الناتو يصنّف روسيا كخصم أساسي والصين كتحدٍ استراتيجي

الناتو يصنّف روسيا كخصم أساسي والصين كتحدٍ استراتيجي
Spread the love

شجون عربية- صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد حدد في قمة في مدريد أمس، رؤيته الاستراتيجية الجديدة، ووضع موسكو كخصم أساسي للحلف، ولأول مرة، وصف الصين بأنها “تحدٍ” استراتيجي.

ورأت الصحيفة أن الوثيقة الإستراتيجية الجديدة لحلف الناتو تمثل تحولاً جوهرياً عن حقبة ما بعد الحرب الباردة، عندما رأى حلف الأطلسي روسيا كحليف محتمل ولم يركز على الصين على الإطلاق. وتأتي هذه الخطوة مع استمرار سيطرة القوات الروسية في الشهر الخامس من الحرب الطاحنة في أوكرانيا، وتحقيق مكاسب منهجية في الشرق.

وقد سعى الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة آخرون في حلف شمال الأطلسي خلال القمة إلى الرد على روسيا الناهضة والمقاتلة. ومباشرة، قبل نشر بيان المهمة الجديد للحلف، وجه القادة دعوات رسمية للعضوية إلى فنلندا والسويد، مما مهد الطريق لأهم توسع لحلف الناتو منذ أكثر من عقد.

وبعد أن تخلت تركيا عن اعتراضاتها على انضمام دولتي الشمال الأوروبي الثلاثاء، فإن الدولتين اللتين كانتا غير منحازتين سابقاً، حسب تعبير الصحيفة، ستوسعان صفوف الناتو من 30 دولة عضواً إلى 32 دولة. ورأت الصحيفة أن انضمام فنلندا والسويد سيكون انتكاسة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصف الوجود الأمني المتزايد للتحالف بالقرب من الأراضي الروسية كأحد أسباب تدخله في أوكرانيا في شباط / فبراير الماضي. وسيمثل ذلك كذلك إنجازاً مهماً للرئيس بايدن، الذي كافح سياسياً في الداخل لكنه راهن بسمعته في الخارج على وعد بتوحيد أوروبا ضد “العدوان الروسي” وتركيز انتباه العالم على مخاطر صعود الصين، بحسب الصحيفة.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستضع قوات بشكل دائم لأول مرة على الجانب الشرقي لحلف الناتو من خلال نشر مقر حامية للجيش وكتيبة دعم ميداني في بولندا، ووضع عدد غير معلوم من القوات الأميركية للقيام بعمل سريع في البلدان الواقعة على طول الحدود الروسية.

ووصف بايدن القمة بأنها واحد من أكثر الاجتماعات أهمية لحلف الناتو وتعهد بأن المجموعة – التي اجتمعت لأول مرة في عام 1949 لتأمين أوروبا ضد الاتحاد السوفياتي – ملتزمة “بالدفاع عن كل شبر” من أراضي أعضائها.

وأشاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بنتائج قمة الناتو في رسالة على تويتر. وكتب “نرحب بالموقف الواضح بشأن روسيا، وكذلك انضمام فنلندا والسويد. إن اتخاذ موقف قوي ونشط بنفس القدر بشأن أوكرانيا سيساعد في حماية الأمن والاستقرار في المنطقة الأوروبية الأطلسية”.

وقالت “نيويورك تايمز” إنه بينما أعطت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لقادة الناتو هدفاً جديداً، لم يكن واضحاً البتة ما إذا كان الحلف يمكن أن يساعد أوكرانيا على قلب المد في حرب لا تزال فيها قواتها أقل عدداً وسلاحاً.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في مؤشر على الثقة في تقدمه في الحرب وسيطرته القوية على السلطة في الداخل، سافر بوتين خارج روسيا هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ بدء الحرب، حيث زار طاجيكستان يوم الثلاثاء وتركمانستان يوم الأربعاء. وبينما كان يسعى إلى تعزيز علاقات روسيا في آسيا الوسطى، كان بوتين يتطلع كذلك إلى المنطقة كشريك اقتصادي حاسم للمساعدة في تعويض العقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية التي يفرضها الغرب.

وفي تصريحات مقتضبة في وقت متأخر من مساء الأربعاء، قلل بوتين من أهمية دعوة السويد وفنلندا للانضمام إلى الناتو، بينما حذر من أن روسيا سترد إذا قام الحلف الغربي بتوسيع وجوده في هاتين الدولتين. وقال بوتين: “إذا تم نشر الوحدات العسكرية والبنية التحتية هناك، فسيتعين علينا الرد بالمثل وخلق نفس التهديدات ضد المناطق التي تنشأ منها التهديدات ضدنا”.

لكنه رفض فكرة أن الانضمام الوشيك للدولتين الاسكندنافيتين إلى التحالف أظهر أن تدخله في أوكرانيا قد أدى إلى نتائج عكسية. وقال: “بالنسبة إلينا، فإن عضوية فنلندا والسويد لا تشبه عضوية أوكرانيا. إنهم يفهمون هذا جيداً”.

وقالت الصحيفة إنه بعد يوم من إسقاط تركيا معارضتها لجهود فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو، اقتربت الولايات المتحدة من بيع طائرات مقاتلة من طراز F-16 إلى تركيا.

المصدر: الميادين نت

Optimized by Optimole