هذه هي النتائج المتوقعة للقمة العربية الصينية

هذه هي النتائج المتوقعة للقمة العربية الصينية
Spread the love

شؤون آسيوية – حوار آمنة زكي – عن صحيفة الدستور المصرية |
أجرت صحيفة الدستور المصرية حواراً مع رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية د. هيثم مزاحم حول زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى المملكة العربية السعودية والنتائج المتوقعة للقمم الثلاث، القمة السعودية الصينية والقمة الخليجية الصينية والقمة العربية الصينية. والآتي نص الحوار:

ما هي أبرز الملفات المتوقع مناقشتها خلال القمة العربية الصينية في الرياض؟

يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية تبدأ اليوم وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل بناء على دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

ويتوقع أن تناقش القمة السعودية-الصينية برئاسة الزعيم شي والملك سلمان، ومشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والعسكرية، وبخاصة تصدير النفط السعودي إلى الصين، أكبر زبائنها، والتبادل التجاري، والتعاون في مجال التكنولوجيا والتصنيع.

وسيتضمن برنامج زيارة الرئيس الصيني حضوره “قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية”، و”قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية”، وذلك بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، حيث سيتم خلال القمتين مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي. إذ يتوقع حضور 14 رئيس دولة عربية القمة الصينية العربية، التي ستكون “علامة فارقة” للعلاقات العربية الصينية.

ما هي أهم النتائج المتوقعة خروجها من القمة؟

تأتي زيارة الرئيس الصيني في لحظة حساسة في العلاقات الأميركية السعودية، حيث سيؤكد الطرفان على تعزيز التبادلات التجارية والتعاون في المجالات كافة، وخاصة لجهة استمرار واردات النفط السعودي إلى الصين واستمرار الصادرات الصينية إلى السعودية. كما سيؤكد الطرفان على تعزيز العلاقات السياسية في وقت تتخلى فيها المملكة عن اعتمادها على الولايات المتحدة في تأمين الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل التوتر في العلاقات بين الدولتين. إذ تريد الرياض التعامل مع نظام عالمي متعدد الأقطاب، وهو ما تجلى في تحالف أوبك بلاس ورفضها زيادة إنتاج النفط إرضاء لأميركا وللضغط على روسيا. فالمملكة تعمل وفق حسابات استراتيجية لا تقتصر على الغرب كحليف وضامن بل يمكن أن تشمل الصين وروسيا ودول كبرى أخرى وخاصة أن الصين شريك اقتصادي لا بديل عنه. فالرياض ترسم سياسة خارجية تخدم تحولها الاقتصادي الوطني حيث يبتعد العالم عن الهيدروكربونات، شريان الحياة للسعودية.

أين وصلت العلاقات المشتركة بين الصين والدول العربية؟

تواصل الصين تعزيز علاقاتها مع الدول العربية كل دولة على حدة، وهي وقعت مع أبرز هذه الدول اتفاقيات لضمها إلى مبادرة “الحزام والطريق”. كما تتمتع الصين بعلاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع عدد من الدول العربية، وخاصة السعودية والكويت والإمارات وقطر ومصر والسودان والعراق.

ويتوقع الخبراء أن تعزز القمة الصينية العربية العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، ما يجعل من الصين الشريك الأمثل للدول العربية عموماً ودول الخليج بشكل خاص.

ما هي دلالات وأهمية القمة في الوقت الحالي لاسيما مع أزمة الطاقة في أوروبا؟

لا علاقة لهذه القمة بأزمة الطاقة في أوروبا، وخاصة أن الصين التي تستورد النفط من كل من السعودية وإيران والعراق والكويت والإمارات وسلطنة عمان، والغاز القطري، كما تستورد الغاز والنفط من روسيا، وهي تنوع مصادرها للطاقة حتى لا تعتمد على مصدر واحد.

كيف ترى العلاقات المصرية الصينية لاسيما مع المشاريع التنموية الصينية في مصر؟

تمتعت الصين ومصر تاريخياً بعلاقة جيوسياسية استراتيجية وعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية عميقة وواسعة، حيث حرص البلدان على رسم سياساتهما الخارجية وفقاً لمبادئ القانون الدولي والسيادة والاستقلال واحترام الآخرين وتعزيز الاستقرار والسلام في كافة أرجاء العالم، والدعوة إلى نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل قائم على احترام خصوصية كل دولة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة والسعي إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية.

لقد عزز البلدن تعاونهما الاقتصادي والتجاري خلال الأعوام الماضية وهناك 63 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين إضافة إلى مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، التي شملت مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتنمية البشرية والتدريب والذكاء الاصطناعي، والصناعة.

 فالصين أكبر شريك تجاري لمصر. وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2020 نحو 12.895 مليار دولار، بزيادة قدرها 10٪ على أساس سنوي. وبلغت صادرات الصين لمصر خلال الفترة المذكورة 12.06 مليار دولار، بزيادة سنوية 12.2٪، بينما بلغت صادرات مصر إلى الصين 835 مليون دولار. وبلغ حجم الاستثمارات الصينية في مصر في عام 2019، نحو 7 مليارات دولار وفرت حوالي 40 ألف فرصة عمل للمواطنين المصريين.