يسرائيل هَيوم: التحدي الذي تنطوي عليه اتفاقات أبراهام: من دبي إلى مكة

يسرائيل هَيوم: التحدي الذي تنطوي عليه اتفاقات أبراهام: من دبي إلى مكة
Spread the love

شجون عربية –

شموئيل تريغنو – مؤلف كتاب “الأيديولوجيا المسيطرة الجديدة- ما بعد الحداثة”/

 
آلاف الإسرائيليين ينتظرون اليوم زيارة دبي والمغرب، بعضهم كسياح وبعضهم كرجال أعمال. ألا تستحق اتفاقات أبراهام ما هو أفضل من مقاربة استهلاكية؟ الأمر الذي من شأنه أن يضع الحدث في مستواه الاستراتيجي الحقيقي، مستوى حاسم بالنسبة إلى بقاء إسرائيل القومي. أريد أن أطرح خمسة تحديات لم يفكر فيها أحد.

كيف يمكن أن نتعامل، من الناحية العسكرية والروحانية، مع حقيقة أن إسرائيل تعقد تحالفات مع دول عربية-إسلامية هي في مواجهة مع دول عربية-إسلامية أُخرى، مواجهة ليست فقط سياسية وعسكرية، بل أيضاً دينية، سنّة ضد شيعة؟ ما هو تأثير ذلك في استراتيجيا الوجود اليهودي القومي؟

ما أن تصبح إسرائيل في حالة سلم مع هذه الدول، فإن المسجد الأقصى سيتحول حتماً إلى محطة للحج الإسلامي، ليس بعيداً كثيراً عن مكة. ويمكن أن تتحول القدس إلى هدف لزيارة مجموعات كبيرة من المسلمين، كيف ستتعامل إسرائيل مع تدفق هذا العدد الكبير من الناس كثير منهم ليسوا من “أصدقائها”؟

علاوة على ذلك، الحرم القدسي الشريف هو مكان تتواجه فيه جهات مختلفة: تركيا التي توظف هنا، سواء بالمال أو بالحجاج، همّشت الأردن “الحامي للأماكن المقدسة” رسمياً. إسرائيل تتطلع إلى دخول السعودية إلى الأوقاف الإسلامية لموازنة تركيا الإسلامية. هناك مَن يقول إن هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه إسرائيل لقاء الاعتراف من السعودية. بهذه الطريقة ستجد إسرائيل نفسها متورطة، ليس فقط في نزاعات داخلية-إسلامية بشأن الصلاحيات الدينية العليا، بل ستتنازل نظرياً وعملياً عن أي وجود لها في الحرم القدسي، وعن سعيها للعودة إليه.

هل هذه هي معركتها؟ مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل ستتزعزع بصورة عميقة. ماذا سيفعل ملك المغرب رئيس لجنة القدس المنبثقة من المؤتمر الإسلامي الذي يعتبر أن مهمته تحرير القدس؟

مصير أراضي الضفة الغربية هو المجهول الثالث في هذه الاتفاقات. إذا كانت صحيحة الوعود التي حصلت عليها الإمارات بالالتزام بإقامة دولة فلسطينية والتنازل عن أي عملية ضم، كيف سيؤثر ذلك في مستقبل إسرائيل الاستراتيجي، وفي هويتها التي تتضمن هذه الأراضي، وأساس شرعيتها السيادية؟ هذه التحديات ستضع إسرائيل على الدوام في ظل خطر داهم.

الذي لا يزال حتى الآن غير ظاهر للعيان وغير واضح هو التأثير في السكان العرب في إسرائيل. نحن نعلم أن القائمة العربية المشتركة رفضت السلام مع الإمارات ووصفته بالخيانة. لكن حركة تبادل سكان و استثمارات دول الخليج في الاقتصاد الإسرائيلي، وعلى ما يبدو في القطاع العربي، يمكن بالتأكيد أن يغيّرا أموراً كثيرة. وهذا سيوّلد تغلغلاً أكبرللتأثيرات الآتية من العالم العربي في هذا القطاع من السكان. مثل التغلغل الذي تعمل عليه تركيا أيضاً. 

أخيراً، بقي مجهول كبير. هل اعتراف كهذا بإسرائيل من قبل دول إسلامية دينية ليست فقط “قومية”، من يتولى زمام الحكم فيها له دور ديني، سيؤدي إلى ثورة فكرية وفقهية في الإسلام بشأن كل ما له علاقة بموقف الشريعة الإسلامية من مكانة أهل الذمة ومن شريعة دار الإسلام؟ وهل ستعترف الدول الإسلامية بدولة يهودية مستقلة عاصمتها القدس.

المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية