الخوف من ترامب في البيت الأبيض

الخوف من ترامب في البيت الأبيض
Spread the love

يجد وزير الدفاع الأميركي نفسه رغماً عنه تحت المجهر فكتاب الصحافي بوب ودوورد الجديد الذي يصدر الثلاثاء ينسب إليه انتقادات شديدة اللهجة ضد الرئيس دونالد ترامب ما يضعه في موقف دقيق.

وفي كتابه بعنوان “خوف، ترامب في البيت الأبيض” نقل الصحافي الشهير الذي كشف مع كارل بيرنستين فضيحة ووترغيت التي كانت وراء استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عن ماتيس أن مستوى الفهم لدى ترامب هو لطفل في العاشرة أو الحادية عشرة بحسب مقتطفات نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الاسبوع الماضي.

لكن ماتيس نفى ذلك على الفور في بيان وقال إن “الألفاظ المهينة بحق الرئيس والتي نُسبت إليّ في كتاب ودوورد لم تصدر عنيّ أو في حضوري”.

ومع أن ماتيس أقر بأن إعداد السياسة عملية “تتسم بالفوضى”، اعتبر تحقيق ودوورد عملاً “من محض الخيال” وأن لجوء الكاتب الى مصادر لم يعرّف عنها يقلّل من مصداقية العمل.

وبدا ترامب راضياً عن بيان وزير الدفاع إذ أعاد تغريده بالكامل وذكره مرات عدة بعدها.

لكنها ليس المرة الاولى التي تُنسب فيها انتقادات حادة بحق ترامب الى مسؤول رفيع في الإدارة فقد أوردت وسائل الإعلام أن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون أشار الى ترامب بأنه “غبي”. وقد أقيل من منصبه بعدها بأشهر.

يصرّ ودوورد على ما جاء في كتابه واتهم ماتيس في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” الاثنين “بأنه لا يقول الحقيقة” ليحتفظ بمنصبه.

وأعلن متحدث باسم البنتاغون هو الكولونيل روب مانينغ في لقاء صحافي أن ماتيس “لم يدل بهذه التعليقات وبالتالي لن يتحمل مسؤوليتها”، مضيفاً “مجرد فكرة أن يكون قد أبدى ازدراء بحق القائد الأعلى للقوات المسلحة مستهجن”.

يتجنب ماتيس الجنرال المتقاعد والمعروف بتحفظه أمام الكاميرات فهو لم يدل سوى بأربع مؤتمرات صحافية متلفزة فقط ويرفض المقابلات لكنه يتحدث بطيبة خاطر الى الصحافيين المعتمدين في البنتاغون.

ويتجنب ماتيس الحديث عن القضايا السياسية أو علاقته مع ترامب ولا يتردد في توبيخ الصحافيين الذين يشيرون الى خلافات مع الرئيس على مرّ الشهور بما في ذلك حول الاتفاق النووي الايراني الذي ندد به ترامب في أيار/مايو بينما كان ماتيس يريد الابقاء عليه أو تشكيل قوة للفضاء وهي فكرة عارضها سيد البنتاغون بينما طالب بها ترامب.

وقال ودوورد إن ترامب سأل خلال اجتماع لفريق الأمن الداخلي في البيت الأبيض لماذا تبقي الولايات المتحدة على وجود عسكري في شبه الجزيرة الكورية؟

وردّ عليه ماتيس “لتفادي حرب عالمية ثالثة” قبل أن يقول لمقربين وقد نفد صبره إن الرئيس يتصرف ك”تلميذ في الخامس ابتدائي أو أول إعدادي”.

وتابع ودوورد أن الرئيس اتصل بماتيس بعد الهجوم الكيميائي في نيسان/ابريل 2017 والذي نُسب الى نظام بشار الأسد وقال له إنه يرغب في اغتيال الرئيس السوري. وقال ترامب لوزير الدفاع “فلنقتله، لنذهب الى هناك ونقتل الكثير منهم”.

وافق ماتيس على التصرف، لكن بعد أن وضع سماعة الهاتف قال لأحد مساعديه إن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات “مدروسة أكثر” ضد سوريا، كانت على شكل غارات جوية عقابية، بحسب ودوورد.

نجح ماتيس حتى الآن في الاحتفاظ بموقف قوي على رأس البنتاغون وغالباً ما يتوجه اليه الحلفاء عندما يهدد ترامب بإلغاء اتفاقات دولية أو تحالفات عسكرية.

لكن دور ماتيس تراجع على ما يبدو في الأشهر الاخيرة بعد تعيين المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو وزيراً للخارجية و”الصقر” جون بولتون مستشاراً للأمن الداخلي لترامب.

ولا يزال من المبكر تحديد ما سيكون عليه تأثير كتاب وودورد على مستقبل ماتيس في الإدارة الحالية.

المصدر: فرانس برس

Optimized by Optimole