هآرتس: خيار نتنياهو هذا المساء: إصبع أوسط لبايدن

هآرتس: خيار نتنياهو هذا المساء: إصبع أوسط لبايدن
Spread the love

شؤون آسيوية-بقلم إيتان أفريئيل –

مساء يوم الجمعة، الساعة 20:00، نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة “نيويورك تايمز” عنواناً رئيسياً لِما يحدث في الشرق الأوسط: “نتنياهو رفض طلب بلينكن وقف القتال لأسباب إنسانية”.
يفيد الخبر ذاته في التايمز أنه بعد دقائق من نهاية الاجتماع بوزير الخارجية الأميركي الموجود في إسرائيل حالياً، رفض نتنياهو خلال كلمة ألقاها، علناً، الطلب الأميركي السماح بدخول الغذاء والماء والأدوية وحاجات أُخرى إلى قطاع غزة، للدفع بإمكان تحرير المخطوفين لدى “حماس”. وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن “نتنياهو قال إن كل وقف لإطلاق النار مرهون بإطلاق سراح رهائن.”
المهم أنه في هذا التقرير، وبين السطور، يتم الكشف عن كذب نتنياهو والضرر الذي يُلحقه بدولة إسرائيل كل يوم – ويذكّرنا بأنه يجب أن ينسحب ويترك مقعده فوراً. فمن الواضح لكل عاقل أن مَن يدير الأحداث الآن إزاء كل ما يخص الحاجات الإنسانية لسكان غزة هو جو بايدن والأميركيون. بايدن وضع الجيش الأميركي في خدمة إسرائيل، وسيمنحنا مساعدات اقتصادية تقدَّر بنحو 14 مليار دولار، وهو الذي يمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسياً في الأمم المتحدة أمام كل العالم الديمقراطي “المتنور”. من دون الأميركيين، كما قال قائد حزب الله حسن نصرالله، فإن وضع إسرائيل سيكون صعباً جداً، حتى إنه يمكن أن يصل إلى درجة “وجودية” – ونتنياهو يعلم ذلك. لا شك في أنه في اللحظة التي سيضغط فيها بايدن، سيستجيب نتنياهو وإسرائيل لمطلبه بالسماح بدخول مساعدات إنسانية إضافية. الإعلان أنه لن يقوم بذلك – هو خطأ بكل بساطة. فالمساعدة ستصل، وإسرائيل ستسمح بها. نتنياهو نفسه سيسمح بذلك.
إذاً، لماذا يكذب نتنياهو؟ الرد واضح: من أجل استرضاء قاعدته الشعبية العدوانية – الجمهور الإسرائيلي الذي يطالبه بالعمل بغريزة، وعدم أخذ الدبلوماسية بعين الاعتبار. وبكلمات أُخرى، نتنياهو يكذب على قاعدته الشعبية وعلى العالم أيضاً، بهدف الحفاظ على مكانته السياسية وائتلافه، وعلى مقعده. وفي الوقت الذي تزداد القراءات والتقديرات في العالم أن أيام نتنياهو كرئيس حكومة إسرائيل باتت معدودة، فإن آخر ما يود القيام به هو إغضاب القاعدة الشعبية، وهو ما سيؤدي إلى انتقادات من أوساط اليمين بأنه ضعيف أمام “حماس”. بايدن وصحيفة الـ”فايننشال تايمز” يعتقدان أن نتنياهو انتهى، لكن نتنياهو يعتقد أن مَن سيقرر مستقبله هي أصابع أعضاء الكنيست، بتسلئيل سموتريتش وتسفي سوكوت وتالي غوتليف.
إلا إن نتنياهو يكذب – وهذه المرة على المقربين منه- ويضرّ بإسرائيل مرة أُخرى. وبدلاً من الحصول على نقاط في العالم بسبب الموافقة على مساعدة إنسانية سيصادق عليها نتنياهو قريباً، فإن العناوين في العالم تشير إلى إسرائيل الرافضة، العنيفة، وغير الإنسانية. بيبي، مرة أُخرى، يقدم هدية لكل الحركات ضد إسرائيل، ومع “حماس”، ويُضعف إسرائيل، ويحوّل مهمة “الهسباراه”، التي يقوم بها عشرات آلاف الإسرائيليين واليهود في العالم، إلى مستحيلة. وهذا كله كي يتفادى صراخ غوتليف وسارة ويائير، وكي يمتنع بن غفير من التغريد، أو تصوير فيديو ضده في الـ”تيك – توك”. هذه كارثة. هذا جنون. وهذا ضرر كبير.
صحف نهاية الأسبوع التي نُشرت أمس في العالم، وأيضاً في إسرائيل، مليئة بالمطالبات لنتنياهو بالاستقالة، وبتقديرات لماذا من غير المتوقع أن ينجو أكثر من أسابيع معدودة إضافية، وبشرح لماذا يضر بإسرائيل. هذه أمور واضحة لمعسكر الوسط – يسار في إسرائيل. كذب نتنياهو اليوم بشأن المساعدات الإنسانية يشرح الضرر الذي يُلحقه بآخر الداعمين له في اليمين. ها هو يكذب عليكم، سيسمح بالمساعدات – لكنه سيقوم بذلك بالطريقة التي تُلحق الضرر الكبير بإسرائيل.
ومن وجهة نظر خاصة بناخبي اليمين، بسبب نتنياهو، نحن نأكل السمك الفاسد على شكل المليارات التي حوّلها لـ”حماس”؛ وأيضاً نُطرد من المدينة. على نتنياهو أن يذهب. حتى لو كنتم يمينيين أيضاً، ما هو غير الواضح هنا؟

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية