“نيويورك تايمز”: الكاظمي المدعوم أميركياً هو الحل الراهن لإيران

“نيويورك تايمز”: الكاظمي المدعوم أميركياً هو الحل الراهن لإيران
Spread the love

باختيار مصطفى الكاظمي، أصبح للعراق أول حكومة حقيقية منذ أكثر من خمسة أشهر. ستواجه مجموعة من المشاكل الصعبة.

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن البرلمان العراقي قد اختار رئيس المخابرات السابق المدعوم من الولايات المتحدة رئيساً جديداً للوزراء في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، مما أعطى للبلاد أول حكومة حقيقية لها منذ أكثر من خمسة أشهر في الوقت الذي تواجه فيه مجموعة من الأزمات.

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي (53 عاماً) الذي اشتهر بالبراغماتية يعد خياراً مقبولاً لإيران، القوة الأجنبية الرئيسية الأخرى التي تنافس على النفوذ في العراق.

والسيد الكاظمي هو أول رئيس وزراء حقيقي للعراق منذ استقالة سلفه عادل عبد المهدي في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي في مواجهة الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة.

وقد وعد الكاظمي بالفعل باتباع نهج جديد لمعالجة الاضطرابات الاجتماعية، والاجتماع بالمتظاهرين والتشاور معهم بدلاً من دعم جهود الحكومة السابقة المتفرقة لسحق أو تجاهل الاضطرابات. لكن الحركة الاحتجاجية التي نشأت بسبب فساد الحكومة واستمرار البطالة في الخريف الماضي لم تعد أزمة الحكومة الأكثر إلحاحاً. إذ جمد فيروس كورونا الاقتصاد، بينما عائدات النفط والغاز، مصدر الدخل الرئيسي للحكومة، هي الأكثر انخفاضاً تاريخياً.

وقد أدى انخفاض أسعار الطاقة إلى خفض الإيرادات التشغيلية للعراق إلى النصف تقريباً، مما يجعل من المحتمل أن يضطر السيد الكاظمي إما إلى تخفيض رواتب موظفي الحكومة أو تخفيض أعدادهم بشكل كبير في الأسابيع القليلة المقبلة. وفي كلتا الحالتين، مع كون الحكومة أكبر رب عمل في البلاد، ستكون للقرار عواقب وخيمة.

كما سيتعين على السيد الكاظمي ومستشاريه تحديد موعد وكيفية إعادة فتح الاقتصاد ورفع حظر التجوال الذي أسكت المدن في البلاد في محاولة للحد من انتشار الوباء.

فمنذ عام 2005، وأول حكومة منتخبة بعد الإطاحة بصدام حسين، كان رؤساء وزراء البلاد من “حزب الدعوة” الشيعي، الذي له أصول دينية وعلاقات وثيقة مع إيران.

ورأت الصحيفة أنه يعتقد أن الكاظمي، الذي كانت مشاركته السياسية أكثر علمانية، أكثر انفتاحاً على المتظاهرين المناهضين للحكومة، وأنه على استعداد لحمايتهم من المليشيات التي هاجمتهم وقتلتهم.

وقال رحمن الجبوري، زميل أول في الجامعة الأميركية في العراق في السليمانية: “مع رئيس الوزراء هذا، يكسر العراق دائرة وجود رئيس وزراء يأتي من الإسلام السياسي. إنه شخص ليبرالي وعلماني”.

ولكن من الناحية الواقعية، سيواجه الكاظمي مقاومة قوية إذا حاول مواجهة الميليشيات مباشرة أو مواجهة الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران ومصالحها الاقتصادية.

ويبقى البرلمان نفسه الذي دعم رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي. وقذ نالت حكومة الكاظمي مصادقة مجلس النواب بأصوات تحالف فتح، ثاني أكبر كتلة في البرلمان، والمكون من أحزاب سياسية شيعية لها علاقات وثيقة بإيران.

وأقر الجبوري بذلك، مشيراً إلى استعداد الكاظمي للتشاور مع المتظاهرين: “لدينا فرصة الآن لزعزعة النظام، ولن نغير النظام، ولكن يمكننا زعزعته”.

سيبدأ أول عمل موازنة حقيقي للسيد الكاظمي في المفاوضات لإعادة تعيين المهمة العسكرية للولايات المتحدة في العراق، وكذلك لمعرفة التزامها بالعمل مع العراقيين في القطاعات الأخرى، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم.

وقال مايكل نايتس، وهو زميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، قد يكون للسيد الكاظمي ميزة في التفاوض مع الأميركيين أكبر من على سياسي أكثر تأييداً لإيران. وأضاف: “يمكن أن يكون قاسياً مع الولايات المتحدة بطريقة لا يمكن أن يكون عليها أي مرشح مدعوم من إيران. المرشح الذي تنظر إليه الولايات المتحدة باحترام يمكن أن يحصل على المزيد للعراق”.

وقد ينتهي هذا الأمر بأهمية إيران، التي كانت غير مرتاحة للوجود العسكري للولايات المتحدة عبر الحدود العراقية.

وقال نايتس في إشارة إلى وزير الخارجية الأميركي: “إذا قال الكاظمي لمايك بومبيو إنه يحتاج إلى شيء بشدة، فالولايات المتحدة منفتحة على عقد صفقات معه”.

وسيتعين على الكاظمي في نهاية المطاف أن يقرر متى تفتح الحكومة البلاد بالكامل، على سبيل المثال، ومتى يسمح لشركات الطيران الأجنبية باستئناف الرحلات الجوية إلى العراق، وهي خطوة مهمة للأعمال التجارية، ولكنها قد تكون خطيرة أيضاً.

يتمتع الكاظمي بخبرة قليلة في السياسة، وفي عمله كرئيس للاستخبارات عمل بشكل أساسي وراء الكواليس. قد يعمل ذلك لصالحه، لأنه ليس لديه الكثير من الملف الشخصي العام كي يعترض الناس عليه. ولكن من الصعب أن نعرف بالضبط كيف سيوازن بين الدفع والسحب من الحكومتين الإيرانية والأميركية.

فهو قريب من العديد من الناس في كل من الولايات المتحدة وأوروبا. أمضى معظم حياته، بعد أن فر من العراق عام 1985، في إنجلترا أو الولايات المتحدة، وكان مديراً لمؤسسة “ذاكرة العراق” لمدة سبع سنوات، والتي وثقت فظائع صدام حسين.

الكاظمي من مواليد بغداد، عمل في المنفى كصحافي وحاصل على شهادة في القانون من جامعة في بغداد.

وفي السنوات الأخيرة، كان قريباً من برهم صالح، الذي يتولى منصب الرئيس العراقي، الذي يتمتع بصلاحيات أقل من تلك التي يمتلكها رئيس الوزراء، والتي استخدمها صالح للعب دور قوي خلف الكواليس. كان السيد صالح، الذي تربطه علاقات عميقة وطويلة الأمد بالولايات المتحدة، هو الذي رشح السيد الكاظمي في 9 نيسان / أبريل، بعد فشل مرشحين آخرين.

وقال الشيخ صالح العبيدي، المتحدث بإسم مقتدى الصدر، إن إيران اعترضت على اختيار سابق هو عدنان الزرفي، لكنها تعتبر الكاظمي “الحل في الوقت الراهن”.  

وقال العبيدي: “مع الكاظمي لا يوجد تاريخ. إنه من النوع الذي حاول ألا يكون ضد أي شخص”.

وختمت “نيويورك تايمز” قائلة إنه يبدو أن الولايات المتحدة ملتزمة التزاماً حقيقياً بالسيد الكاظمي وساعدت بهدوء في حشد الدعم له بإخبار الفصائل السياسية العراقية بأن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات عدة لدعم البلاد، إذا صوت البرلمان لصالح حكومة الكاظمي.

المصدر: عن الميادين نت

Optimized by Optimole