كيف نخرج من الفخ الفلسطيني

كيف نخرج من الفخ الفلسطيني
Spread the love

بقلم عاموس يادلين – مدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي —

أظهرت أحداث نهاية الأسبوع الأخير أننا نقترب من التصعيد أكثر مما نقترب من التسوية في قطاع غزة. وفي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أيضاً تقع هجمات فتاكة، ويحذّر الخبراء من حدوث تصعيد هناك أيضاً. ويتعين على المؤسسة الأمنية تقديم الرد الأفضل على التحديات الأمنية، لكن يجب على المستوى السياسي أن يتحدى نفسه ويفحص كيف يمكن قيادة سياسة طويلة الأمد في مواجهة الساحة الفلسطينية.
مرة أُخرى يتضح أن الطريقة التي يتعامل فيها، سواء اليسار أو اليمين، مع النزاع لا تتطابق مع الواقع، ويجب على إسرائيل أن تبلور لنفسها طريقة تقودنا إلى الانفصال عن الفلسطينيين. يؤكد الواقع الذي نعيش فيه استحالة المحافظة على أرض إسرائيل الكاملة، واستحالة التوصل إلى “سلام كامل”، وممنوع أن نقوم بانفصال ثان عن المناطق. لكن حكومة إسرائيل تنتهج سياسة تحافظ على الوضع القائم الذي يؤدي إلى تآكل الأمن وإمكان تصعيد كما نرى حالياً، وأيضاً لا تسمح في المستقبل بالمحافظة على رؤيا دولة يهودية – ديمقراطية آمنة وعادلة.
ما العمل؟ علينا الخروج من اللامبالاة بواسطة استراتيجيا وطنية جديدة، تضمن قيام دولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية صلبة، من دون أن نحلّق في الأوهام بشأن الشريك الفلسطيني. نخرج من الفخ الفلسطيني بواسطة سياسة لا تقترح حالياً دولتين، بل أيضاً تمنع قيام دولة واحدة غداً.
نخلق في الضفة الغربية واقعاً لا يكرر أخطاء الانفصال، لا يعود إلى الخط الأخضر، ولا يؤدي إلى انشقاق الشعب حيال موضوع إخلاء مستوطنات، ولا يوقع الفلسطينيين في أزمة إنسانية، سياسة ترسم الحدود المستقبلية لإسرائيل، وفي الأساس تبقي الأمن في يدنا.
أدى بحث شامل قام به معهد دراسات الأمن القومي في العامين الأخيرين، إلى بلورة صيغة سياسية واقعية ومبتكرة، تسمح بالقيام بهذا كله. في أساسها تحديد الهدف الوطني: ضمان وجود إسرائيل كدولة يهودية، ديمقراطية، آمنة وعادلة. يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال الوقف الفوري والقاطع للانزلاق نحو واقع دولة واحدة، لن تكون صهيونية، ومن دون المخاطرة بأمننا.
فيما يلي الخطوات الستّ الأساسية التي تقترحها الصيغة: أولاً، تعبّر إسرائيل عن استعدادها لتوقيع اتفاق سلام شامل، إذا وعندما يعترف الفلسطينيون بحق الشعب اليهودي بدولة، ويوافقون على إنهاء النزاع من دون حق العودة، ويقبلوا مطالب إسرائيل الأمنية. ثانياً، تجري إعادة تقسيم منطقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية] من خلال إيجاد منطقة فلسطينية متصلة جغرافياً (تمتد على 65% من الأرض) وثلاث مناطق إسرائيلية: منطقة الكتل [الاستيطانية] التي من المفترض أن تصبح جزءاً من إسرائيل في زمن السلم، ومنطقة أمنية في وادي الأردن، ومنطقة المستوطنات المعزولة. ثالثاً، وقف البناء في المستوطنات الواقعة شرقي الجدار الأمني، واستمرار البناء في المستوطنات الواقعة غربيه. رابعاً، المحافظة على الحرية الكاملة للعمل العسكري والاستخباراتي للجيش في كل أنحاء الضفة الغربية. خامساً، استكمال الجدار الأمني، بحيث تكون إسرائيل والكتل الاستيطانية الكبرى محصنة جيداً في وجه الإرهاب الفلسطيني. سادساً، وضع خطة اقتصادية واسعة النطاق وطموحة لتطوير الأراضي الفلسطينية بتمويل عربي ودولي.
نحن الإسرائيليون مجددون وحكماء ومبدعون، لكن في العقود الأخيرة لم نكن مجددين ولا حكماء ولا مبدعين من الناحية السياسية. إسرائيل اليوم أقوى من أي وقت مضى. العديد من التهديدات التي واجهتها ضعفت أو تلاشت. لذلك تحديداً يجب ألاّ نقف مكتوفي الأيدي، وعلينا استغلال قوتنا اليوم من أجل ضمان الغد. يجب أن نأخذ مصيرنا بأيدينا كي نضمن مستقبل الوطن القومي اليهودي.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole