هآرتس: الفيروس..بلطجة دبلوماسية

هآرتس: الفيروس..بلطجة دبلوماسية
Spread the love

وزير الخارجية الألماني مايك ماس لن يزور السلطة الفلسطينية. إسرائيل التي قررت تجنيد وباء الكورونا في خدمة مساعيها الدبلوماسية أوضحت لوزارة الخارجية الألمانية أنه إذا زار الوزير السلطة الفلسطينية، سيضطر إلى البقاء في الحجر في إسرائيل مدة أسبوعين. يمكن الافتراض لو أن الأمور تتعلق بوزير الخارجية الأميركي، فإن هذا التقييد لن يطبَّق عليه، مثلما لا يطبَّق على المستوطنين والجنود والضباط الذين “يزورون” كل ليلة أراضي السلطة، ولا على العمال الفلسطينيين الذين تريدهم إسرائيل في خدمات البناء لديها، ولا على الدبلوماسيين الذين يقيمون هناك.

بيْد أن زيارة ماس وموقف ألمانيا عموماً لهما علاقة، بحسب الحكومة، بوباء خطير آخر يفرض التصرف ببلطجة دبلوماسية ضدها: ألمانيا تعارض بشدة ضم مناطق في الضفة الغربية. في رأيها، أنه يمكن أن يضر بالاستقرار في الشرق الأوسط، ويقضي على فرص إجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ألمانيا ليست وحيدة في موقفها. أغلبية دول الاتحاد الأوروبي عبّرت عن معارضتها الشديدة للضم. وهي أيضاً تهدد باتخاذ خطوات ضد إسرائيل إذا اتخذت هذا القرار.

لموقف ألمانيا أهمية إضافية، سواء بسبب شبكة العلاقات الوثيقة، الأمنية والاقتصادية، والتي تقيمها مع إسرائيل، أم بسبب توقُّع أن تكون رئيسة الاتحاد الأوروبي بدءاً من تموز/يوليو، وأيضاً الرئيسة الدورية لمجلس الأمن. في نظرها القانون الدولي ليس كلمة فارغة، والضم، وأيضاً إقامة المستوطنات، يشكلان خرقاً فاضحاً للقانون.

يفضّل بنيامين نتنياهو تبنّي الموقف الأميركي الذي منحه القدرة على تنفيذ الضم، ولا يرى في المستوطنات خرقاً للقانون الدولي. في هذه الأثناء، هو يتجاهل الشرط الأميركي بأن الضم لن يكون خطوة منفصلة، بل سيكون جزءاً من صفقة شاملة. هو لا يعير الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا، أو مصير علاقات إسرائيل مع دول العالم اهتماماً. إنه مضطر أولاً إلى حل النزاع الفكري بين جناحي المستوطنين الذين يضعونه أمام معضلة مصيرية: هل يجب الضم ضمن إطار خطة ترامب التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية، أو الضم ورفض خطة ترامب، كي لا يأتي ذكر اسم الدولة الفلسطينية.

أمن إسرائيل، واستقرار المنطقة، وعلاقة إسرائيل مع دول العالم ومصير مواطني إسرائيل مرتبط اليوم بنتائج الكباش الدائر بين عصابات لصوص الأراضي أنفسهم، وبينهم وبين رئيس الحكومة. وهذا أمر مُناف للعقل لا يمكن قبوله. يتعين على نتنياهو أن يصغي بانتباه أكبر إلى وزير الخارجية الألماني الذي يضع مصالح إسرائيل نصب عينيه، وليس إلى مجموعة من الخارجين على القانون الذين يعتبرون الدولة ملكيتهم الخاصة.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole