الأبطال الآخرون في مواجهة كورونا

الأبطال الآخرون في مواجهة كورونا
Spread the love

بقلم: د. هيثم مزاحم |

مع انتشار وباء كورونا القاتل، من المهم أن نتذكر أن هناك الكثير من الأبطال والبطلات المعلنين والمجهولين الذين يكافحون هذا الفيروس الخطير، ويعرضون حيواتهم وحيوات عائلاتهم للخطر.

بالطبع، هناك الأطباء والطبيبات والممرضات والممرضون وجميع العاملين والعاملات في مجال الرعاية الصحية الذين هم في الخطوط الأمامية في المستشفيات، والمسعفون والمسعفات الذين ينقلون المصابين بفيروس كورونا.

ولكن هناك أبطال وبطلات آخرون مجهولون. هم العمال والعاملات الذين يقومون بتغيير الشراشف في المستشفيات، والعمال الذين يقومون بتخزين الأدوية والمواد الطبية والغذائية وبإجراء عمليات التسليم. هناك عمال التنظيف وجامعو القمامة، والمساعدات المنزليات والمربيات، ورجال الأمن والشرطة والجيش، وعمال البريد والتوصيل. وأخيراً هناك عمال التعقيم الذين يقومون بتعقيم المستشفيات والمنازل والمكاتب ويعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا، أو لأمراض أخرى نتيجة استعمالهم الكثيف للمواد الكيميائية المعقمة.

كل هؤلاء الناس يخاطرون بصحتهم وسلامتهم من أجل تأمين الخدمات الطبية والغذائية والتنظيفية لنا في ظل تفشي الوباء.

صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تابعت قصة واحدة من هؤلاء الجنود المجهولين. اسمها إيزي دومينغيز، وهي أم لطفلين في مدينة دنفر الأميركية، وهي عضو في التحالف الوطني للعاملات في المنازل، وهو تجمع للمربيات ومقدمات الرعاية ومنظفات المنازل.

لسنوات عديدة، عملت دومينغيز، 38 عاماً، كمربية وعاملة تنظيف في جميع أنحاء المدينة. قبل بضعة أسابيع، طلبت منها العائلة التي كانت تعمل لديها التوقف عن الحضور لكنها لم تعرض عليها أن تدفع لها. كما فقد زوجها وظيفتيه كطاهٍ وبواب في نفس الوقت تقريباً، وهو لا يمكنه تحصيل إعانات البطالة لأنه مهاجر غير موثق أي لا يحمل أوراقاً شرعية.

تعتبر العائلات مثل عائلة السيدة دومينغيز من أكثر الفئات ضعفاً اقتصادياً في الولايات المتحدة الأميركية. إنها تعتبر نفسها محظوظة لأنها لا تزال تعمل بدوام جزئي في مؤسسة صغيرة غير ربحية، مما يمنحها تأميناً صحياً لأسرتها. لكن عملها لا يكفي لدفع ثمن حفاضات طفلها البالغ من العمر عامين والطعام لإبنها البالغ من العمر 15 عاماً الذي “يأكل مثل الحصان” على حد تعبيرها.

الآن، تعمل إيزي في مكاتب تنظيف المستشفيات في الليل. وقد أجرت معها مراسلة “نيويورك تايمز” مقابلة حول كيف تسير حياتها حالياً.

وقالت إنها الآن تقوم بتنظيف وتعقيم المباني الضرورية لدعم الجمهور. تقول: “نحن مثل الجنود الصغار في مسرح الأحداث، ندخل، نفرك ثم نختفي، ونظل في الغالب غير مرئيين. لا يفهم الناس حتى كيف يحدث ذلك، ونحن نعرض أنفسنا ونخاطر بحياتنا. لكن ليس لدي خيار – فقدنا أكثر من نصف دخلنا.. أحتاج لعمل شيء ما.

وأضافت: هناك نقص في عمال التنظيف الذين لديهم خبرة في مسببات الأمراض، وطالما أنا بصحة جيدة سأفعل ذلك. نحصل على رسالة كل ليلة تقول إن لديهم مبنى ويحتاجون إلى عدد معين من الناس، معظمها من المستشفيات. نحن نتقاضى 10 دولارات للساعة نقداً، ونحصل على مستحقاتنا بمجرد الانتهاء من العمل.

وحول مدى قلقها بشأن إصابتها بفيروس كورونا لأنها تعمل في هذه المباني العامة، قالت إيزي: “أشعر بالرعب. كل يوم يقومون بفحص درجات حرارتنا، لكننا ما زلنا نخاطر كثيراً. ونحن نعرض كثيرأً عائلاتنا للخطر. عندما أصل إلى المنزل، لدي غرفة صغيرة أدخلها، أخلع ملابسي، وأغسل كل شيء على حدة. ثم أقفز للاستحمام على الفور. أعتقد أن بشرتي بدأت تتحسس لأنني أستخدم المطهرات كثيراً، وبدأت يداي في التشقق”.

وتابعت: “إنها تضحية كبيرة. أعلم أنني يمكن أن أموت إذا تعرضنا لها، لكننا سنموت أيضاً إذا لم تكن لدينا احتياجات أساسية. نحن بحاجة إلى الحصول على هذا الدخل مهما كان. لا يجب أن نكون غير مرئيين، لكننا جميعاً بشر أيضاً. لدينا عائلات ويجب أن تكون لدينا إجازة مرضية، حتى نتمكن من البقاء في المنزل والعناية بالعائلة. لا يجب أن نختار بين العمل والمعيشة”.

وختمت تقول: “أريد من الكونغرس أن يشملنا بالدعم، ليقدم لنا المساعدة أيضاً. الأزمة ليست الوقت الذي يجب أن نقول فيه، أنت بحاجة إلى وثائق للحصول على الضروريات الأساسية. لا يجب أن نستبعد من كل شيء. النظام معطل للغاية ولا يشمل أشخاصاً مثلنا، حتى عندما يتم تسميتنا بالعمال الضروريين”.

المصدر: عن الميادين نت

Optimized by Optimole