المونيتور: “إسرائيل” تهدد باستهداف لبنان إذا نُقلت الأسلحة من إيران إلى حزب الله

المونيتور: “إسرائيل” تهدد باستهداف لبنان إذا نُقلت الأسلحة من إيران إلى حزب الله
Spread the love

شؤون آىسيوية- كتب المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت مقالة في موقع “المونيتور” الأميركي كشف فيها أن جهاز الأمن الإسرائيلي قلق من محاولات طهران نقل أسلحة إلى حزب الله في بيروت عبر رحلات جوية مدنية من طهران، بحسب مزاعم مسؤول استخبارات إسرائيلي كبير التي صرّح بها لموقع “المونيتور” هذا الأسبوع.

قال المسؤول الإسرائيلي لـ”المونيتور” طالباً عدم الكشف عن هويته: “هذه ليست لعبة قط وفأر. إنها أكثر مناوشة بين قطة وثعبان، في إشارة إلى الحملة التي تشنها “إسرائيل” على مدى العقد الماضي ضد النقل الإيراني المكثف للأسلحة والذخائر ومكونات الصواريخ الدقيقة لحزب الله.

وأشار الكاتب إلى أن الجولة الأخيرة في هذه الحملة المستمرة جاءت بسبب مخاوف إسرائيلية من عزم إيران إطلاق طريق تهريب جوي من طهران إلى بيروت باستخدام رحلات مدنية تابعة لشركة معراج إيرلاينز، التي يديرها حرس الثورة الإسلامي الإيراني، والتي بدأت رحلات مباشرة من طهران إلى بيروت في منتصف تشرين الثاني / نوفمبر الماضي. ويزعم الإسرائيليون أن هذا الممر من شأنه أن يكمل أو يحل محل عمليات نقل الأسلحة التي نفذت في السنوات الأخيرة عبر سوريا، وهي الشحنات التي استهدفتها “إسرائيل” مراراً.

وقال المصدر الاستخباري الإسرائيلي لـ”المونيتور”: “من جهة، هذا أمر خطير وسنتعامل معه. من جهة أخرى، دعونا لا ننسى أن طائرات رحلات الركاب لها سعة تحميل محدودة، وبالتالي فإن المعدات المهربة لا تزن أكثر من حقائب اليد الخاصة بالركاب، وبالتالي فإن التهديد الذي تشكله ليس كبيراً. ومع ذلك، فإننا لا نتعامل مع هذا الأمر باستخفاف”.

وتجنب المصدر الإسرائيلي مسألة ما إذا كانت سعة الحمولة المحدودة كافية مع ذلك لتهريب المعدات الإيرانية التي تُستخدم لتحويل صواريخ حزب الله غير الموجهة إلى صواريخ دقيقة، مما يشكل تهديداً استراتيجياً لـ”إسرائيل”، كما أشار بن كسبيت.

وأضاف أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواجه معضلة كبيرة. فوفقاً لتقارير إعلامية أجنبية، فقد نفذت مئات الاعتداءات الجوية والبحرية والبرية ضد أهداف إيرانية وحليفة لإيران في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة فيما تُطلق عليه تسمية “الحرب بين الحربين”. لكن لبنان هو البلد الوحيد الذي كان محصناً من معظم هذه الاعتداءات، مما يعكس توازن الردع بين “إسرائيل” وحزب الله والقواعد غير المكتوبة التي تحكم الهجمات المتبادلة على أراضي كل منهما.

وأوضح الكاتب أنه “مع ذلك، تنظر “إسرائيل” إلى ترسانة الصواريخ الدقيقة المتزايدة لحزب الله على أنها تهديد استراتيجي ملموس لا يقل خطورة عن برنامج إيران النووي. وذكرت صحيفة سعودية هذا الأسبوع أن “إسرائيل” نقلت رسائل إلى لبنان تحذر من أنها ستفكر في قصف مطار بيروت إذا كان بمثابة وجهة لتهريب الأسلحة من إيران. وأشار الكاتب إلى أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى اندلاع حريق هائل من طهران إلى دمشق وبيروت، وعلى طول الطريق إلى تل أبيب والقدس، وإنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية القادمة ستتبنى مثل هذا القرار المصيري.

وقال كسبيت إن الحرب غير المعلنة بين الطرفين تجري كذلك في المجالين الإعلامي والنفسي. ففي كشف نادر، ألمح رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي الأسبوع الماضي إلى أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قد مكّنت من شن هجوم لسلاح الجو الإسرائيلي قبل أسابيع عدة على قافلة شاحنات عند معبر حدودي بين العراق وسوريا تضم 25 شاحنة. وقال كوخافي في مؤتمر جامعي: “الشاحنة رقم 8 هي الشاحنة التي كانت تحمل السلاح”.

وزعم كوخافي أن إيران تأمل في نشر مجموعة من المئات من صواريخ أرض – أرض وصواريخ أرض – بعيدة المدى نسبياً في سوريا ولبنان، إلى جانب نشر عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيمات الحليفة لها في سوريا وتأسيس نوع “حزب الله رقم 2” على طول الحدود مع الكيان الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل.

وتابع كوخافي: “هذه الأشياء الثلاثة تعطلت بشكل كبير، ولكن ليس بشكل مطلق. أُغلقت معظم طرق تهريب السلاح كلياً والعدو يفشل في نقل السلاح. كما تضرر الإنتاج الذاتي في هذا الفضاء بشكل عميق للغاية، بحيث يعطل الوتيرة التي يجهز بها السوريون وحزب الله أنفسهم بالمقذوفات والصواريخ وصواريخ كروز”.

وأوضح الكاتب أن كوخافي يغادر منصبه الشهر المقبل وقد تكون تعليقاته الكاشفة مصممة لتلخيص إنجازات ولايته التي استمرت أربع سنوات، وفي الوقت نفسه نقل رسائل تهديد إلى إيران وحزب الله. وربما كان مدفوعًا كذلك بالرغبة في تعزيز مخصصات الميزانية العسكرية من خلال الإشارة إلى الميزة النوعية لـ”إسرائيل” على أعدائها والحاجة إلى التمويل للحفاظ على هذه الميزة.

وقال كسبيت إنه بغض النظر عن دوافع كوخافي، فإن الجيش الإسرائيلي مقتنع بأن حملته الفعالة على مدى العقد الماضي لتعطيل نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله في لبنان قد أدت إلى خططه لإطلاق ممر نقل جديد باستخدام طائرة مدنية ظاهرياً، بحسب الزعم الإسرائيلي.

وتستهدف حملة “إسرائيل” إيران أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي. فقد ذكر مستخدمو تويتر ومصادر أخرى تعتبر مرتبطة باالستخبارات الإسرائيلية مؤخراً أن لدى “إسرائيل” أسماء 63 طياراً يعملون في شركة طيران إيرانية أخرى – تدعى “ماهان” – يشاركون أو يُفترض أن يشاركوا في نقل أسلحة من طهران إلى بيروت. ووعدت التغريدات بنشر أسماء الطيارين وصورهم قريباً. وتساءل الكاتب: هل هذا تلميح لخطط مستقبلية لإلحاق الضرر بالطيارين؟ هل هذه هي الخطوة الأولى قبل حملة إسرائيلية للضغط من أجل فرض عقوبات على الطيارين أو على شركات الطيران؟

وقال الكاتب إن السؤال الرئيسي هو إلى أين تقود هذه الاتجاهات كلاً من “إسرائيل” وحزب الله وإيران. تتشكل الحكومة السادسة لرئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو لتكون الأكثر راديكالية ويمينية في تاريخ الكيان الإسرائيلي. ويبدو أن هذا يزيد بشكل كبير من احتمالات تحول الحرب منخفضة الحدة بين الجانبين إلى حرب إقليمية شاملة. ويصف المسؤولون الإسرائيليون هذا التصعيد المحتمل بأنه “حرب الشمال الأولى”.

من جهة أخرى، يمكن أن يكون للحكومة الإسرائيلية المقبلة تأثير مخيف على خطط “إسرائيل”، إذ أن نتنياهو سيكون معزولاً على الساحة الدولية بسبب السياسات المتطرفة لحلفائه في الائتلاف وقد تعرض لهجوم شديد من قبل المعارضة الداخلية، وآخر شيء يحتاجه هو حرب مميتة ومدمرة.إذ يمكن لإدارة ديمقراطية معادية له في واشنطن وأعمال الشغب المستمرة في إيران أن تعملا أيضاً على كبح جماح المقاتلين (لدى الطرفين) ومنع نشوب حرب شاملة.

المصدر: المونيتور