طوفان الأقصى وصمود المقاومة في غزة

طوفان الأقصى وصمود المقاومة في غزة
Spread the love

شؤون آسيوية -بقلم مريم يزبك*/

ما أن أفل يوم السادس من أكتوبر ذلك الكابوس الذي ظل محفوراً في ذاكرة الإسرائيليين حتى إنبلج فجر السابع من أكتوبر ووقع هجوم طوفان الأقصى، محدثاً الصدمة الكبرى التي لم يستفق منها العدو حتى يومنا هذا.
بعد مرور 93 يوما لا يزال
الفدائيون في فلسطين المحتلة يسطّرون ملاحم البطولة التي سيذكرها العالم بأكمله والذي يكتفي الآن بمشاهدتها على شاشات الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي. فقد أثبت هؤلاء الشجعان جداراتهم في القتال العسكري وإبتكار تقنيات جديدة أثناء مواجهتهم للعدو وصنعوا أسلحتهم الحربية بذواتهم. إحتلّ مصطلح المسافة صفر ركناً أساسياً في أذهاننا جميعاً وأعطى قيمة مضافة خلّاقة لمن ظنّ يوماً أنّ شعلة المقاومة والفداء قد إنطفأت.
وتشهد مناطق قطاع غزة وخاصة مدينة خان يونس معارك ضارية قام خلالها الفدائيون بعمليات نوعية بتفجير عبوات ناسفة محلية الصنع أثناء إقتحام قوات عسكرية إسرائيلية أو استهدافهم بقذائق الياسين محلية الصنع.

وبالرغم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على وسائل الإعلام التي تحظر تناول ونشر أية معلومات والتعامل معها من دون الحصول على موافقة مسبقة منها مثلاً تفاصيل العمليات العسكرية والهجمات الصاروخية التي تصيب مواقع حسّاسة في الداخل الإسرائيلي وحتى يومنا هذا، لم يتم الإعتراف بالخسائر البشرية رسميّاً.
يذكر أن قسم التأهيل في وزارة حرب العدو يستقبل يومياً أكثر من 70 مصاباً معظم إصاباتهم خطرة عدا عن الهزيمة النفسيّة التي يعيشها أفراد العدو جيشاً وشعباً وحكومة.

نرى منهم من يغادر هاربا إلى بلدان مختلفة والباقون يقبعون بين جدران بيوتهم ويعيشون حالات الرعب التي ألقاها في نفوسهم أبطال المقاومة.
وبات الاقتصاد الإسرائيلي في حالة انهيار متسارع فالإنفاق الحكومي والاقتراض ارتفع منسوبهما بينما انخفضت الضرائب والشعب الإسرائيلي مع حكومته في أضعف حالاتهم فالعديد منهم يطالب بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو الذي يريد استمرار الحرب لإطالة عمر حكومته. وهو لا يزال يتخبط في مستنقع فشله ورعونته السياسيّة والعسكريّة وجنوده يغرقون كل يوم في وحول الجبهة والهزيمة النكراء المؤكّدة، لأنّ جيس الاحتلال يتكبد خسائر لا قدرة له على تحملها.
حتى أن المخزون العسكري الأميركي في الكيان الإسرائيلي قد تمّ إستنزافه وتم سحب الكثير من الأسلحة والذخائر من القواعد الأميركيّة في أوروبا ونقلها إلى هذه المعركة ودمر الكثير منها بنيران المقاومة الفلسطينية التي لن تستسلم وستواصل صمودها حتى تحرير غزة وتحقيق طموحات الفلسطينيين الوطنية المشروعة.

*كاتية سورية.

Optimized by Optimole