الإلفة أم الحب أيّهما أنضج ؟

الإلفة أم الحب أيّهما أنضج ؟
Spread the love

شجون عربية / رفيا عبود_صحافية وكاتبة سورية

الإلفة أم الحب أيّهما أنضج ؟

السؤال الذي يراود الكثير من العشاق قبل الارتباط..
ويكون محوراً أساسياً في أي علاقة ناجحة بين الشريكين، ولكن هل يحتاج إلى دلالات حتى يتقدم الواحد على الآخر من حيث العلاقة القائمة….!؟

الإهتمام أهم من الحبّ..
لسنا في صدد تحليل أي علاقة بين اثنين ولكن لابّد لنا أن نقف قليلاً حول المعطيات التي تزيد في قوة العلاقة وتجعلها تسير في طريق واضحٍ معبّدٍ بالاحترام والتقدير.. فيتكون لدى الشريكين فكرة أساسية مفادها أنّهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً قائماً على كل أنواع الود والاحترام، فالحالة الطبيعية هي أن تبدأ العلاقة بالحب وهذه تعتبر أولى خطوات النجاح ، ومن ثمَّ يتحول هذا الحب إلى الاحترام وبعده يتبلور ليصل إلى الإلفة وهي اعلى درجات التعلق بالآخر.. فيصبحان كنفسٍ واحدة كلّ منهما يسكن في الأخرى كما ذُكر في القرآن الكريم.
لذلك ينشأ الاهتمام الذي يعتبر العنصر الكيميائي في أي علاقة تريد أن تصبح ناضجةً وتتحول إلى الزواج المكلل بالمواقف الجميلة والذكريات التي تضج فيها النفس، وتجعل من كلا الشريكين يعيش مع الآخر حياةً منسجمة ومتصالحة مع ذاته ويكون في النهاية اختياره صحيّاً وصحيحاً.


وجع الروح أصعب من وجع الجسد..
عبارة تتردد كثيراً على أفواه المحبين وإن أمعنا النظر قليلاً نجدها أصدق تعبيراً وأشدّ إيلاماً فإن وصلت العلاقة إلى أعلى درجات المحبة والإلفة بين الشريكين فمن المنطق أن يكون وجع الروح يحصل على مراتب عالية وله وقع في النفس أكثر بكثير من الجسد.. فالجسد يتعافى والإنسان محكوم بالعديد من المطبات الصحية التي تعترض حياته.. وهنا يأتي دور الشريك على أن يخفف عنه ويقف معه وهذا ما يجعله يتجاوز محنته بعزمٍ وإصرار ويعيد بناء ما أصابه من تصدّع، لذلك نحن في أمس الحاجة للشريك المتفهم حتى نصل إلى السكينة الداخلية التي تجعل منّا أناساً صادقين ومتصارحين مع أنفسنا.