“وَ أَنِّي المُشْتَاقُ يَا سُمَيَّة”

“وَ أَنِّي المُشْتَاقُ يَا سُمَيَّة”
Spread the love

بقلم الشاعر: عبد المجيد مومر الزيراوي/

وَ أَنِّي المُشْتَاقُ يَا سُمَيَّة ..

1- كَيْفَ حَالُكِ ؟

كَيْفَ هُوَ حَالُكِ ؟

سُؤالي هَذَا !

بَعْدَ تَرَانِيمِ التّحِيَّةِ ،

بَعْدَ حُلْوِ السَّلامِ ..

آه .. تَغِيبينَ عَنِّي 

كَاخْتِفاءِ القَمَرِ ،

في لَيْلَةٍ كَثِيفة الغَمَامِ ..

نُجومُ السَّماءِ تَشْتَعِلُ ، 

نُجومٌ تَرْفُضُ

اخْتِفاءَ القَمَرِ ،

نُجُومٌ تَرْفُضُ

أَحْزانَ أَرْضِ السَّهَرِ،

وَ أَنَا المُشْتَاقُ يَا سُمَيَّة !

مَعَ كُلِّ الاحْتِرَامِ .. 

أَجْلِسُ بَعِيدًا عَنْ حَبِيبَتِي ،

أخَاطِبُ الصُّورَ ،

الجُلُّ نَامَ !

وَ طَيْفُ خَيَالِهَا حَضَرَ ،

أَلُفُّ يَدَهُ بكِلْتَا يَدَايَّ !

أَعِيشُ حُلْمَ الغَرَامِ ..

قَلْبِي عَالَمٌ آخَرٌ،

الأَزْهارُ تُزَيِّنُ الحَدِيقَةَ،

الأملُ مَعَ الحُبِّ مُرابِطٌ،

صَبْرُ العَاشِقِ الهُمَامِ .. 

أُطَالِعُ مُجْمَلَ تَارِيخِ العِشْقِ،

أَكْتُبُ عَنْ وَطَنِي

بِحِبْرِ الصِّدْقِ،

بَعْدَ البَيَانِ السِّياسِي !

أَجِدُ حَبِيبَتِي بَاهِرَةَ المَقَامِ ..

2- مَا القَلْبُ إِلاَّ أَنْتِ !

إِرْحَلِي بَعيدًا .. 

خُذِي قَلْبِي مَعَكِ ،

أُتْرُكِي بَقِيَّةَ الجَسَدِ تَرْقُصُ !

بَاحِثَةً عَنْ قَلْبٍ يَرْعَاهَا ..

أَرْجُوكِ لاَ تَرُدِّي قَلْبِي، 

تَنَازَلْتُ لَكِ عَنْ فُؤَادِي،

أنْتِ مُنْيَةُ النَّفْسِ ،

الرُّوحُ تَفْرَحُ بِوُجُودِ سَلْوَاهَا..

حَبِيبَتِي ؛

إِلَيْكِ الأَفْكَارُ مُهَاجِرَةٌ ،

مِنْ أَجْلِكِ المَشَاعِرُ مُغَامِرَةٌ،

هَذَا الطَّبْعُ طَبْعِي ،

طَبْعٌ يَغْلُبُ التَّصَنُّعَ !

تَاللهِ صُورَتُكِ لاَ أَنْسَاهَا ..

سَهْمِي فِي الحَيَاةِ

جَاءَ رَقْمًا، 

إِسْمِي مُرَكَّبٌ ،

تَفاعَلَ الرَّقْمُ معَ الشَّطْرَيْنِ،

قَلْبٌ عَاشِقٌ وَ نَحَنُ النِّصْفَيْنِ ،

السَّكِينَةُ رَابِطَةٌ فَمَا أَغْلاَهَا ..

أَنَا وَاقِفٌ !

أَمَامَ مَحَطَّةٍ جَدِيدَةٍ،

أَنْتَظِرُ قُدُومَ الغَالِيَّةِ ، 

أَنْتَظِرُ إِسْتِقْبَالَ قَلْبِي ،

عَلَى اليَسَارِ فَتْوَى الغَرَام

تَنْتَظِرُ حَلاَلَ بُشْرَاهَا ؟! .. 

عَفْوًا .. 

عُودِي سَرِيعًا ،

الجَسدُ مُشْتاقٌ إِلَى قَلْبِهِ ،

مَا القَلْبُ إِلاَّ أَنْتِ !

وَ مَعَ شُكْرِي لِتَفَهُّمِكُم !

قُبْلَتُكِ مَا أَحْلاَهَا ..

3-  أَ تُرَاكِ نَسِيتِنِي ؟!

كَأَنَّ جَسَدِي لَمْ يَنْتَظِرْ ،

كَأَنَّ قَلْبِي لاَ يَنْسَى ..

أَنْتَظِرُ حَبِيبَتِي

دُونَ وَعْدٍ مُسْبَقٍ،

الجَسَدُ فِي غِيَابِهَا 

تَنَاسَى مَواضِعَ اللَّمْسَة ..

 

أَتَخَيَّلُ حَبِيبَتِي ، 

أَشْتَاقُ لِعِنَاقِ حَبِيبَتِي ، 

أَبُوحُ لَهَا بِهَذِهِ الهَمْسَة ..

أَ تُرَاكِ نَسِيتِنِي ؟

وَ حُبِّي لَكِ حَاضِرٌ ،

الشُّهُودُ حَوَاسِّي الخَمْسَة !.. 

بَصَرٌ يَلْمَحُ خَيَالَهَا ،

سَمْعٌ يَسْتَرِقُ سَمَاعَهَا ،

شَمٌّ يَشْتَمُّ حَنَانَهَا ،

وَ مَا لاَمَسْتُهَا وَاقِعًا !

وَ مَا تَذَوَّقْتُ تَقْبِيلَهَا !

هِيَ الغَالِيَّةُ فَلَيْسَ تُنْسَى !..

4- رَغْمَ كُلِّ مَا جَرَى .. 

رَغْمَ كُلِّ مَا جَرَى ..

أُحِبُّهَا !

مِنْ بَيْنِ كُلِّ الوَرَى ..

هِيَ بِدَايَةُ الحِكَايَاتِ ،

الحُبُّ أَجْمَلُ البِدايات ،

النِّهَايةُ رِوَايَتِي الأُخْرَى ..

أَنَا لاَ أُعَاتِبُ أَحَدًا ،

لَسْتُ مِنْ هُوَاةِ اللَّوْمِ،

أَحْتَرِفُ تَحَمُّلَ المَسْؤُولِيَّة ،

هَكَذَا الحَالُ !

حَتَّى بُلُوغِ الثَّرَى ..

إِذَا وَجَدْتُ العِشْقَ المَمْنُوعَ،

السُّخْطُ لاَ يُغَيِّرُ المَوْضُوعَ،

بَيْنَ الغِيابِ وَ الحُضُورِ،

يَكْمُنُ فِعْلُ التَّخْيِيلِ ،

تَظْهَرُ رَغْبَةُ التَّهْيِيجِ ،

وَ بِالعَقْلِ تُسْتَوْثَقُ العُرَى ..

رَغْمَ كُلِّ مَا جَرَى ..

أُحِبُّهَا!

مِنْ بَيْنِ كُلِّ الوَرَى ..

مَا ضَرَرُ البُعْدِ ؟

غَيْر فِرَاقِ الجَسَدِ ..

وَ كَيْفَ سيَكُونُ القُرْبُ ؟

المَسَافَةُ تَزْدَادُ فَرْقًا

بَيْنَ المُدُنِ وَ القُرَى ..

هُنَا أَوْ هُنَاكَ ثُمَّ هُنَالِكَ ! 

تَشَابَهَ البُعْدُ وَ القُرْبُ ،

أَنَا سَعِيدٌ بِالذِي كَانَ 

وَ سَعِيدٌ بِكُلِّ مَا جَرَى ؛

هَلْ تَفْرَحُونَ مِثْلِي يَا تُرَى ؟! …

Optimized by Optimole