إيهود باراك وفر علينا انتقاداتك

إيهود باراك وفر علينا انتقاداتك
Spread the love

barak

بقلم: أرئيل كهانا – المراسل السياسي الإسرائيلي في “مكور ريشون” —

•مرة أخرى نشاهد للمرة التريليون العرض المخيف “لإيهود باراك ضد نتنياهو”. هذه المرة يحمل رئيس الحكومة ورئيس الأركان سابقاً في جعبته إيحاءات مفزعة تشير إلى أضرار أمنية خفية، أو بحسب قوله: “انكشاف خطير لإسرائيل في مواجهة تحد أمني مركزي، ونظراً لحساسية الأمور لا أستطيع تقديم تفاصيل أكثر”. وأبلغ سامعيه أن المساعدة الأميركية في العقد المقبل ستكون، بسبب نتنياهو، 3,8 مليارات دولار فقط بدلاً من 4,5 مليارات”، وأن سبب ذلك “الرهان الخطأ في إدارة العلاقات مع البيت الأبيض”.
•في الحقيقة، ليس من المؤكد أن هجوم باراك يستوجب رداً، فليس لهذا المقاتل الحائز على العدد الأكبر من الأوسمة في الجيش الإسرائيلي أي دعم شعبي، وهو لا ينوي العودة إلى الحياة السياسية، ولا يظهر في الأفق إطار يمكن أن يتيح له ذلك حتى لو رغب في الرجوع. وعلى الرغم من ذلك، فمرة واحدة وإلى الأبد، ومن أجل الجيل الشاب، من المفيد أن نتذكر ماذا جرى في بلدنا الصغير عندما كان باراك في المنصب الذي يتولاه نتنياهو منذ ثمانية أعوام. لقد كان باراك رئيساً للحكومة لمدة سنة ونصف السنة تقريباً، لكنها كانت كافية لإشعال الشرق الأوسط والتسبب بأضرار من الصعب إصلاحها حتى بعد عشرات السنوات.
•لنبدأ بما سماه باراك “عدم القدرة على التعامل مع مصالح أمنية عميقة وسلم الأولويات الذي تفرضه”. إن تصرف باراك في “قضية طائرات الفالكون” مثل واضح عن عدم قدرته. لقد وقعت إسرائيل مع الصين صفقة لبيعها طائرة تجسس متطورة من انتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية. والربح الخالص على الورق كان نحو مليار دولار. لكن باراك بقرار متسرع ألغى الصفقة ونشبت أزمة حادة في العلاقات مع الصين، كما أنه اشتبك مع الأميركيين الذين هددوا بتقليص المساعدة الأمنية بربع مليار دولار.
•لكن هذا لم يكن سوى البداية. فقد ألغى باراك الصفقة من أجل مشاركة إسرائيل والفلسطينيين والولايات المتحدة في مؤتمر كامب ديفيد المشؤوم. لقد عُقد هذا المؤتمر بخلاف رغبة رئيس الولايات المتحدة بيل كلينتون ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. والثمن الذي اشترى فيه باراك كلينتون كان إلغاء صفقة الفالكون، وكانت النتيجة أضراراً استراتيجية ندفع نحن ثمنها حتى اليوم.
•إن فشل مؤتمر كمب ديفيد هو الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الثانية التي تسببت في سقوط مئات القتلى في قلب مدن إسرائيل، وكانت سبباً في الأزمة الاقتصادية التي نشأت والتدهور الدولي الناتج بسببها.
•وكان إيهود باراك أول رئيس حكومة يقترح تقسيم القدس. وأول رئيس حكومة خرجت من فمه كلمات لم يقلها أي رئيس حكومة قبله: “دولة فلسطينية”. وليس هذا كل شيء، فقد أراد باراك إعطاء الفلسطينيين أجزاء من إسرائيل المستقلة من خلال ما سماه “تبادل أراض”. بالاضافة إلى هذا كله، خرق باراك تعهداته المعلنة أمام الجمهور بعدم تقسيم القدس، وبعد هذا كله يتهم هو وليس أي شخص آخر، نتنياهو بالمجازفة.
•إن الخطوط الحمراء التي رسمها باراك، وبينها الاستعداد للانسحاب من 90 % من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] اعتبرت نقطة البداية لجميع المفاوضين الذي عملوا حتى اليوم.

•يجب أن نضيف إلى هذه الاخفاقات المدوية السلوك الشخصي لباراك، فقد تفكك كادر مكتبه وتفرق أنصاره وسقطت حكومته. وبقي يعيش وحيداً داخل فقاعة دون أن يعرف ماذا يجري من حوله. إن نتنياهو موجود في رئاسة الحكومة منذ ثمانية أعوام، وأصبحت إسرائيل أقوى أمنياً واقتصادياً وسياسياً، فيما كنت أنت هنا لمدة قصيرة ودمرت كل شيء.

المصدر: موقع nrg الإسرائيلي، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية