ترقب قبل تصويت الكونغرس لإلغاء “اوباماكير”

ترقب قبل تصويت الكونغرس لإلغاء “اوباماكير”
Spread the love

“شجون عربية” — كثف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاوراته مع النواب الجمهوريين غير الممتثلين لتوجهاته لانقاذ مشروعه لالغاء قانون “أوباماكير” للرعاية الصحية وتبني قانون آخر بدلا منه، في حين يسود الترقب الكونغرس مع خشية من فشل التصويت.
ولم يتم التوصل الى اي حل وسط في ختام لقاء في البيت الابيض مع نحو ثلاثين نائبا جمهوريا محافظا في حين يفترض التصويت في نهاية اليوم الا في حال تقرر تأجيل ذلك. ويستقبل دونالد ترامب وفدا آخر بعد الظهر.
وقال مارك ميدوز الذي يقود النواب غير الممتثلين في “تجمع الحرية” (فريدوم كوكوس) المؤلف من محافظين صارمين منبثقين من تيار حزب الشاي الذي برز في 2010، “اعتقد اننا سنواصل التفاوض بحسن نية وآمل بأن نتوصل الى اتفاق قبل السابعة مساء”، على ان يجتمع النواب مجددا بعد الظهر. لكنه توقع الفشل في حال عدم الحصول على تنازلات.
ويعتبر التصويت أهم امتحان سياسي للرئيس الأميركي وأول تعديل كبير في ولاية الرئيس الأميركي الـ45 الذي يؤكد دوما أنه مفاوض لا مثيل له.
ويؤكد المعارضون المحافظون حيازة عدد كاف من الأصوات لافشال المشروع الجديد، لكن قادة الجمهوريين يواصلون المساومة لاقناعهم بالبقاء في صف الأكثرية.
منذ صدور قانون أوباماكير قبل سبع سنوات تماما وهو عرضة لهجوم الجمهوريين الذين يرون انه يحول الرعاية الصحية خدمة اجتماعية على الطريقة الأوروبية.
وفي كل محطة انتخابية، وعد هؤلاء الاميركيين بالغائه ما ان يصل رئيس جمهوري الى البيت الابيض، لكن القول أسهل من الفعل.
واقر رئيس مجلس النواب ومهندس التعديل، الجمهوري بول راين في مقابلة مع قناة فوكس نيوز أن لا أحد يعرف كيف ستسير الامور، لكنه قال “نحن نكسب اصواتا وأصبحنا قريبين جدا” من الهدف.
وبدا المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر الخميس مطمئنا متحدثا عن “زيادة في الاصوات”.
اما الأقلية الديموقراطية (193 نائبا) فتعارض تماما الغاء أوباماكير وهذا يتطلب من الجمهوريين تجنب معارضة اكثر من 20 عضوا في معسكرهم الذي يضم 237 نائبا.
وقال ترامب في تسجيل فيديو نشر على مواقع التواصل “خطتنا رائعة، ستسرون بها كثيرا جدا”.
ويعتبر الجناح الأكثر محافظة في الأكثرية الجمهورية أن المشروع البديل سيحمل الدولة الفدرالية كلفة باهظة، وانه لا يخلي الدولة من التزاماتها في سوق ينبغي أن يترك تماما للقطاع الخاص بدون أي تدخل للدولة الفدرالية.
من جهتهم، يعرب المعتدلون عن القلق من الارتفاع المتوقع لكلفة التأمين الصحي بالنسبة لعدد من الفئات وخسارة 14 مليون اميركي تغطيتهم الصحية اعتبارا من العام 2018 الذي تتخلله انتخابات تشريعية.
– حصيلة ضعيفة –
لا تتناول حجج دونالد ترامب مضمون المشروع الجمهوري وانما تطال العواقب الانتخابية في حال فشل التصويت.
لكن المعارضين يتمسكون باستراتيجيتهم الصارمة ويطالبون بالغاء اوباماكير تماما، في حين يريد واضعو النص الجديد الحفاظ على آلية لتقديم المساعدات الحكومية وأحكاما تستهدف تأمين حد ادنى من التغطية الصحية لمن لا يحصلون على تغطية من جهات التوظيف.
ويقول الاكثر مغالاة بين المحافظين انهم يريدن الغاء الزام شركات التأمين بتغطية الخدمات الأساسية العشر التي نص عليها اوباماكير ولا سيما حالات الطوارىء والحمل والولادة او الصحة النفسية. ويقولون ان الهدف هو خفض أسعار التأمين بالنسبة للأميركيين الذين لا يريدون الحصول على تغطية ضد هذه المخاطر.
وتفيد حسابات وسائل الاعلام حتى الآن ان عدد المعارضين المعلنين يجعل تبني القانون الجديد مستحيلا. ولكن الوضع يمكن ان يتغير في حال تقديم تنازلات اضافية.
وفي حال تبنى مجلس النواب التعديل سيناقشه مجلس الشيوخ الاسبوع المقبل.
ودافع باراك اوباما صباحا عن قانونه في بيان بمناسبة مرور سبع سنوات على اقراره بقوله انه اتاح، رغم الكلفة على الخزانة، خفض نسبة الناس الذين يعيشون بدون تأمين صحي من 16% إلى 9% أي بأكثر من 20 مليون شخص، في ما وصفه بانه انخفاض تاريخي.
وقال اوباما “أي تغيير يدخل على نظامنا الصحي يجب ان يسعى إلى تحسينه وليس إلى أن يجعله اسوأ بالنسبة للعاملين الأميركيين”.
ويتخطى الرهان بالنسبة لترامب مجال الصحة فحصيلته لا تزال ضئيلة منذ توليه السلطة والجمهوريون كرروا أن الغاء اوباماكير هو شرط مسبق للتعديلات المالية الكبيرة التي يريدون اعتمادها هذه السنة.

المصدر: فرانس برس