إقليم كردستان يأمل في عودة السياح الأجانب

إقليم كردستان يأمل في عودة السياح الأجانب
Spread the love

شجون عربية – أربيل، العراق – شينخوا أعرب منظمو الرحلات السياحية وأصحاب الأعمال في إقليم كردستان شمالي العراق عن تفاؤلهم بعودة السياح الأجانب لزيارة الجبال الثلجية والتلال الخضراء على الرغم من سنوات الحرب ووجود تهديدات أمنية.

ورغم أن وزارات الخارجية والسفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية ما تزال تنصح رعاياها بعدم السفر إلى العراق بما في ذلك المنطقة الكردية في الشمال بسبب الإرهاب وعمليات الخطف والصراع المسلح، إلا أن الوضع الامني في كردستان افضل بكثير من بقية مناطق العراق.

وقال كروان وحيد، مؤسس ومالك شركة كردستان العراق للسياحة ويعمل كمرشد سياحي منذ العام 2013 لوكالة أنباء (شينخوا) “بعد انحسار فيروس كورونا، عادت السياحة إلى طبيعتها تقريبا”.

وأضاف وحيد وهو يشير إلى موقع مقدس للكنيسة الكلدانية المسيحية التي يعود تاريخها إلى العام 640 ميلادية والذي يبعد نحو (40 كم) من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق “إنه مكان آمن وموثوق للسياحة”.

لكن آمال انتعاش السياحة تبددت أخيرا عندما وقع هجوما بالصواريخ البالستية على أربيل عاصمة الإقليم في 13 مارس الجاري واستهدف القنصلية الأمريكية الجديدة وضرب المناطق السكنية المحيطة بها ما أدى إلى إصابة مدنيين، كما أثار مخاوف أمنية جديدة.

ويخطط إقليم كردستان المتميز بمناظره الطبيعية وتنوع ثقافته وتراثه لإبراز مكانته كواجهة سياحية وأثرية بعد أن تضررت السياحة بشدة نتيجة الوباء كما هو الحال في أي مكان آخر من العالم.

وذكرت الهيئة العامة للسياحة في إقليم كردستان أن عائدات المنطقة من السياحة تراجعت في العام 2020 بنسبة 75 بالمائة بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

لكن قطاع السياحة بدأ بالانتعاش العام الماضي حيث بلغ إجمالي عدد السائحين الذين زاروا الاقليم أكثر من أربعة ملايين، وحصلت العاصمة أربيل على نصيب الأسد، بحسب البيانات الرسمية.

وما تزال السياحة الداخلية أكبر سوق في كردستان، فيما شكلت تركيا وإيران ولبنان والأردن والدول الأوروبية أكبر الأسواق الخارجية للسياحة في الاقليم.

وكان الاقتصاد المحلي للإقليم وعلى مدى العقود الماضية يعتمد بشكل كبير على قطاع النفط والغاز لكنه يحاول الآن التنويع بعيدا عن اعتماده على صادرات الطاقة.

وأكد رامي الراوي صاحب متجر لبيع المكسرات والفواكه المجففة بسوق القيصري في أربيل أن العام الماضي شهد بالفعل زيادة في عدد السياح العرب وينتظر الآن عودة المزيد من الزوار الاجانب.

وقال الراوي لـ (شينخوا) “انا من محافظة الأنبار غربي العراق وجئت إلى كردستان العام 2014 لفتح متجري هنا”، مضيفا “يأتي كل من الأجانب والسكان المحليين للشراء لكن غالبية العملاء هم من السياح من بغداد والمحافظات الأخرى، وبسبب كورونا كان الوضع صعبا للغاية”.

وفي مكان قريب من محل الراوي، اتفق مام خليل (70 عاما) صاحب مقهى شاي خليل الشهير المزخرفة جدرانه بعشرات الصور من زوار ومشاهير ومسؤولين سابقين، على أن الوضع بدأ يتحسن لكن ببطء.

وقال محمد خليل وهو يحتسي كوبا من الشاي “الوضع الآن أفضل كنا نمر بأزمة ولم يكن لدينا عمل، الآن أفضل بكثير من السابق.

وأضاف “يوجد الآن العديد من السياح من روسيا ومن أمريكا ومن أوروبا وكل يوم لدي الكثير من الزوار الذين يأتون لشرب الشاي والقهوة”.

إلى ذلك يعتبر دير مار متي الواقع على قمة جبل الألفاف على بعد (20 كم) من الموصل أحد أقدم الأديرة المسيحية من المعالم السياحية المعروفة في العراق ويشتهر بمكتبته الرائعة ومجموعة من المخطوطات المسيحية السريانية حيث حافظ القائمون عليه من اجتياح تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) العام 2014 ونقلوا نصوصهم وكتبهم ومخطوطاتهم وأرسلوها إلى داخل اراضي اقليم كردستان.

وقال الأب جوزيف إبراهيم لـ ((شينخوا)) المسؤول عن هذا الدير الذي يبلغ عمره 1600 عام “لدينا الآن سياح أجانب وعرب يزورون الدير والوضع جيد للغاية”.

وفي مدينة دهوك مركز محافظة دهوك الواقعة في أقصى شمال العراق على الحدود مع تركيا والمحاطة بسلاسل جبلية، قال ماتين دوسكي، صاحب مقهى الشهداء لـ (شينخوا) “يزورنا الجميع في المقهى من أجانب وسكان محليين على حد سواء ونرحب بالجميع دون أي تمييز”.

وأضاف وهو جالس في المقهى الخاص به أمام جدران مزينة بصور وممتلكات أفراد قوات الأمن الكردية المعروفين باسم البيشمركة الذين قتلوا بمعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية “بالطبع كان لكورونا تأثير سلبي لكن الوضع يتحسن الآن”.

المصدر: شينخوا