الجولان مقابل إيران

الجولان مقابل إيران
Spread the love

بقلم: تسفي هاوزر – أمين سر الحكومة الإسرائيلية خلال السنوات 2009-2013 —

•انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة يوفر فرصة حقيقية لإعادة فتح النقاش في مسألة “التعويض” الإسرائيلي على خلفية الاتفاق النووي مع إيران. ويجب على إسرائيل أن تعيد صياغة استراتيجيتها بشأن كل ما يتعلق بضمان سيادتها في الجولان، وأن تقنع الإدارة الأميركية الجديدة بوجود ارتباط وثيق بين السيادة الإسرائيلية في الجولان، وكبح مطامع إيران في الشرق الأوسط. يدرك ترامب جيداً الخطر الذي تشكله إيران على المنطقة، وهو الذي وصف الاتفاق النووي بأنه “كارثة على إسرائيل”، ومن الواضح أنه يدرك جيداً الحاجة إلى تحقيق توازن في المعادلة التي نشأت بعد الاتفاق.
•يدل طلب نتنياهو اعترافاً أميركياً بالسيادة الإسرائيلية في الجولان على أن إسرائيل تدرك أنه لا يكفي المطالبة بالحصول على وسائل قتالية متطورة للرد على تزايد قوة طهران. وبالنسبة إليها، فإن التعويض الاستراتيجي المناسب على الاتفاق النووي هو تثبت نهائي للمنطقة الفاصلة الواقعة تحت السيادة الإسرائيلية، وهكذا ينقطع المحور البري “طهران – عين غيف” الواقع على قمة الجبل على مشارف القنيطرة ولا يصل إلى شواطئ بحيرة طبريا. وهكذا فقط يمكن كبح القدرة الهجومية التقليدية لإيران التي تتربص بإسرائيل من الجانب الثاني من الحدود في الجولان.
•إن اعترافاً دولياً بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان التي تشكل 1% فقط مما كان حتى الفترة الأخيرة سورية، لا يشكل مصلحة إسرائيلية فحسب، بل هو قبل كل شيء مصلحة لجميع الذين يتطلعون إلى استقرار المنطقة وكبح النفوذ الكبير لإيران فيها. وحتى دول المحور السني المعتدل لن تقف ضد خطوة معناها جباية ثمن جغرافي من محور الشر الشيعي. وقبل كل شيء، فإن الوقائع على الأرض أقوى بكثير من كل ثوابت الأمس.
•لا يوجد أفق في هضبة الجولان باستثناء الأفق الإسرائيلي، فالفصائل السنية الراديكالية وموطئ قدم لإيران – حزب الله – الأسد في منطقة بحيرة طبريا، لن يتيحا استقرار المنطقة ونهوضها. ويتعين على المجتمع الدولي البدء في التعود على النتائج الجيو – استراتيجية لانهيار الشرق الأوسط. إن حدود الشرق الأوسط التي عرفناها في القرن الماضي تتبدد أمام أعيننا. والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في الجولان هو خطوة مطلوبة كجزء من إعادة تكوين المنطقة وترسيم حدودها من جديد، خاصة في المجال السوري – العراقي الذي تغير بصورة لا عودة عنها.
•إن القدرة الموجودة لدى إدارة ترامب على إجراء نقاش بناء مع روسيا بشأن الشرق الأوسط، وتبعية الأسد المطلقة لروسيا، يمكن أن يخدما المصلحة الإسرائيلية في الجولان. ويتعين على إسرائيل العمل على تنسيق مصالحها مع الولايات المتحدة وروسيا في ما يتعلق بترتيبات “اليوم التالي” للحرب في سورية، والعمل بكل الوسائل من أجل حضور احتياجاتها في النقاش بين الدول العظمى في كل ما يتعلق بمستقبل سورية ونظام الأسد.

•إن اعترافاً أميركياً بالسيادة الإسرائيلية في الجولان، وهو ما طُرح بالأمس في اجتماع ترامب – نتنياهو، هو فرصة تاريخية لنشوء مرحلة تنسيق مكثف من جديد في مواجهة المجتمع الدولي بقيادة الإدارة الأميركية والكونغرس، ليس فقط بشأن ما يتعلق ببدائل السيطرة على المنطقة الواقعة بين مشارف القنيطرة وبحيرة طبريا، بل في ما يتعلق بالإطار العام لتحقيق استقرار المنطقة. إن إسرائيل موجودة في النقطة المثلى مكانياً وزمنياً من أجل تحقيق إنجازات تاريخية جوهرها إلغاء “قدسية” حدود 1967، والتشديد على ضرورة تغيير حدود المنطقة وترسيمها من جديد بما يتلاءم مع الواقع الحالي، ونجاحها مرتبط بقدرة زعمائها على الاعتراف بأهمية اللحظة، والخروج من منطقة السياسات المريحة وبيئة عدم اليقين، ومحاولة التأثير في ما يحدث في المنطقة من أجل إنشاء معادلة سياسية – أمنية جديدة.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole