“هآرتس”: أيها اليهود، صوتوا للقائمة العربية

“هآرتس”: أيها اليهود، صوتوا للقائمة العربية
Spread the love

شجون عربية _ بقلم: أبراهام بورغ _ رئيس كنيست سابق _ هذه الانتخابات هي أكثر الانتخابات التي جرت في السنوات الأخيرة ضجراً وأهمية. هي مضجرة لأننا تعلمنا في المدرسة أن الانتخابات تجري كل 4 سنوات. لم يحضّرنا أحد لديمقراطية – فائقةـ تُجري 4 انتخابات خلال عامين. وهي شديدة الأهمية – لأن الخريطة السياسية، ولأول مرة منذ سنوات، شفافة بصورة لا مثيل لها.
جزء من اليمين يُظهر مؤشرات مقاومة للعناق الخانق للثعبان في مقر رئاسة الحكومة في بلفور. منذ سنة 1948 وحتى اليوم كان هناك 4 زعماء فقط [لليمين]: مناحيم بيغن، ويتسحاق شامير، وأريئيل شارون، وبنيامين نتنياهو. هذا انتهى. لم يعد هناك زعيم وحيد للكتلة، بل 3 زعماء على الأقل. في المعسكر المقابل تتغير الطاقة. بعد أسابيع سقط خلالها كل الزعماء الذين لا حظوظ لهم في الفوز، بقي فقط بني غانتس ويارون زليخا اللذين لم يصغيا ولم يفهما. الآخرون كلهم يقترحون خياراً ليس سيئاً من بدائل دقيقة للغاية.
الذي يعتقد من جانبنا أنه يجب أن يحل أحد ما محل نتنياهو، يرغب في أن يكون يائير لبيد كبيراً وقوياً مع 20 مقعداً على الأقل. بالإضافة إلى ذلك فإن نجاحه في تأسيس حزب للطبقة الوسطى مثير للإعجاب فعلاً. كل الذين ضاقوا ذرعاً بخلط الدين بالدولة يجدون ملاذهم لدى أفيغدور ليبرمان العلماني – الراشد والمسؤول والخبير، الذي خفف من ألسنة اللهب إلى الحد الأدنى، ويرسي بنية تحتية لنقاش عميق في الدين أو الدولة.
أصبح للنسويات معقلاً جديداً في حزب العمل بزعامة ميراف ميخائيلي. حزب الياقات الزهر نجا من الزوال حتى الآن. ميرتس تتفاخر بالمثليين والمثليات وبمعارضتها للاحتلال، وتتوجه مجدداً نحو الناخبين الاستراتيجيين على أمل أن ينقذوها مجدداً من الغرق. وهناك أيضاً العرب.
القائمة المشتركة هي مثل مثلثات البيتزا التي لا تشكل بيتزا عائلية متكاملة. كل واحد من مؤيدي الأحزاب الثلاثة مستعد للقسم بأن قضيته هي الأكثر أهمية من غيرها. كلهم يريدون المساواة، ويتعهدون إعطاء الأولوية للوسط العربي ومصالحهم. فقط مصالحهم. هم لم يكونوا قادرين على النهوض والتوحد وخوض الانتخابات معاً من أجل الفكرة الأكبر منهم: دولة لكل مواطنيها تلتزم بمساواة حقيقية وجوهرية لكل الإسرائيليين. المعركة الانتخابية العميقة والحقيقية هي بين وجهة النظر العلمانية لدولة لكل مواطنيها وبين المتعصبين للتفوق اليهودي، المستعدين لتقديس كل تفرقة وإقصاء وتمييز من أجل المحافظة على التفوق اليهودي.
في هذه الحال لمن نصوّت بعد فشل لبيد وميخائيلي ونيتسان هوروفيتس وأيمن عودة في التوحد معاً من أجل النضال المدني؟ الجواب بسيط. كل الهويات مهمة، وكل الآلام التي تعانيها القطاعات محقة. لكن لا شيء سيغير منظومة العمل الإسرائيلية. حتى لو كان هناك 20 عضواً من المثليين في الكنيست، وحتى لو كان نصف الكنيست من الرجال ونصفه من النساء. كل هذا قليل جداً ولن يغير كثيراً.
وحدها المساواة بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي، وإقامة شراكة برلمانية على أساس مدني من دون تمييز سيُحدثان التغيير في ترتيب الأحجام. كل مَن يؤمن فعلاً بفكرة المساواة بين الجميع – يجب أن يصوّت للقائمة المشتركة.
هذا الحزب بعيد عن الكمال؛ هناك أحزاب تضم أعضاء برلمانيين أكثر إثارة للإعجاب، وفيها شخصيات معروفة أكثر وأفكار أفضل. لكن أي تصويت آخر لن يُحدث الزلزال الضروري لنا جميعاً. المساواة الكاملة للعرب هي الورقة الرابحة التي ستؤدي إلى حل كل الإحباطات والإقصاءات والتفرقة.
حتى لو كان الأمر غير مستحب بالنسبة إلى بعض القوميين، يجب أن نقول: مستقبل الديمقراطية الإسرائيلية يكمن في مستقبل المساواة المدنية الكاملة للأقلية العربية. من هنا التصويت للقائمة المشتركة هو التصويت الديمقراطي الأكثر أهمية اليوم.
إذا لم يكن هذا كله مقنعاً، سأضيف حجة عاطفية بكلماتي: يجب على اليهودي الملتزم بتراثه التاريخي أن يفكر على هذا النحو: كيف أردنا في الماضي أن يصوّت مجتمع الأكثرية غير اليهودية؟ أردنا أن يصوّت لأحزاب تضمن للأقلية اليهودية أن تكون متساوية على الرغم من الاختلاف. هكذا فعلنا عندما كنا أقلية، فكم بالأحرى عندما أصبحنا أكثرية. التصويت الأكثر يهودية اليوم هو التصويت للقائمة المشتركة.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية