الوصايا العشر لحجاج بيت المقدس المسافرين بالطريق السينائي كما دوّنها رحالة يهودي

الوصايا العشر لحجاج بيت المقدس المسافرين بالطريق السينائي كما دوّنها رحالة يهودي
Spread the love

بقلم: د. مصطفى وجيه مصطفى* —

 

تركت رحلة حجاج بيت المقدس الأوروبيين المسافرين لمصر في العصور الوسطى؛ ملاحظات عن المدن والسكان والأحداث التاريخية، فقد نزلوا المدن وسجلوا مشاهدات قيمة لم تذكرها المصادر المعاصرة. وكلما طالت إقامتهم في المدن كلما عرفوا المزيد فيفتحون بذلك سبلاً جديدة تكشف غموض بعض الأمور بدقة شديدة ؛لأنها في نهاية المطاف عبارة من معلومات جاسوسية تصل لصانعي القرار في العالم المسيحي / الأوروبي في العصور الوسطى، مثل إشارتهم إلى الإجراءات الجمركية التي اتبعتها سلطات الجمارك بالإسكندرية تجاه الأوروبيين قبل السماح لهم بدخول المدينة، ووصفهم للحركة التجارية الكبيرة. وخط سير القوافل من القاهرة إلى بيت المقدس… وأنواع العملات وتطور الأعمال المالية آنذاك. ونتيجة اهتمام سلاطين المماليك بمحطات الطرق وتأمينها وتأمين القوافل المسيحية والإسلامية .. وتوفير وسائل الراحة على طول الطرق؛ زاد عدد الحجاج والرحالة خاصة رحالة أوروبا مسيحيون أو يهود .

ومن زاوية أخرى، فإننا نلحظ أن اليهودي الأوروبي في مختلف العصور كان يجد أن من فضل الله عليه أن يتاح له حج البلاد المقدسة والتبرك بقبورها وزيارة مقامات الصالحين فيها. إلا أن بيت المقدس لم يكن بعيداً عن اليهودي الشرقي ولم تفصله عنه البحار التي كانت آنذاك يحكمها القراصنة بمباركة البابوية الكاثوليكية , وهو إذا ما أمَّ الديار المقدسة لم يكن يشعر بأنه انتقل إلى محيط مختلف أو بيئة تشذ عن البيئة التي نشأ فيها أكان ذلك في الشام أم في العراق أو مصر فلم يكن بصره يقع على مناظر غير مألوفة لديه كما هو الحال بالنسبة إلى الأوروبي الذي يزور الشرق؛ حيث أن الرحالة لا يسجل إلا ما يجده غريباً على بيئته وبعيداً عن مألوفة ومحيطه. لذلك ربما لا نجد  من بين يهود الشرق من كتب عن رحلته أو دون مشاهداته.

 

الرحلة التي دونت الوصايا للمسافرين:

جاء الأوروبيون إلى عاصمة دولة سلاطين المماليك جماعاتٍ وأفرادًا ملتمسين إذن السلطان المملوكيِّ المُترَفِّع للسائل الأوروبيِّ المتواضع بالارتحال داخل أراضي الدولة، وكذا السماح للرَّحَّالة المسيحيين الغربيين بالسير إلى الأراضي المقدَّسة التي شهدت الوقائع التاريخية لحياة المسيح عليه السلام.  فضلًا عن ذلك؛ فقد كانت لتلك البقاع مكانتها الكبيرة في الوجدان اليهودي؛ لذلك شد اليهود إليها رحالهم متَّخذين من حركة اليهود التوراتية وتنقُّل قبائلهم من مكانٍ إلى آخر معينًا لهم. هذه الهالة التي وضعها الكتبة اليهود هي التي دفعت بصاحب الوصايا العشر لحجاج بيت المقدس المسافرين أن يقطع البحار والأنهار والأودية والقفار حتى يصل إلى تلك الأماكن؛ لذلك جاءت يومياته غنية بمعلومات جغرافية واقتصادية واجتماعية وسياسية وعمرانية في كل البلاد التي مر عليها.

وفي هذا الصدد، يجب الاعتراف بأن الرحالة اليهود تركوا مؤلفات عدة كانت بمثابة المرشد أو الدليل الجغرافي لإخوانهم الذين رغبوا في الارتحال إلى تلك المدينة. وفي ذلك اتفقوا مع الرحالة المسيحيين الذين ألفوا مؤلفات في نفس المضمار. فكانت حكايات أسفارهم وكتب رحلاتهم من أهم المصادر لتاريخ تلك العصور وجغرافيتها؛ ليس لليهود فحسب وإنما للعالم المعروف آنذاك في قارته الثلاث[i].

 

التعريف بصاحب الرحلة:

كان مُقدم الوصايا العشر موضوع البحث؛ ضمن هؤلاء اليهود الذين شدُّوا رحالهم للوصول إلى “القدس” تلك المدينة العريقة التي يعتبرونها سرة العالم ويحجُّون إليها ثلاث مرات في العام، فقد كانت هناك رغبة ملحة تدفع بأتقياء اليهود إلى ركوب الأهوال واقتحام المخاطر لحج بيت المقدس؛ فحج بيت المقدس وإن لم يعد فرضاً على اليهود منذ خراب الهيكل (غير المعروف مكانه بالتحديد) في القرن الأول للميلاد؛ فإن اليهودي التقي كان يشعر بلهفة متأججة إلى زيارة أماكن التوراة وهو غير عابئ بالأخطار التي يمكن أن تحيط به في طريق رحلته خاصة في عصر الحصار الاقتصادي /البابوي. وهو أحد الحاخامين الإيطاليين ويُدعَى ميشولام بن مناحم أوف فولتيرا، اتجه نحو الشرق في الربع الأخير من القرن التاسع من الهجرة/ الخامس عشر من الميلاد 15م/9هـ 1481م/886هـ.

وواقع الأمر أن معرفتنا بميشولام بن مناحم تُعدُّ محدودةً، وهو في ذلك يشبه غيره من الرَّحَّالة الأوروبيين الآخرين الذين توافدوا على المشرق في العصور الوسطى، وغالب ما نعرفه عنه مقتبسٌ من رحلته؛ إذْ يقول عن نفسه إنه يهوديٌّ إيطاليٌّ، من أسرة ثرية عاشت في فلورنسا في القرن الخامس عشر الميلادي/التاسع الهجري، جاء ذكر ذلك عند تعرُّضه للحديث عن يهود القاهرة في رحلته، وذكر أن أحد كبار تجار الأحجار الكريمة اليهود بالقاهرة يُدعى الحاخام أو الرابي موسى دي فيلا R. Moses di Villa  تعرَّف عليه وعرَّفه على ناجيد القاهرة.”[ii].

وفي ضوء ذلك يمكن لنا أن نرجِّح كَوْنَ ميشولام بن مناحم تاجرًا يهوديًّا إيطاليًّا ثريًّا؛ وليس رجل دينٍ، وإن كانت الاشارات التي اجتمعت عنه تُفيد نزعته الدينية التي يغلب عليها حلم اليهود العام بتأسيس مملكة يسرائيل من جديد[iii]، ومن خلال ما كتبه يتضح لنا أنه لم يرتحل إلى “القدس” وحده؛ بل كان له صاحب يهوديٌّ أيضًا يُدعى روفائيل، وقد تحدَّث عنه في بضعة مواضع[iv]؛ وذلك يعني لنا أن ميشولام بن مناحم لم يزُرْ تلك المواقع منفردًا، لكن أراد أن يصحبه أحد رجال الدين اليهود، وهو يشبه في ذلك غيره من الرَّحَّالة اليهود الذين سبقوه برحلات للأراضي المقدسة في فلسطين، منهم بتاحيا الراتسبوني الذي وجد من يرافقه في رحلته[v]، وكذلك صموئيل بن شمشون الذي صحبه في رحلته رجلٌ يُدعى جونثان هاكوهين[vi].

 

خط سير الرحلة

بدأ بن مناحم رحلته بالحديث عن وصوله إلى رودس في الرابع من مايو 1481م ، وكانت (رودس) أول تلك المحطات التي تحدث عنها فور وصوله ، ثم (الإسكندرية)، ومنها إلى (رشيد)، ومن رشيد إلى (القاهرة)، ثم خرج منها عبر الطريق السينائي حتى وصل (غزَّة)، ومنها إلى (الخليل)، ومن الخليل إلى (القدس). وبعد اتمامه الزيارة استعد للرحيل فخرج من القدس إل (الرَّملة)، ثم (يافا)، ولأن صاحب القارب كانت له سلع تجارية في بيروت قادمة من دمشق؛ فقد ذهب بالمسافرين –ومنهم ميشولام- إلى بيروت، وبعدما ذهبوا إلى بيروت لم يجد صاحب القارب البضائع قد وصلت؛ فاضطر إلى الذهاب إلى (دمشق) ومعه باقي المسافرين أيضًا، ثم عادوا إلى بيروت، ومنها أخذوا طريقهم في البحر المتوسط إلى (قبرص) ثم (رودس) عائدًا إلى موطنه، وكان في كل محطة يتناول كثيرًا من صورها الاجتماعية والاقتصادية، وركَّز على أعداد اليهود في كل بلدٍ مرَّ به في رحلته. وقد واجه طوال رحلة سيره صعوبات كثيرة ذكرها.

لذلك حوت رحلة ميشولام بعض التوصيات التي كتبها لتكون عوناً لمن يسير في نفس الطريق الذي سار عليه وهو الطريق من القاهرة للقدس عبر صحراء سيناء الواسعة.  وجدير بالذكر أن وصاياه تلك لم يدونها إلا بعد أن وصل غزة وأطمئن قلبه أنه دخل الأراضي المقدسة في سلام فقدم وصايا عدة لمن يريد أن يأتي من حجاج غرب أوروبا إلى بيت المقدس؛ لكي يتجنب الأخطار على طول المسافة المذكورة (298 ميلًا على حد ذكره).

 

وصايا ميشولام للمسافرين بالطريق السينائي

وفي وصيته الأولى ذكر: أن المنطقة من المطرية إلى غزة كلها صحراء، لذلك وجب على كل مسافر أن يضع على راحلته جوالين، الأول يضع فيه خبزاً والآخر يضع فيه التبن والعلف للدابة، وقربة الماء، لأن الماء الصالح للشرب غير موجود تقريبًا. وضمت هذه الوصية ذكراً على المسافر هو وجوب حمل معه قضيبًا طويلًا مدبدبًا من الحديد، حتَّى يربط فيه راحلته. ويجب أن يكون القضيب طويلًا لأن الرمال لا تمسكه إلا إذا غرس عميقًا في الأرض، فيكون من الصعب اقتلاعه.

ووصيته الثانية هي حمل الليمون لتجنب أضرار حشرات الصحراء المعروفة بقملة فرعون.

وكانت وصيته الثالثة هي السير بصحبة قافلة كبيرة تجنبًا لأخطار اللصوص الذين يتكرر ظهورهم في الصحراء.

والوصية الرابعة هي أن تسير في بطء لسببين: -الأول أن في الصحراء غباراً كثيفاً ورمالاً وتغوص الخيول فيها. والثاني لأن الغبار يرتفع ويدخل الفم ويسبب الجفاف في زور الإنسان ويسبب وفاته بسبب العطش، وإذا تصادف أن شرب من الماء المالح فإنه يسبب له متاعب أكثر عن ذي قبل.

وقدم وصيته الخامسة لمن لا يعرف اللغة العربية فقال إنه يجب عليه أن يرتدي ملابس مثل ملابس الأتراك حتى لا يعرف أحد أنَّه يهودي أو من الفرنجة، كما يمكنه ذلك من عدم دفع كثيرٍ من الضرائب المقررة على الأوروبيين، ولكن على المسافر أن يصنع فوق رأسه غطاءً أبيض مثلما يفعل الأتراك والمسلمون[vii].

ثم قدم نصيحته السادسة بالحديث عن خطر البدو الذين يختفون في الرمال التي تغطيهم حتى أعناقهم، مختبئين دون طعام ولا شراب، ويضعون حجراً أمامهم يحجب رؤيتهم، وهم في هذا الكمين يستطيعون رؤية القادمين الذين لا يرونهم، وعندما يرى هؤلاء قدوم قافلة أقل عدداً أو أضعف جنداً ينطلقون بعد صيحة على زملائهم ويركبون خيولهم بسرعة النمور، حاملين الحراب الخشبية ذات رؤوس حديدية في أيديهم، وهي رماح شديدة الصلابة. كما يحملون أيضاً الميس([viii]) الذي يستخدمه القراصنة لأجل كسر الدروع، وترس مصنوع من الرقاع والقار، هؤلاء يمتطون صهوة الجياد عراة إلا من قميص قصير، من دون بنطال أو نعال، أو مهماز، يفاجئون القافلة ويأخذون كل شيء حتى الملابس والخيول، بل أحياناً يقتلونهم. ولذلك من الأفضل للمسافر أن يكون في صحبة قافلة تركية لأنَّهم حملة أقواس ماهرين، ويخشى اللصوص جانبهم لأنَّهم عراة ولا يقدرون على إطلاق السهام.

ثم كانت نصيحته السابعة لتفادي خطر متجرِّمة البحر، أي القراصنة، الذين يصلون باستخدام مراكب شراعية صغيرة مسلحين، وهم مقاتلون ماهرون يرتدون ملابس الأتراك.

والنصيحة الثامنة قدمها للمسافر عند احتكاكه بمنطقة الجمارك، وذكر عن موظفي الجمارك أنهم إذا فعلت شيئاً غير عادي بالنسبة لهم سوف يفهمون على الفور أنك لست تركيًّا أو مسلماً، هؤلاء الموظفون عيونهم ساهرة يقظة.

وذكر نصيحته التاسعة قائلاً: “وإذا سألتني عن أسلوبهم وماذا يجب أن تفعل، فإنه من الضروري عندما تصل إلى هذه الأماكن، أولا أن تخلع نعلك وتجلس القرفصاء ولا تحاول أن تقف، وإذا سقطت منك كسرة خبز التقطتها، ولكن لا تأكل هذه الكسرة إلا إذا وضعتها فوق رأسك، وعليك أن تدعو من حولك ليشاركوك الطعام، حتى لو كانوا لا يأكلون معك[ix]، لا تخلع أي شيء من ملابسك، وأن تنام في الملابس نفسها، وإذا قدموا لك أي طعام عليك أن تمد يدك وأن تنحني عندما تأخذه، وأنت تتقدم نحوه لتزود نفسك بالطعام، احترس ألَّا تخلع أي شيء من ملابسك وتضعها إلى جانبك على الأرض. عليك ألا تدخل بيت أحد في نعليك ولا تتحدث مع أحد عدا أن تجلس القرفصاء، ولو أن معك رغيفًا واحدًا من الخبز وكوبًا واحدًا من النبيذ، ويأتي رجل فيأخذهم فيشرب ويأكل، عليك ألا تمنعه من ذلك، لأنَّه حتى لو أنهم فعلوا ذلك مع الملوك فلا اعتراض وليس في هذا حرج، وأنه من عادتهم أن يجلسوا في حلقة حول الطعام، وكلهم يأكلون من إناء واحد، السادة والعبيد، كلهم سواء، هم أيديهم إلى الطبق وتخرج حاملة قبضة. جدير بالذكر أنَّهم لا يستخدمون مناديل المائدة ولا سكيناً ولا ملحاً، ولا يغسلون أيديهم إلا بعد تناول الطعام، إذ يغسلون الذراع حتى الكوع، وهناك البعض من ينظف يده باستخدام التراب الناعم الذي له رائحة الريحان. ومن عاداتهم أيضاً ألَّا يقدموا العلف أو الماء للدواب منفردة، بل كل دواب القافلة في وقت واحد، ذلك لأنَّه في شريعتهم خطأ كبير أن ترى الخيول أو صغار واحدة منها تأكل أو تشرب دونها فهذا يؤذيها، وألَّا يستخدم القسوة مع الحيوان. وينبغي ألَّا يتعدى أي شخص حدود الشرع والعادة، وألَّا يعرف أنَّه يهودي أو فرنجي وأنه لذو حظ سيءٍ مَن يقع في هذا…”[x].

وفي نصيحته العاشرة لفت نظر المسافر إلى أنَّه حتى إذا خلت الرحلة من كل هذه الأخطار، فربما يتعرض المسافر لمفاجآت أخرى من بينها أن تنفق الدابة التي يركبها المسافر، أو يصيبها الهزال عندما يصل إلى بيت المقدس، وذلك بسبب الماء المالح الذي تشربه الدواب، ويسبب الحرارة الشديدة، بالإضافة إلى التراب الذي يدخل أفواههم، والرمال التي يغرقون في بحرها حتى الركبة فتصيبهم الآلام والحاجة إلى الطعام في هذه الرحلة الطويلة. ومِن هُنا على المرء أن يكون حريصًا في أساليبه وأن يستجمع أشكال الحكمة حتى ينقذ نفسه من كل هذه الشرور[xi].

لقد كان  السفر في صحراء سيناء مخاطرة ومهمة ثقيلة، فالقدس على بعد مئات من الكيلومترات من الأماكن المنزرعة، فلا اتصال بريدي منظم، ولا قوة حربية مستمرة. وكان لا بد من وضع العطش في الحسبان، وقلة الأدوات، وموت الحيوانات، والأمراض، وسلب الأعراب، وأحياناً المبادرات العدائية لسكان المدن المقدسة. لذلك عمد الرحالة على تقديم وصاياه إسهاماً منه في توسيع الأفق أمام غيره من حجاج غرب أوروبا.

 

 

[i] ) انظر : محمد مؤنس عوض , الرحالة الأوربيون في العصور الوسطى , دار عين (القاهرة)1992م , ص 159.

[ii] ) Meshullam Ben manahem,Itinerary of Rabbi meshullam ben menahem of 1481 (ed) Adler,in J T, (London) 1930,p.271

[iii] ) Meshullam, op.cit,,p.208

[iv] ) تحدَّث عنه في تتبعه لأخبار الإسكندرية p. 163، وكذا في تتبُّعه لأخبار القاهرة p. 167، وعند حديثه عن خروجه من سيناء إلى فلسطين وبعد وصوله إلى القدس p.187،  195.

[v] )  petachia of Retisbon, The Itinerary of Rabbi petachia ,1174-1187A.D., in :J. t., ed. Adler, N., London, 1930,pp.61-90.

[vi] )Samuel Ben Samson, Itinerary  of Rabbi Samuel Ben Samson, , 1210 A. D ., in: J.T ed. Adler, N., London, 1930,pp. 103-110

[vii] ) Meshullam,op.cit,p.182

([viii]) mace وهو قضيب شائك استخدم لكسر الدروع في العصور الوسطى.

[ix] ) Meshullam,op.cit,p.183

[x] ) Meshullam,op.cit,p.183

[xi] )ibid ,p.184

 

*كاتب وأكاديمي مصري.

Optimized by Optimole