الفنان أحمد الخطيب ل”شجون عربية”: أنا أرسم لفلسطين وللإنسان الفلسطيني المقاوم

خاص شجون عربية – حوار: لمى حسام الدين|
ألوان ريشته الجميلة ورؤيته الفنية التي ينقلها من خلال رسوماته ويجسدها بأفكاره لتصبح لوحة فنية ذات معنى … الفنان التشكيلي الفلسطيني “أحمد الخطيب”، ومنذ بداياته الأولى كان معبراً بشكل أو بآخر عن القضية الفلسطينية، ومشاركاً فعالاً لكل ما مرت فيه من أحداث.
من مواليد عام 1983 ، تخرج من معهد إعداد المدرسين قسم العمل اليدوي 2003 ،وعضو في اتحادي الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين فرع سورية ، مشرف فني على المركز التربوي للفنون التشكيلية ، خريج مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية ، شارك في العديد من المعارض في عدد من المحافظات وفي معظم المعارض الفنية بدمشق بين عامي 2009 و 2017 ، حائز على دكتوراه فخرية من مركز رؤية للدراسات والأبحاث في فلسطين.
ضيفي وضيفكم اليوم لهذا الحوار في شجون عربية هو صاحب الحس الرومانسي العاطفي: ” أحمد الخطيب ”

-حضرتك مواطن مقيم عايش بسورية ما هو شعورك بالنسبة لسورية و لفلسطين والقضية الفلسطينية؟
أنا كفلسطيني سوري ولدت وتربيت في سورية التي احتضنت اللاجئين الفلسطينيين كأم تحنو على ابنائها .. درست وتعلمت ورسمت وكبرت على حب فلسطين قضيتي وقضية كل حر وشريف في العالم .
أنتمي لفلسطين للشهداء وللمقاومة، وما غابت يوماً عن وجداني و لوحاتي .
أرسم لفلسطين والإنسان الفلسطيني المقاوم الذي عانى ويعاني ويلات التهجير ومورس بحقه أقصى أنواع التعذيب والقهر والعنصرية . اتجهت بالسريالية الحديثة التي قدمت خلالها رؤيتي الفنية لأن ما يحدث بفلسطين سريالي ومبهم ويناقض كل مفاهيم المنطق . كيف لشعب مضطهد ألا يبقى صامدا متمسكا بأرضه وانتماءه لقضيته وهويته ..
ولا زال الانتظار يحكم ماضيه وحاضره ومستقبله …. انتظار العودة والتحرير والنصر

-برأيك ما هو دور الفنان في التعبير عن قضيته المحورية كمشاركة فعالة منه في النضال؟
كان لتعاون ودعم السيد نعيم فرحات لنا كفنانين فلسطينيين وعرب كبير الأثر بتقديم أعمال فنية وطنية إنسانية حداثية ملتزمة فيها التجديد كما فيها الأصالة، حيث قدم السيد نعيم فكرة لتجربة الرسم على الخيم
( مشروع مدينة الخيم) التي رسمنا فيها لوحاتنا على سطح الخيمة التي هي الملاذ المرحلي للاجئ.
هذه الفكرة بحد ذاتها فكرة إبداعية أغنت وأثرت و ألهمت الفنان بخوض تحدي فني مهم من حيث التقنية والحجم والتكوين والموضوع .
بالنسبة لي كان تحد من نوع آخر،حيث رسمت على سطوح الخيمة عملاً ثلاثي الأبعاد مترابط لوناً وتكويناً، ويصور رحلة اللاجئين تاركين أرضهم وأحبائهم حاملين معهم أمتعتهم وذكرياتهم.
كانت خيمة بانورامية تصور ما يحدث لنا كفلسطينيين .
نحن أبناء الحياة نبني قوارب العودة بصبر وأمل كبيرين وثقة وإيمان بالنصر بعدما أُرغمنا لركوب قوارب الموت …
-ما هي الجدارية التي أنهيتها مؤخراً؟
كان لتجربة الرسم على الجداريات ذات الحجوم الكبيرة التي اقترحها السيد نعيم فرصة خلاقة أتاحت لي آفاق واسعة من حيث المضمون والأسلوب والتقنية.
انتهيت مؤخراً من تنفيذ جدارية تربط عاشوراء ونضال الإمام الحسين مع نضال الشعب الفلسطيني يظهر فيها مقدساتنا الإسلامية وشعبنا المقاوم وتحقيق الانتصار الحتمي فلا يموت حق وراءه مطالب.

-ماذا عن أعمالك ذات الطابع الإنساني ؟
رسمت مجموعة أعمال ذات طابع إنساني يصور مؤامرة كورونا والأيدي الخفية التي استهدفت الإنسان بلوحة ، و لوحة أخرى تصور انفجار بيروت وضحاياه واضراره ، ولوحة تصور انتصار مختار ماي على التخلف والجهل.. إنه انتصار النور على الظلام ، ولوحة تصور أم عزيز المناضلة الفلسطينية التي قضت عمرها تنتظر أبناءها وهي تذوب داخل الساعة الرملية …
كما هناك الكثير من المشاريع المستقبلية بالتعاون مع متحف فرحات

-نلاحظ إلى أن أعمالك التي أراها مملوءة بالرومانسية اللونية التي أضفت عليها بعداً وجدانياً وشاعرياً، ومن خلال بعض العناوين التي وضعتها لأعمالك مثل: انتظرها ، زمن، انتظار 2013، حنظلة 2010، مدينة الخيم … على ماذا أشار الفنان أحمد الخطيب بتلك العناوين؟
الرسم بالنسبة لي هو نضال منهجي يعتمد على قوة الفكرة واتقان التنفيذ ،حيث اللوحة تختزل آلاف الكلمات وتقول ما لا يقال وتحفز وتشحن الهمم وتسهم في تكوين ايديولوجيا المجتمع .
الفن الفلسطيني له خصوصيته التي قدم من خلالها الفنانون تاريخ التراث الفلسطيني ،كما واكبوا مراحل الثورة الفلسطينية ورسموا أحلامهم وذاكرتهم وطموحاتهم بالتحرير والنصر فنحن نشأنا على صور الملصقات الفلسطينية على جدران المخيمات التي كان لها تأثير كبير على الوعي النضالي للجماهير . ونظراً لأهميتها جمع السيد نعيم فرحات مشكوراً عدد كبير من الملصقات الفلسطينية لتبقى ذاكرة وأرشيف للنضال الفلسطيني.

-تصنيف إنتاجك الفني لأي مدرسة كانت ، ومن هم الفنانين الذين تأثرت بهم؟
أصنف إنتاجي الفني ضمن المدرسة السريالية والمدرسة الانطباعية فتأثرت بعدد كبير من الفنانين العرب أمثال عبد المعطي أبو زيد وعمر حمدي والأجانب امثال سلفادور دالي ومرتضى كاتوزيان وكلود مونييه مع اختلاف اتجاهاتهم الفنية ،وما زلت أتأثر بكل ما أراه وأشعره فالفنان يختبر تقنياته ومعالجاته من خلال ثقافته البصرية وتجاربه، وخصوصية الفنان تتبلور وتتطور مع الزمن من خلال التأثر والتأثير التفاعلي المستمر.

-لتحدثنا عن اختيارك للون بدراية وتمكنك من جعله يخدم الفكرة ويضفي نوراً يبعث الأمل الكامن في وجدانك لينتقل وبسلاسة إلى المتلقي؟
لاشك أن الألوان لها تأثير تعبيري كبير ولهذا استشعرت أهمية اللون باللوحة فهو عنصر أساسي بتكوينها وسعيت جاهداً لتطوير قدرتي على فهم اللون وتحليله وبناء تآلفات تخدم الفكرة وتعزز الأثر النفسي للألوان.