هآرتس: تقرّب روسيا من إيران يعرّض التنسيق بين إسرائيل وروسيا

Spread the love

شؤون آسيوية_بقلم: يهونتان ليس – محلل سياسي

إن تعزيز التعاون بين روسيا وإيران يمكن أن يقوّض العلاقات بين إسرائيل وموسكو، وأن يُلحق الضرر بالتنسيق الأمني معها في سورية – هذا هو تقدير مصادر في إسرائيل. على هذه الخلفية قال مصدر إسرائيلي لـ”هآرتس” إن على إسرائيل أن تدرس توسيع المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

في الأشهر الأخيرة ذكرت تقارير أن إيران تزود روسيا بمسيرات وصواريخ ووسائل قتالية أُخرى لاستخدامها في حربها في أوكرانيا. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنه في ضوء التقارب بين الدولتين ستضغط إيران على موسكو كي لا تسمح بعمليات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في الأراضي السورية.

ويرى المصدر الإسرائيلي أن هذه الأوضاع تحتّم على إسرائيل أن تعيد دراسة موقفها من الحرب في أوكرانيا. “زيادة الاستقطاب بين روسيا والغرب لم يعد يسمح لإسرائيل بالاستمرار بالمناورة بين العالمين”. وأضاف أنه من الواضح الآن أن “الروس لن يعطونا شيئاً، والامتناع من تقديم المساعدة إلى أوكرانيا سيثير استياء الدول في الغرب.”

ومنذ نشوب الحرب في أوكرانيا زودت إسرائيل كييف بالمعلومات الاستخباراتية وبمنظومات دفاعية، لكنها رفضت تزويدها ببطاريات من منظومة القبة الحديدية أو مساعدات عسكرية أُخرى. وبررت هذه السياسة بالخوف من إلحاق الضرر بالعلاقات مع روسيا والذي عبّر عنه أحد المقربين من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالقول: “إن مشكلة إسرائيل فريدة من نوعها. فنحن لا نعرف دولة أُخرى تحلق طائراتها يومياً على مسافة قريبة من الطائرات الروسية.”

إلى جانب ذلك، برز التخوف في القدس من أن يؤدي التدخل لمصلحة أوكرانيا إلى إلحاق الأذى باليهود الذين يعيشون في روسيا. لكن، وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإن تمسك نتنياهو بالسياسة الحالية لن يمنع ذلك، “لأنه إلى جانب التقرب من إيران تنتهج روسيا سياسة داخلية تنتهك حقوق الإنسان ويمكن أن تسيء إلى اليهود الذين يعيشون هناك، الأمر الذي سيؤدي تلقائياً إلى الاشتباك. وسنضطر في النهاية إلى الوقوف إلى جانب الدول الغربية، لكننا سنفعل ذلك بعد تعرضنا للضرب والكدمات”.

تظهر الوثائق التي سُربت من البنتاغون في الأسبوع الماضي أن الإدارة الأميركية درست احتمالات الضغط على إسرائيل لتزويد أوكرانيا بالسلاح بما فيها صواريخ مضادة للدبابات ومنظومات سلاح جويّ متطورة. وبالاستناد إلى تقديرات في واشنطن من المعقول أن تفعل إسرائيل ذلك وفق “النموذج التركي”، أي تقديم السلاح عبر دولة ثالثة، بينما تدعو إلى حل النزاع بوسائل سلمية وتقترح تقديم مساعدتها عبر التوسط بين روسيا وأوكرانيا.

ومنذ غزو الجيش الروسي لبلاده لم يتوقف الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي عن الطلب من إسرائيل مساعدة قواته. ففي شباط/فبراير، وبعد لقائه مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ظهر زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن مطالباً إسرائيل بتزويد بلاده بمنظومة “مقلاع داوود” لاعتراض المسيرات والصواريخ. وقال زيلينسكي:”حتى الآن ليس لدينا ‘مقلاع داوود’ لكني أعتقد أنها مسألة وقت فقط.