الاستراتيجيتان الأميركية والإيرانية تجاه الشرق الأوسط

الاستراتيجيتان الأميركية والإيرانية تجاه الشرق الأوسط
Spread the love

شجون عربية – مراجعة: سماح دواهدي* |

اسم الكتاب: الاستراتيجية الأميركية والإيرانية تجاه الشرق الأوسط
(الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الإسلامي 2003-2009)
تأليف: حورية سالمكور، حياة صفوري، ومحمد شريف فتحي –

تمهيد:
هذا المؤلف في الأصل هو رسالة ماجستير مشتركة قدمت من قبل عدد من طلبة الدراسات العليا في برنامج العلوم السياسية في جامعة مولود معمري، وتتناول الدراسة الفترة ما بين سنوات 2003-2009، وما شهدته هذه الفترة من معادلات وتغيرات سياسية على الساحة الشرق أوسطية.
ركزت الدراسة على الشرق الأوسط وأهميته الجيوسياسية، بالإضافة الى الاستراتيجية الأمريكية والاستراتيجية الإيرانية، وأهداف كلتا الاستراتيجيتين في بسط نفوذهما على المنطقة، وقد حدد المؤلفون أسباب اختيار موضوع الاستراتيجية الامريكية والإيرانية تجاه الشرق الأوسط، كونه يعود الى تخصصهم في الدراسات الشرق أوسطية، والى الاطلاع على خفايا الاستراتيجيتين الأمريكية والإيرانية، نظرًا لرغبة الطرفين في إقامة وتقوية نفوذها في منطقة الشرق الأوسط.
تضمنت مقدمة الدراسة تعريف لمنطقة الشرق الأوسط والأهمية الجيواستراتيجية وأن المنطقة تحتل وسط القارات الثلاثة (آسيا، إفريقيا، اروبا) كما تعد من المناطق الحساسة نظرًا لتمتعها بثروات طبيعية مختلفة، ما أعطي لهذه المنطقة أهمية دولية وعالمية، لذا صيغت عليها عدة سياسات واستراتيجيات دولية وأطماع من قبل أمريكا وإيران لإقامة شرق أوسط حسب مصالح كل دولة.
وتم تحديد مشكلة الدراسة من خلال البحث في طيات الإستراتيجية الأمريكية والإيرانية وما تسعيان إليه من تحقيق أهدافهما في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المذكورة أعلاه والمتجسدة في “الشرق الأوسط الكبير” و”الشرق الأوسط الإسلامي”، وما استنتجته السياسيتين الأمريكية والإيرانية لإخراج كلتا الاستراتيجيتين من طورها النظري إلى الواقع التنفيذي، تضمنت مشكلة الدراسة العديد من التساؤلات المهمة وهي:
لماذا هناك اختلاف مفاهيمي بين الرؤية الأمريكية والإيرانية في تحقيق مساعيهما الشرق أوسطية؟
هل أدت اختلافات كل من الرؤية الأمريكية والإيرانية في تصادم المصالح والأهداف في منطقة الشرق الأوسط؟
هل ستتوافق الإستراتيجيتين الأمريكية والإيرانية في الشرق الأوسط؟
وقد تضمنت الدراسة عدد من الفرضيات والتي تحدثت عن العلاقة العكسية بين المصالح الأمريكية والإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، أيضا تم إضافة فرضيات ثانوية من خلال الرؤى الأمريكية الإيرانية، حيث أنه هناك علاقة ارتباطية في اتجاه الرؤى الاستراتيجية وبين الأهداف والمصالح في منطقة الشرق الأوسط.
تم تحديد هدف الدراسة في الوقوف على مقدمة المشروعين الأمريكي والإيراني، وإبراز أهم المساعي للمشروعين، والوسائل التي تقوم بها تنفيذا للشرق الأوسط الكبير والإسلامي كأساس لسياستهم الخارجية.
وقد تجسدت أهمية الدراسة في أهمية المقارنة بين الاستراتيجية الأمريكية والإيرانية التي تسعيان من خلالها الى بناء شرق أوسطي كل من وجهة نظره، بالإضافة إلى كون المشروعين الأمريكي الذي يمس كل البلدان العربية والآسيوية والأفريقية، بينما الإيراني يمس كل دول الخليج والعراق ولبنان والدول العربية كاملة، أيضًا في كون أن المشروعين أصبحا محل خلاف بين الدول المؤيدة والمعارضة، الأمر الذي يجعل لهذه الدراسة أهمية تتجلى في الكشف المسبق على الخطوات الأمريكية والإيرانية.
وفي هذا الصدد، وضع المؤلفون محددات تشتمل على غياب استراتيجية عربية موحدة لمواجهة المشاكل التي تمر بها المنطقة، والسماح ببلورة السياسة الأمريكية والإيرانية في المنطقة دون محاولة لإيجاد بديل آخر عنهم وصعوبة الاطلاع على النوايا الأمريكية والإيرانية جراء الغموض في كلتا الاستراتيجيتين اتجاه الشرق الأوسط تحقيقًا لرغبتهما.
الإطار المفاهيمي:
لقد استخدم المؤلفون عددًا من المصطلحات وتم وضع تعريف موسع وواضح لكل مصطلح:
الشرق الأوسط: مصطلح جغرافي وسياسي شاع استخدامه في أجزاء العالم المختلفة منذ القدم، إن هذه التسمية ولو أنها قصد بها وبغيرها تقسيم الشرق إلى أقسام حسب البعد والقرب من أوروبا الغربية إلا أن الإقليم في الواقع هو إقليم يتوسط خريطة العالم بصفة عامة والعالم القديم بصفة خاص، كما تبلور مصطلح الشرق الأوسط أثناء الحرب العالمية الثانية على يد الحلفاء للإشارة إلى الإقليم الممتد من جنوب آسيا إلى شمال إفريقيا، ثم أخذ مصطلح الشرق الأوسط يحل تدريجيا مصطلحات أخرى سادت قبله كالشرق الأقصى والأدنى.
الشرق الأقصى: يشمل الصين، الكوريتين، منغوليا، اليابان وجزيرة تايوان، ويعتبر فضاء غير متجانس تاريخيًا، دينيًا، عرقيًا وثقافيًا.
الشرق الأدنى: استخدم لأول مرة على يد العالم البريطاني “وغارت” على المنطقة المنعزلة وتعتبر جزء من الشرق الأوسط الحالي وعلى العالم والتي كانت تحت السيطرة العثمانية تحديدًا العراق، تركيا، فلسطين ومصر.
الاستراتيجيات الأمريكية والإيرانية:
حيث تركز الفصل الأول على عرض الاستراتيجية الأمريكية الإيرانية تجاه الشرق الأوسط، وتضمن البعد الأمني والاقتصادي للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وكذلك الإيرانية، أيضا تمحور الفصل الثاني في استعرض الشرق الأوسط وفق الرؤية الأمريكية والإيرانية، وتم تحديد الفصل الثالث لاستعرض السيناريوهات المستقبلية وفق النظرة الأمريكية والإيرانية.
انصبت خاتمة الدراسة على الحديث عن الاستراتيجية الأمريكية والإيرانية تجاه الشرق الأوسط بإبراز التحديات الأمريكية من احداث سبتمبر واحتلال العراق، والاستراتيجيات الإيرانية الموجودة منذ القدم وقوميتها بحكم أن إيران دولة ذات عراقة واحد اقطاب العالم القديم، وأنتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وهيمنتها على الشرق الأوسط من خلال الأدوار التي يمارسها على العراق وحركة حماس واليمن.
وقد توصل المؤلفون إلى إن الإستراتيجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط تحمل في ظاهرها مصالح للمنطقة ولا تحقق أي مصلحة للدول والشعوب العربية، وإن الإستراتيجية الإيرانية تقوم علي مصالحها حيث تستغل موقعها الاستراتيجي بما يعزز قوتها و تأثيرها الإقليمي الذي يمكنها من السيطرة على المنطقة، كذلك من أجل فرض إيديولوجية قائمة على المبادئ الشيعية السياسية عبر الروابط الطائفية والإثنية في الجوار، بما يمكنها من استغلال هده الروابط كسياسة ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي تعرقل الرغبة الإيرانية في تمديد نفوذها، هناك أدوات متنوعة تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية سياسيًا، اقتصاديًا، عسكريًا تعتبر أدوات غير مشروعة في حد ذاتها و تتعارض مع أبسط قواعد القانون الدولي وميثاق هيئة الأمم المتحدة، إن إقامة نظام شرق أوسطي كبير يعني تقوية النفوذ الإسرائيلي في المنطقة وإعطائها دور قائد المنطقة بعد تفكيك النظام الإقليمي العربي.
الخلاصة:
لقد قدم المؤلفون العديد من التوصيات التي تتعلق بإقامة وحدة عربية من أجل سد الطريق على تعزيز نفوذ تلك القوى والتصدي للتوجهات المذهبية والإثنية، وتشجيع الحوار بين الدول القومية والدينية واستغلال روابط الدين وإنشاء قوة عسكرية.
تناولت هذه الدراسة الاستراتيجية فوق الإقليمية والإقليمية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في منطقة الشرق الأوسط التي تحتل أهمية لدى الإدارة الأمريكية والإيرانية نظرًا لموقعها الجيواستراتيجي وتمتعها بالثروات الطبيعية، فهي حلقة وصل بين دول وقارات العالم، وتتمثل الجوانب الرئيسية للإستراتيجيتين الأمريكية والإيرانية تجاه المنطقة في تحقيق أهدافها الأمنية والاقتصادية عبر بسط نفوذها في المنطقة، ومن أجل ذلك استخدمت كلتا الاستراتيجيتين أدوات سياسية، اقتصادية عسكرية، ساعدت في بلورة الشرق الأوسط الكبير الأمريكي والشرق الأوسط الإسلامي الإيراني.
أيضًا بينت الدراسة الرؤية الأمريكية والإيرانية للاستراتيجيين من أبعادها المجتمعية والجغرافية والنظامية لمعرفة طبيعة نواياها في منطقة الشرق الأوسط.
وفي نهاية الدراسة تم إظهار نقاط الاتفاق والتصادم بين الإستراتيجيتين، من خلال نقاط الارتكاز وتم طرح بعض السيناريوهات المحتمل وقوعها في الشرق الأوسط.
تقييم الدراسة:
في مشكلة الدراسة تم عقد مقارنة بين أطماع الأمريكان والإيرانيون للشرق الأوسط من خلال أسئلة تم الإجابة عليها اثناء الدراسة.
تم تقدم شرح واضح ومفصل ومرتب من حيث سرد طبيعة الاستراتيجية الأمريكية ونظرتها للشرق الأوسط وطموحها وأهدافها من إقامة شرق أوسط كبير، كذلك بالنسبة لإيران وإقامة الشرق الأوسط الإسلامي، مما سهل للقارئ فهم واستيعاب ما تم كتابته، ولكن لابد من الإشارة بإن التوصيات كانت طموحة ومتفائلة جدًا.
تحتوى الدراسة على معلومات بحثية علمية مهمة تغطي كل الجوانب الخاصة بالدراسة وقد تم الإعتماد والرجوع للعديد من المراجع المهمة مثل الكتب باللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة إلى مجلات المواقع الإلكترونية.

* طالبة في الجامعة العربية الأميركية، فلسطين.

Optimized by Optimole