الباحث رضا الغرابي لـ”شجون عربية”: الإنتخابات الإيرانية لن تؤثر علی مسار مفاوضات فيينا

الباحث رضا الغرابي لـ”شجون عربية”: الإنتخابات الإيرانية لن تؤثر علی مسار مفاوضات فيينا
Spread the love

شجون عربية – حوار: فاتن سليمان

ثلاث شخصيات إيرانية بارزة لن تخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة في حين أكد مجلس صيانة الدستور للمصادقة على سبعة أسماء فقط لخوض المنافسة، للحديث عن الانتخابات الرئاسية ودور مجلس صيانة الدستور وقضية الأهلية للترشح وتأثير مفاوضات فيينا على التصويت، كان لنا حوار مع الباحث والمحلل في الشؤون الإيرانية رضا الغرابي

  • هناك سبعة مرشحين للإنتخابات الرئاسية الإيرانية ، ولكن تم رفض شخصيات مهمة لها تاريخ في الساحة السياسية، كالرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني ونائب الرئيس اسحاق جهانغيري، لماذا تم رفض أهليتهم للترشح في الانتخابات؟

وفق الدستور الإيراني فإن مجلس صيانة الدستور  مكلف بدراسة صلاحية المرشحين للإنتخابات في ايران الذي يتكون من 12 شخصا، نصفهم من رجال الدين الفقهاء والباقي من الخبراء في مجال القانون. هؤلاء يدرسون ملف الشخصيات المرشحة ويتم التصويت عليهم من قبل الأعضاء الـ 12. وتسمی هذه الآلية بالمراقبة الاستصوابية. عموما النتائج المعلنة من قبل المجلس لم تنل إعجاب الجميع.  وخاصة التيار الإصلاحي الذي اعترض علی النتائج واعتبر رفض مرشحيه إجراء سياسيا.  ووفق النظام الداخلي للمجلس لم يفصح عن أسباب الرفض للرأي العام،  لذلك لاويمكن التأكد من الأسباب الحقيقة لرفض ترشيح بعض الشخصيات.  فيما يخص الرئيس السابق أحمدي نجاد، من الواضح أن مواقفه المتشددة ضد النظام السياسي وانتقاداته الحادة المتزايدة خلال السنوات الماضية وحتی الآن،  هي التي تسببت برفض ترشحه وكان ذلك متوقعا لدی الجميع.  أما بالنسبة إلی علي لاريجاني فالأسباب غير واضحة حتی الآن. فالبعض يربط السبب بإبنته التي يقال انها تقيم في الولايات المتحدة والقانون يعارض تولي المسؤوليات الحساسة من قبل الأفراد الذين يقيم أحد أفراد عائلاتهم في خارج البلاد أو يمتلك جنسية أجنبية.   أما عن أسباب رفض جهانغيري والبعض الآخر غير واضح بعد سبب الرفض.

  • يرى البعض أن استبعاد هذه الشخصيات سيؤثر على نسبة المشاركة المتوقعة في الانتخابات الرئاسية ؟

علی كل حال التيار الإصلاحي لا يملك حاليا مرشحا رسميا بعد إعلان أسماء المرشحين النهائيين، فمن الطبيعي استياء جمهور هذا التيار وعدم المشاركة من قبل فئات منهم.  وتؤكد نتائج الاستطلاعات علی ذلك حتی هذه اللحظة.  طبعا هناك بعض الشخصيات الإصلاحية التي طالبت بمشاركة جمهورها من أجل سد الطريق علی وصول الأصوليين إلی سدة الحكم.

  • مازالت المفاوضات جارية في فيينا، هل ستؤثر على العملية الإنتخابية؟

إن مسار المفاوضات لم يأت بنتائج حتی الآن ويبدو أن حصول الأطراف علی النتائج المرضية أمر صعب وخاصة أن طهران قامت بزيادة مطالبها وشروطها في المفاوضات.  وبالطبع الدول الغربية تراقب المسار الإنتخابي في إيران ونجاح التيار المنتقد للمفاوضات والاتفاق النووي الذي يزعجهم كثيرا، لكن اعتقد أن هؤلاء يدركون أن أي حكومة ستتشكل لاحقا في ايران،  هي في الأساس منفذة للسياسة الإيرانية العليا، التي تحاك خارج الحكومة. لذلك اعتقد أن الإنتخابات لن تؤثر كثيرا علی مسار المفاوضات الجارية في فيينا.

  • في حال تم التوصل إلى اتفاق في محادثات فيينا، هل سيخدم ذلك التيار الإصلاحي؟

كما قلت لا أعتقد أن المفاوضات تأتي بنتائج ايجابية قبل الاقتراع الرئاسي.  لكن في حال حصول ذلك استبعد أن الأمر  يخدم الإصلاحيين كثيرا وذلك بسبب وضع مرشحيهم.

  • وصول رئيس محافظ للرئاسة، كيف سيؤثر على محادثات فيينا؟

كما قلت أن مسؤولية الملف النووي الحساس لا تقع علی عاتق الحكومة الإيرانية لوحدها، بل هناك جهات عليا مثل قائد الثورة والمجلس الأعلی للأمن القومي ترسم خارطة الطريق للفريق المفاوض، وبالطبع وصول رئيس محافظ للرئاسة سيوحد الموقف في ايران بين الدولة والحكومة في مسار المفاوضات والشروط.

  • برأيك من هو المرشح الأوفر حظا للفوز في الإنتخابات الرئاسية؟

علی الورق ووفق الاستبيانات التي تجريها العديد من المراكز البحثية في ايران فإن ابراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية، هو المرشح الأوفر حظا للفوز بالرئاسة.  حيث تقول الأرقام ان الفارق بينه وبين المرشحين الآخرين كبير جدا. حتی قبل إعلان أسماء المرشحين النهائيين من قبل مجلس صيانة الدستور وإبعاد المرشحين الإصلاحيين، كانت الاستطلاعات تشير إلی تقدم كبير لصالح رئيسي علی حساب شخصيات إصلاحية،  مثل وزير الخارجية محمد جواد ظريف ونائب الرئيس اسحاق جهانغيري وشخصيات أخری، مثل علي لاريجاني ومحمد باقر قاليباف ومسعود بزشكيان. لكن لا تزال ثلاثة أسابيع على الانتخابات والمرشحون أنفسهم لم يعرضوا  برامجهم علی الناخبين والجمهور، وخاصة أن المناظرات التلفزيونية الثلاثة التي ستجمع المرشحين السبعة تحت سقف واحد ستلعب دورا مؤثرا في تغيير الأرقام.