صدور العدد 71 من مجلّة الأبحاث: خواتيم النصوص في الأدب العربي

صدور العدد 71 من مجلّة الأبحاث:  خواتيم النصوص في الأدب العربي
Spread the love

شؤون آسيوية – صدر أخيرًا العدد الواحد والسبعون من مجلّة الأبحاث، مجلّة كلّيّة الآداب والعلوم في الجامعة الأميركيّة في بيروت، وهو عددٌ مزدوجٌ خاصّ بدراسة الخواتيم في التراث الأدبيّ العربيّ، المكتوب والشفويّ على السواء. ويشتمل العدد على الأوراق البحثيّة التي قُدّمت في مؤتمر عُقد في شهر حزيران سنة 2021 حول هذا الموضوع. جمع المؤتمر اثنين وعشرين مشاركًا في لقاءٍ افتراضيّ (بسبب تداعيات الجائحة)، نظّمه كلٌّ من بلال الأرفه لي ولاله بهزادي، برعاية جامعة بامبرغ والجامعة الأميركيّة في بيروت. استغرق المؤتمر ثلاثة أيّام، وعُرضت فيه أبحاثٌ قيّمة تعمّقت في مقاربة الختام في عددٍ من الأنواع الأدبيّة العربيّة، واختير منها عشرة أبحاث لتُنشر في هذا العدد الخاصّ.

يُذكر أنّ بعض الدراسات الضيّقة كانت قد وُضعت سابقًا في خواتيم القصائد العربيّة، مثل خاتمة القصيدة في القرن الرابع الهجريّ في العراق والشام لعبد الرحمن بن صالح الخميس (2014)، وخاتمة القصيدة الأندلسيّة في عصر الطوائف لياسر البيّاتي (2016)، ولكن لم يُفرَد أيٌّ من المؤلّفات – بالعربيّة أو بغيرها – لدراسة الخواتيم في الأدب العربيّ بمختلف أجناسه. وهنا تكمن أهمّيّة هذا المجلّد من مجلّة الأبحاث، فهو يجمع مقالاتٍ بالعربيّة والإنجليزيّة تدرس جوانب وخصائص مختلفة للخواتيم والنهايات في الأدب العربيّ-الإسلاميّ، وذلك في القصائد والرسائل والحكايات الخرافيّة والروايات والمخطوطات والموسوعات الأدبيّة وكتب الاختيار والأخبار التاريخيّة.

يقدّم للعدد أستاذ الأدب في جامعة نيويورك أبوظبي، موريس بومرنتز، ممهِّدًا الطريق أمام مقاربات متشعّبة. ومن هذه المقاربات توصيف النقّاد العرب القدامى لخواتيم القصائد “القبيحة”؛ وانفتاح النهايات في كليلة ودمنة وأثره في انتقال هذا التراث الحكائيّ القديم بين الحضارات؛ وأختام النسّاخ آخر المخطوطات وإضاءتها على السياقات الاجتماعيّة والسياسيّة للعصر؛ وتغييب الختام في أدب المدينة الفاسدة لفتح نافذة أمل؛ وتحقُّق النهاية في بعض الروايات بعد زمن كتابتها؛ واستثمار نهايات الأنماط المعرفيّة السابقة في مناهج الاختيار لانطلاقة جديدة؛ وتقاطُع الأدب والفنّ في التشابه بين تصميم الموسوعات الأدبيّة والبُسُط المملوكيّة؛ والاستراتيجيّات السرديّة لصياغة النهايات في الليالي العربيّة؛ والبعد التعليميّ في رسائل إخوان الصفاء؛ وتأثير النهايات العنيفة على تذكّر الأحداث التاريخيّة وتصوّر عواقبها.

ولا ريب أنّ دراسة الخواتيم في الأدب تساهم في إدراك أهمّيّتها والتعرّف إلى أساليب المصنّفين ومناهجهم في صوغها. ومن المؤمَّل أن يكون هذا المجلّد فاتحةً لدراسة الخواتيم في الأدب العربيّ، لتصير جزءًا من الدراسات المقارنة العابرة.