هل ثروة الغاز سبب تدمير غزة؟؟

هل ثروة الغاز سبب تدمير غزة؟؟
Spread the love

خاص شؤون آسيوية – إعداد: هدى علي

منذ قرون، يعتبر قطاع غزة من بين المناطق التي تتمتع بموارد طبيعية غنية ومتنوعة، حيث يوجد مالا يقل عن 104 تريليون قدم مكعب من الغاز أو بأدق الأراضي الفلسطينية تقع فوق خزانات كبيرة من ثروة النفط والغاز الطبيعي، وأيضاً يوجد مصادر مياه جوفية غنية وسهول زراعية خصبة وسواحل خلابة. ولكن، رغم ثراء هذه الموارد، يتعرض القطاع إلى احتلال إسرائيلي يؤثر بشدة على استغلال هذه الموارد.

فهل الحروب الدائرة على القطاع سببه هذه الموارد؟؟

يثير ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تساؤلات حول الدور الذي تلعبه الموارد الطبيعية في استمرار هذه الحروب المدمرة، حيث يعتبر القطاع منطقة ذات موارد طبيعية محدودة وقيد استغلالها بسبب التوترات السياسية المستمرة والتحديات الاقتصادية. يتطلب فهم أثر الموارد الطبيعية في تصاعد الصراعات في غزة وتحقيق الاستقرار المستدام تحليلًا متعمقًا.
لكل حرب أبعادها السياسية، الاقتصادية، وحتى الثقافية، وحرب الإسرائيليين على غزة تجد فيها كل هذه التقاطعات.

تقرير نشره موقع مونتيكارلو الفرنسي عن كنوزٍ بمليارات الدولارات تقبع في غزة وبحرها وباطن أرضها وهذه الكنوز من الطبيعي أن تجعل غزة صيداً ثميناً بالنسبة لإسرائيل.

لكن قد يسأل البعض هل الإسرائيليون بحاجة لحربٍ كبيرة كهذه للاستيلاء على خيرات الفلسطينيين؟؟!

وفقاً للقوانين والاتفاقيات الدولية يحق للفلسطينيين استغلال مواردهم الطبيعية وذلك بعد أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدة مرات لصالح مشروع قرار بعنوان السيادة على الموارد الطبيعية والذي ينص على السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية وحقه في المطالبة بالتعويض نتيجة لأي خسارةٍ واستغلالٍ أو استنزاف موارده الطبيعية، وهذا كلامٌ واضحٌ يمنع إسرائيل من التصرف بخيرات الفلسطينيين وفي حال أقدموا على ذلك يتعتبر الأمر بمثابة السرقة.

الباحث السياسي أحمد منصور قال في دراسة خاصة له: ” إذا كان أحد الأهداف الأساسية للحرب الأمريكية علي العراق هو السيطرة علي منابع النفط وسرقتها كما يحدث الآن فإني أؤكد من خلال هذه الدارسة ـ التي استغرق إعدادها عدة أسابيع ـ أن أبرز أهداف الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة هو السيطرة علي منابع وآبار الغاز التي تتواجد في سواحل غزة والتي لا يعلم عنها كثير من الناس حتى من أهل غزة إلا معلومات قليلة”

ومن جهتها أعلنت شركة ” بريتش غاز ” بعد اكتشافها الغاز في سواحل غزة في العام 2000 في تقرير نشرته صحيفة ” التايمز ” البريطانية في 23 مايو من العام 2007 أنها تقدر احتياطيات الحقل المكتشف في العام 2000 بأنها تزيد عن تريليون قدم مكعب من الغاز أي ما يساوي 150 مليون برميل من النفط.  وفي تقرير الأندبندنت الذي نشر في 19 أغسطس من العام 2003 أعلنت بريتش غاز أنها يمكن أن تضخ من حقل غزة إلي إسرائيل بين 1,5 إلي 2 مليار متر مكعب من الغاز سنويا وهو ما يعادل ثلث الاحتياجات الإسرائيلية من الغاز .

وقد أشار مايكل تشوسديفسكي في مقال نشره في 8 يناير 2009 علي موقع ” جلوبال ريسرش ” نقلا عن ” جلوبس في 13 نوفمبر 2008 ” أنه في الوقت الذي انتهت فيه إسرائيل من وضع خطة حربها علي غزة المعروفة باسم ” الرصاص المسكوب ” كانت تتفاوض مع شركة ” بريتش غاز ” حيث بدأت مفاوضات جدية في شهر أكتوبر من العام 2008 .

وفي نوفمبر من العام 2008 أمرت وزارة المالية ووزارة البينة التحتية الإسرائيليتين شركة كهرباء إسرائيل بالدخول في مفاوضات مع شركة بريتش غاز لشراء غاز طبيعي من الحقل البحري لمجموعة بريتش غاز البريطانية، وبالفعل وافق مجلس إدارة شركة كهرباء إسرائيل بقيادة موتي فريدمان علي مبادئ الإطار المقترح منذ أسابيع ـ أي بداية التفاوض في شهر مايو كما أشارت التايمز .

وكان وزير الطاقة الإسرائيلي، كاتس، قد وافق الأسبوع الماضي، على زيادة صادرات الغاز من خزان تمار إلى مصر. ولسنوات، ضغطت تركيا على إسرائيل لبناء خط الأنابيب، لكن الأخيرة كانت تخشى أن تضر هذه الخطوة بعلاقاتها مع جارتي تركيا قبرص واليونان مع المشروع المخطط له أن يمر عبر مياههما في شرق البحر الأبيض المتوسط.

كل هذه المعطيات تؤكد علي أن الحرب علي غزة كانت بالدرجة الأولى من أجل الغاز مع تحقيق أهداف أخرى كثيرة كانت هي المعلنة.

يمكن القول إن الموارد الطبيعية في قطاع غزة تلعب دورًا حاسمًا في نشوب الصراعات واستمرارها. التوترات السياسية والاستغلال المفرط للموارد والتحديات البيئية والاقتصادية تشكل تحديات كبيرة تتطلب حلولا مستدامة. حيث يجب على المجتمع الدولي والأطراف المعنية العمل معًا لتعزيز إدارة الموارد الطبيعية بطرق مستدامة وتعزيز الاستقرار في قطاع غزة.

 

Optimized by Optimole