لماذا حذر الفلاسفة من الحب؟

لماذا حذر الفلاسفة من الحب؟
Spread the love

لماذا حذر الفلاسفة من الحب؟ بينما كان “بطل الساحة” في الأدب؟؟
شؤون آسيوية-
مراجعة: غنوة فضة/

عدّ أفلاطون الحب “محاولة للاقتراب من مستويات الحكمة والجمال الحقيقي”، بينما وصفه لوكريس بكونه “حالة نهمٍ غير محدود”. فهل كانت معتقدات الفلاسفة حول الحب صادمة؟ هل كانوا غريبين في تعاطيهم مع “اللاانسجام” بين الفلسفة والحب؟
أحد كتبي المفضلة عن الحب، للصحفيتين ماري لومونييه و أود لانسولان. عده النقاد كتاباً فضائحياً على الرغم من كتابته بمنهجية أكاديمية، والجدير فيه أنه يبحث في تلك العاطفة لدى فلاسفة انهمكوا في تحرير الإنسان من العبودية العقلية، وعاملوا الحب “كما لو أنه عاطفة غريبة” تكشف لنا تفسيرات وملاحظات حول موضوع أثاره الفلاسفة بتحفظ وحذر، بينما كان جوهرياً ومحوريا في الأدب.

يستعرض الكتاب مكاشفات حول آراء عشرة فلاسفة، ويطرح سؤالاً مضمرا حول درجة الانسجام بين أفكارهم وحيواتهم الشخصية. ففي حين بدا الحب لدى جان جاك روسو بمثابة “إعادة اكتشاف لمناطق روحية خاصة”، نرى عبر اعترافاته بأنه لم يعرف حباً حقيقياً طوال حياته. بينما قطع كيركيجارد، الفيلسوف الدينماركي، علاقته بخطيبته التي أحبها حتى وفاته، وذلك لأن عالم الأفكار والفلسفة لا يتوافق مع عالم الحياة الواقعية.
كتاب صادم، وممتع، وهو بمثابة جلسات مكاشفات سرية لأعماق أولئك الذين صاغوا العالم بأفكارهم، نجد فيه إيمانويل كانط متفاخراً بنشأته في منزل لم يسمع فيه شتيمة طوال حياته، وتلك الظروف التي جعلته ينشى فكرته عن الحب بمذهب شبهه بأكل لحوم البشر! بينما عد فيلسوف التشاؤم آرثر شوبنهاور “الهرب من الحب أمراً متاحاً فقط للشجعان من البشر”. أما نيتشه، فوجدأن مبدأ “إخصاء العواطف” عمل إجرامي لمن لا يمتلك الإرادة لفرض معايير رغباته ولا يتوصل للتسامي بها لتصير رغبة للابتكار والمعرفة. بينما تخصص الكاتبتان فصلا هاما للبحث في تلك العلاقة بين سيمون دو بوفوار وسارتر وأفكارهما حول تلك الرومانسية وتوظيفها في سبيل اكتمال حلقة الحياة الطبيعية.

الكتاب صادر عن دار التنوير (2015) وترجمته دينا مندور
#كتب_مراجعات
#الفلسفة_والحب_قراءات_روايات_دارالتنوير_
#ماري_لومونييه_أود_لانسولان