العميد فرحات: “سقوط الصاروخ السوري قد يمهد لتغيير قواعد الاشتباك”

العميد فرحات: “سقوط الصاروخ السوري قد يمهد لتغيير قواعد الاشتباك”
Spread the love

 /خاص – شجون عربية – حوار: فاطمة الموسى
أطلق على الكيان الإسرائيلي صاروخ من سوريا سقط في صحراء النقب قريباً من مفاعل ديمونة وقالت إسرائيل إن هذا الصاروخ هو صاروخ أرض جو أطلق على الطائرات الإسرائيلية التي كانت تشن عدوانا على سورية، ولكنه وصل إلى صحراء النقب واعتبر أن هذا اختراق عسكري كبير لسورية وفي هذا السياق كان لنا حوار مع العميد السابق في الجيش اللبناني الخبير العسكري والاستراتيجي إلياس فرحات”:

– ماهو تعليقك على سقوط صاروخ سوري في فلسطين المحتلة؟
– صباح اليوم نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية نبأ سقوط صاروخ في شمال مفاعل ديمونة في صحراء النقب الإسرائيلية وحددت مكان انطلاقه من داخل سورية النبأ جاء بالصيغتين الصيغة الأولى أنه صاروخ أرض أرض يحمل 200 كيلو غرام متفجرات، والصيغة الثانية أنه أصاب صاروخ أرض جو انفجر داخل الجو وتطايرت شظاياه، اللافت أن الأجهزة الإسرائيلية التي من المفترض أن تكون كشفت على مكان سقوط الصاروخ وتحديد ما إن كان هناك حفرة وهذا يعني أن صاروخ أرض أرض أو إذا أن هناك شظايا وهذا يعني أن صاروخ أرض جو قد انفجر في الجو لم تنشر شيئاً عن ذلك كما أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت نشر أي خبر حول هذا .لموضوع بإستثناء ما سربته إلى بعض الصحف.

ما هي الدلالات السياسية لهذا الحدث؟

– الدلالات السياسية لهذا الحادث غير المسبوق هو أن الشعب في إسرائيل أدرك أنه مع وصول صاروخ إلى شمال ديمونة يعني أن مثل هذا الصاروخ يمكن أن يصل إلى القدس أو إلى تل أبيب أو إلى نتانيا أي عمق المناطق السكنية في إسرائيل، وهذا يعني أن التجمعات السكنية في إسرائيل باتت في خطر وحيث أن إسرائيل ليس لديها عمق استراتيجي وهي ضيقة ولا تسمح مساحتها الصغيرة بالمناورة على الجبهة الداخلية من نقل قوات أو عمليات إنقاذ أو إطفاء حرائق وخلافه فإن أي اشتباك على نطاق واسع بين إسرائيل وبين الجبهة الشمالية في لبنان وسورية وبالتحالف مع إيران سوف يؤدي إلى كارثة داخل إسرائيل قد تكون كارثة كيانية طبعاً إسرائيل لديها إمكانات عسكرية كبيرة وآلات تدمير يمكن أن تدمر في لبنان وتدمر في سورية وفي غير مناطق لكنها في النهاية ستدمر بسبب وضعها الجغرافي الضيق جداً.-

ما هي الأهمية العسكرية لهذا الحدث؟

– يؤكد هذا الحادث أن الصاروخ قد اخترق الأجواء الإسرائيلية بمسافة لا تقل عن 150 كيلو متر وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ النزاع العربي الإسرائيلي وهو يثبت أن شبكة الإنذار التابعة لشبكة الدفاع الجوي المعروف بالقبة الحديدية لم تفعل في هذه الفترة فترة مسير الصاروخ داخل الأجواء الإسرائيلية وهذا يشكل ضعفاً وعيباً واضحاً في هذا الشبكة من الطبيعي أن يهز الكيان الإسرائيلي ويهز القيادة العسكرية الإسرائيلية والولايات المتحدة الأمريكية معاً أيضاً من الناحية العسكرية يمكن أن نفسر أن هذا الصاروخ باليستي انطلق من قاعدة داخل سورية وتعرض لصواريخ دفاع جوي، لكنها لم تؤثر به ومايدل على هذه الفرضية هو أنه سمعت عدة انفجارات قبل الانفجار الكبير الذي يؤشر إلى سقوط الصاروخ مايعني أن هذا الصاروخ مجهز بوسائل مضادة للتشويش تغلبت على أجهزة الإنذار والرادار الإسرائيلية يكشف هذا الحادث قدرة الجيش السوري أوالقوات الإيرانية وحتماً حزب الله على إطلاق صواريخ بإتجاه أهدف بعيدة المدى وبعمق الكيان الإسرائيلي بكامله.-

هل يؤسس هذا الحدث لقواعد اشتباك جديدة؟

 

– في مطلع شهر شباط 2018 أسقطت الدفاعات الجو

 الإسرائيلية طائرة F16 إسرائيلية فوق منطقة الجولان ومنذ ذلك الوقت بدأت قواعد اشتباك جديدة بين سورية وإسرائيل وهي أن الطائرات الإسرائيلية أخذت تقوم بأعمال قصف أهداف اداخل سورية انطلاقاً من الأجواء الإسرائيلية والأجواء اللبنانية والمياه الإقليمية اللبنانية والسورية أي تطلق صواريخ من مسافات بعيدة بإتجاه أهداف داخل سورية الجانب السوري يرد على هذه الصواريخ بصواريخ مضادة للصواريخ من طراز بانتسير يسقد قسماً كبيراً منها ويبقى قسم من هذه الصواريخ يصيب أهداف داخل سورية، اليوم عندما أطلق صاروخ من داخل سورية إلى العمق الإسرائيلي يمكن لذلك أن يؤشر إلى تغيير قواعد الاشتباك بحيث أنه إذا أطلق صاروخ من طائرة إسرائيلية أو من الأرض الإسرائيلية على هدف داخل سورية يمكن لسورية أن ترد في العمق الإسرائيلي وهذا نقطة تحول كبيرة في الصراع يمكن أن يكون هذا الصاروخ هو تمهيد لتغيير قواعد الاشتباكوصولاً إلى قصف أهداف داخل العمق الإسرائيلي.-

هل من رسالة سياسية وراء سقوط هذا الصاروخ؟

– ختاماً يمكن أن يشكل سقوط هذا الصاروخ شمالي

 مفاعل ديمونة رسالة واضحة إلى الشعب الإسرائيلي وإلى القيادة الإسرائيلية بمختلف اتجاهاتها السياسية من أن أي تصعيد للنزاع سوف يؤدي إلى رد يطال العمق الإسرائيلي ويطال الكيان الإسرائيلي وربما هذا يردع إسرائيل عن توسيع عملياتها في المستقبل داخل الأراضي السورية ويمكن أيضاً أن يؤدي على ضعف موقف إسرائيل في التصدي لإيران والتدخل في المفاوضات التي تجري بين مجموعة 5+1 تحديداً الولايات المتحدة الآمريكية وإيران حول إعادة العمل بالاتفاق النووي أي أنه في مختلف الأحوال هذا الصاروخ كشف دقة ضعف لإسرائيل عسكرية ستؤثر عليها في السياسة أيضاً.