“هآرتس”: الأسبوع المقبل سيكون حاسماً بشأن توجُّه إسرائيل نحو تسوية أو تصعيد في غزة

“هآرتس”:  الأسبوع المقبل سيكون حاسماً بشأن توجُّه إسرائيل نحو تسوية أو تصعيد في غزة
Spread the love

شجون عربية _ بقلم: عاموس هرئيل – مراسل عسكري إسرائيلي

الاختبار الأمني الأول للحكومة الجديدة هذا الأسبوع مرّ بنجاح نسبي. مسيرة الأعلام التي لا لزوم لها، والتي أقرّتها حكومة نتنياهو، أحدثت الاضطرابات المتوقعة منها في القدس الشرقية من دون إشعال حرائق جديدة في قطاع غزة. قيادة “حماس”، على الرغم من تهديداتها بالتحرك للدفاع عن القدس، إلّا إنها لم تأمر بإطلاق صواريخ، واكتفى الفلسطينيون بإطلاق البالونات المشتعلة على حقول غلاف غزة. إسرائيل اختارت رداً أكثر حدة من المعتاد لكنه مدروس – هاجمت طائرات حربية مواقع عسكرية لـ”حماس” في القطاع من دون وقوع إصابات، على أمل أن تكون الرسالة وصلت.

وفي لحظة كوميدية من المتوقع أن نشهد مثلها لاحقاً، غرّد عضو الكنيست يسرائيل كاتس (الليكود)، موبّخاً الحكومة الجديدة. كاتس الذي كان عضواً في المجلس الوزاري المصغر ووزيراً للمال والخارجية والمواصلات في حكومات نتنياهو، ادّعى أن “حُكم سديروت هو مثل حُكم تل أبيب”، وانتقد الرد الضعيف الذي لم يفِ بالوعود الإسرائيلية بعد عملية “حارس الأسوار” في الشهر الماضي، في رأيه. هذا الكلام يذكّر بوعود نتنياهو الفارغة بإسقاط سلطة “حماس” في غزة بعد عملية الرصاص المصبوب في سنة 2009، قبل وقت قليل من عودته إلى الحكم. يتعامل نتنياهو وأنصاره مع الحقائق التاريخية كما يتعاملون مع الفلسطينيين، فهم يعيدون صوغها بما يتلاءم مع حاجاتهم، متجاهلين الوقائع تجاهلاً مطلقاً.

ذاكرة كاتس القصيرة لا تخلّص بينت من المشكلات التي تواجهه. إذا واصلت “حماس” إشعال الحرائق في غلاف غزة فسيزداد الضغط على الحكومة للرد بقوة أكبر، ومن هناك يمكن أن تتدهور الأمور بسرعة. ويمكن أن تقع إسرائيل في الفخ عينه الذي امتنعت من الوقوع فيه في صيف 2018، حين منع إصرار رئيس الأركان آنذاك غادي أيزنكوت وحده خوض عملية عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع، رداً على إطلاق بالونات مشتعلة.

بعد الهجمات يوم الثلاثاء بعثت إسرائيل برسالة إلى “حماس” عن طريق الاستخبارات المصرية تقول فيها إنها لن تسكت على إطلاق المزيد من البالونات المشتعلة. وقالت للوسطاء المصريين أنه إذا جرت المحافظة على الهدوء يمكن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في القاهرة الأسبوع المقبل. تصرّ إسرائيل على التمسك بمطلبين ترفضهما “حماس”: تغيير آلية تحويل المال القطري إلى القطاع، واستئناف النقاش بشأن صفقة الأسرى والمفقودين. في هذه الأثناء لا تزال إسرائيل تفرض قيوداً على مساحة الصيد المسموح بها على شواطىء القطاع، وتمنع خروج البضائع الفلسطينية عبر المعابر. سيكون من الصعب على “حماس” المحافظة على صمود الاقتصاد في القطاع لفترة طويلة من دون الدفعات الشهرية من قطر. ومن المحتمل أن يظهر هذا الأسبوع ما إذا كان التوجه نحو مفاوضات على التسوية في القطاع، أو نحو تصعيد إضافي يضع الحكومة الجديدة في قيد الاختبار.

في هذه الأثناء، في إمكان “حماس” الاستفادة من نتائج الاستطلاع الأخير الذي أجراه د. خليل الشقاقي وسط سكان المناطق الفلسطينية. إذ قال 94% من الذين شملهم الاستفتاء إنهم يفتخرون بأداء “حماس” في قطاع غزة في المعركة الأخيرة، و77% يعتقدون أن “حماس” خرجت منتصرة، و65% رأوا أن “حماس” نجحت في الدفاع عن المسجد الأقصى. كيف يمكن أن تترجَم هذه الشعبية إلى تأييد سياسي؟ بحسب الشقاقي، سيصوت نحو 41% لـ”حماس” لو جرت الانتخابات البرلمانية، وفقط 30% سيصوتون لـ”فتح”، وهذا يمثّل تحولاً كاملاً مقارنة بنتائج الاستطلاع السابق الذي جرى قبل 3 أشهر (43% لـ “فتح” و30% لـ”حماس”).

سرعة وسهولة تطوُّر تدهور خطر من جديد في القطاع طرحتا تساؤلات بشأن إعلان الجيش الإسرائيلي أن المعركة الأخيرة انتهت بانتصار واضح لإسرائيل. التحول لمصلحة “حماس” وسط الجمهور الفلسطيني واستعداد زعيمها يحيى السنوار للمخاطرة بجولة قتال إضافية يشيران إلى أن الحركة لم تتأثر كثيراً بالتحليل الإسرائيلي للأحداث.

 المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية