تصاريح الخروج لسكان غزة من المسيحيين نموذج لتفاهة بيروقراطية الاحتلال

تصاريح الخروج لسكان غزة من المسيحيين نموذج لتفاهة بيروقراطية الاحتلال
Spread the love

يبلغ عدد السكان المسيحيين في القطاع نحو 1200 شخص. قبيل عيد الميلاد، طلب 951 شخصاً منهم تصاريح للخروج إلى بيت لحم والقدس، بهدف المشاركة في عيد الميلاد والاجتماع مع أبناء عائلاتهم. لكن بينما حصل في السنوات الماضية 300 إلى 500 شخص على تصاريح خروج، جزء منهم إلى الأردن وبضع عشرات إلى بيت لحم وسائر أنحاء الضفة، فإن منسق أنشطة الحكومة في المناطق، كميل أبو روكون، أعطى هذه المرة 100 شخص فقط تتجاوز أعمارهم الـ45 تصاريح خروج بالإضافة إلى ذلك، جرى إبلاغ 100 محظوظ هذا الأسبوع أنه سُمح لهم بالخروج فقط إلى الأردن من خلال معبر أللنبي- وليس إلى الضفة، حيث توجد الأماكن المقدسة للمسيحيين، وخصوصاً في بيت لحم التي تُعتبر موقع عبادة مركزي بالنسبة إلى المسيحيين الفلسطينيين.
كان رد منسق الأنشطة في المناطق نموذجاً تافهاً لبيروقراطية الاحتلال، إذ جاء فيه: “انسجاماً مع التوجيهات الأمنية، جرت الموافقة على خطوات مدنية لسكان غزة من المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد، سيُمنَحون في إطارها … تصاريح للخروج إلى الخارج عن طريق معبر أللنبي”. في غزة وفي الضفة، في الأعياد كما في الأيام العادية، “تعليمات أمنية” هي عبارة سحرية تسمح لإسرائيل بأن تفعل بالفلسطينيين كل ما يحلو لها: تقييد حرية الحركة، وحرية العبادة، والمس بحقوقهم في الحياة العائلية.
يحتج اليمين على طريقة التعامل مع غزة وسكانها، كأنما هم يعيشون تحت سيطرة إسرائيلية. منذ الانفصال عن غزة [في سنة 2005] يدّعي اليمين، أن سكان غزة هم أسياد مصيرهم، ولا يمكن اتهام إسرائيل بالكارثة الإنسانية التي تحدث هناك. لكن ها نحن أمام دليل آخر، خفي، على أن ما يُقال هو أسطورة: حتى حرية العبادة مقيدة ومراقبة رقابة شديدة من إسرائيل.
هذا نموذج يمثل الواقع بأكلمه: إسرائيل تسيطر على سماء غزة، وعلى بحرها، وعلى المعابر البرية؛ وتمنع التواصل بينها وبين الضفة؛ وتسيطر على دخول البضائع إلى غزة، وعلى تصدير البضائع منها؛ كما تسيطر على التزود بالمياه والكهرباء.
أبناء الطائفة المسيحية في غزة أعربوا عن غضبهم وخيبة أملهم بالقرار” المقصود طائفة صغيرة جداً، وليس هناك ما يمنع خروجهم كلهم في أيام الميلاد إلى الضفة وأيضاً إلى الخارج” قال أحد نشطاء الطائفة لـ “هآرتس” إن “حقيقة وضع سقف 100 شخص فوق الـ45، معناه تقريباً عدم السماح لأحد بالخروج”.
بيْد أن المنع الإسرائيلي ليس وسيلة بل هدفاً: لقد خصص بنيامين نتنياهو سنوات وجوده في الحكم من أجل قطع التواصل بين غزة والضفة، والتفريق بين سكان المنطقتين، ومن خلال ذلك مواصلة السيطرة على الشعب الفلسطيني كله. يبقى فقط أن نأمل بأن يُلغى المنع الإسرائيلي، وأن يُسمح لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين المسيحيين بالاحتفال بعيد الميلاد في المكان الذي يرغبونه.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole