان تطبيق السيادة عليها، بينما تبقى سائر الأرض على ما هي عليه اليوم.
•في مثل هذا الوضع يكون ما جرى اتفاقاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وفوراً من بعده، تقوم الولايات المتحدة بإقناع أكبر عدد من الدول في العالم بالانضمام إلى الاتفاق والاعتراف به. والتخوف الذي يجري التعبير عنه في حزبي اليمين هو أن يقوم نتنياهو على أساس من هذا الاتفاق الذي سيقدمه بصفته إنجازاً مهماً لإسرائيل بالدعوة إلى انتخابات جديدة. وهنا، فإن احتمال نشوء انشقاق في الليكود شبيه بما حدث بعد طرد المستوطنين من غوش قطيف [في قطاع غزة سنة 2005] سيكون احتمالاً واقعياً لتطور الأمور في الليكود والبيت اليهودي، بحسب مسؤولين كبار.
•ويدّعي هؤلاء: “على الرغم من الفارق بين أوباما وترامب، ومع كل الأجزاء الإيجابية التي تشتمل عليها مثل هذه الخطوة، فإنه سيكون من الصعب جداً على نتنياهو تمريرها داخل الليكود. هل من الممكن تخيّل أشخاصاً مثل أدلشتاين وليفين، وإلكين، وآخرين يصوتون لصالح التنازل عن إيلون موريه وإيتمار ومستوطنات أخرى؟”، وإذا ما وصلنا فعلاً إلى هناك، وبالطبع الطريق إلى ذلك ما يزال طويلاً، سيضطر نتنياهو إلى اتخاذ قرار في شأن ماذا عليه أن يفعل. هل سيمضي إلى انتخابات أم لا؟ وهل سيبقى في الليكود أم سيقيم حزباً جديداً؟ وهل يتمسك بالاتفاق الذي حققه مع ترامب أم سيتخلى عن الموضوع؟ كل شيء ما يزال غامضاً، لكن من وراء الكواليس الأرض بدأت تثور.

•يحدث هذا كله قبل حصولنا على جواب للسؤال بشأن موضوع البناء. لن يكون سهلاً على نتنياهو العودة إلى البلد من دون أن يحمل في جعبته سياسة واسعة للبناء في القدس وفي يهودا والسامرة. على سبيل المثال، إذا قدّم اتفاقاً أميركياً للبناء فقط داخل خطوط البناء في المستوطنات، فإن هذا لن يمر سياسياً، فقد صرح مسؤولون في البيت اليهودي أنهم لن يقبلوا بمثل هذه القيود، ومن المتوقع أن تصدر حتى في الليكود أصوات مشابهة في وقت قريب. وفي الواقع، فإن الاجتماع الاحتجاجي ضد نتنياهو في الكنيست هذا الأسبوع، الذي جرى بمبادرة من زعماء السلطات المحلية في يهودا والسامرة الذين ينتمون إلى الليكود، هو بمثابة تحرك لطيف بالمقارنة مع ما يمكن أن يحصل إذا لم يحدث تغيير مهم في موضوع البناء.

المصدر: موقع “nrg” الإسرائيلي، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole